مدبولي: التأكيد على عدد من ملفات العمل المشتركة خاصة الملفات الاقتصادية هذه هي سياستنا وثوابتنا.. لسنا ضد التنمية في إثيوبيا ولكن بما لا يضر بمصالح شعبي مصر والسودان نُبدي قلقنا من اعتزام إثيوبيا المضي قدماً في ملء الخزان الخاص بسد النهضة للعام الثاني على التوالي دون التنسيق مع دولتي المصب حمدوك: لقاءات ثنائية بين الوزراء من الجانبين تعالج كافة الملفات الإستراتيجية في العلاقة بين البلدين والشعبين رؤى الجانبين السوداني والمصري توافقت حول أهمية الوصول إلى تفاهم يسمح بأن يحقق سد النهضة طموحات ومصالح شعوب مصر والسودان وإثيوبيا عقب جلسة المباحثات الثنائية الموسعة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان، وبحضور وفد وزاري رفيع المستوى من الجانبين، عقد رئيسا وزراء البلدين مؤتمرا صحفياً، جدد الدكتور مصطفى مدبولي، في مستهله الترحيب بالدكتور عبدالله حمدوك، والوفد الوزاري رفيع المستوى المرافق له، خلال زيارته لبلده الثاني مصر، مشيراً إلى أننا تشرفنا بزيارتكم اليوم، التي تتزامن مع الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، داعياً المولى - عز وجل، أن يعيد هذه المناسبة المباركة بالخير والسعادة على البلدين الشقيقين. وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن زيارة اليوم، تأتي في إطار حرص الدولتين الشقيقتين على دعم وتعزيز أطر العلاقات الإستراتيجية التي تستمد قوتها من الروابط التاريخية بين البلدين، مشيراً إلى الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لبلده الثاني السودان مطلع الأسبوع الجاري، واليوم نشرف بزيارة الدكتور عبدالله حمدوك، بصحبة وفد وزاري رفيع المستوى، استهلها بمقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكد خلال اللقاء دعم مصر الكامل قيادة وحكومة وشعباً، للأشقاء في السودان، في مختلف أوجه التعاون، في إطار العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، والتي تتضمن تنفيذ عدد من المشروعات التنموية خلال المرحلة المقبلة لخدمة أهلنا في السودان. وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن جلسة المباحثات شهدت التأكيد على عدد من ملفات العمل المشتركة، وخاصة ما يتعلق بالملفات الاقتصادية، والتي تتضمن الربط الكهربائي، وكذا الربط في مجال النقل والطرق وكذا خطوط السكك الحديدية المزمع إنشاؤها لربط الدولتين، هذا إلى جانب التعاون في مجال الغاز، والزراعة، والري، والتجارة والصناعة، مشيراً إلى أنه سيتم عقد مجموعة من الاجتماعات الثنائية بين الوزراء من الجانبين، تستهدف استكمال مناقشة المشروعات، والوصول إلى خطة زمنية للبدء فى تنفيذها، أو استكمال القائم منها. وحول ملف سد النهضة، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هذا الملف يحظى باهتمام قيادتي وشعبي مصر والسودان، لافتا إلى استمرار التأكيد على الثوابت الخاصة بهذا الملف، التي تقوم على الحفاظ على الحقوق التاريخية ومصلحة الدولتين، وذلك بما لا يضر بمصالح الأشقاء في إثيوبيا، مؤكداً: هذه هي سياستنا وثوابتنا، لسنا ضد التنمية في إثيوبيا نحن داعمين لها، ولكن بما لا يضر بمصالح شعبي مصر والسودان. وقال الدكتور مصطفى مدبولي: نبدى قلقنا من اعتزام إثيوبيا المضي قدماً في ملء الخزان الخاص بسد النهضة للعام الثاني على التوالي، دون التنسيق مع دولتي المصب مصر، والسودان، ونؤكد الحرص على استكمال التنسيق والتعاون بيننا جميعاً في هذا الملف المهم، كما نأمل أن يستجيب أشقاؤنا فى إثيوبيا خلال الفترة القادمة، للوصول إلى مسار توافقي وحل حاسم لهذه القضية، بما يحقق مصالح الشعوب الثلاثة، فنحن لدينا ثقة ويقين أن هذا النهر الذى يربط بين الدول الثلاث، يستطيع أن يمد أيدي الرخاء والتنمية والتقدم لكل الشعوب، بما لا يضر بمصالح أى شعب منهم. وفي ختام كلمته، جدد رئيس الوزراء التأكيد على دعم مصر لدولة السودان الشقيق في الخطوات المهمة التى تتخذها حكومة الدكتور عبدالله حمدوك، سواء فما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي، أو جهود إحلال السلام في ربوع السودان، متمنياً التقدم والرخاء لدولة السودان الشقيق. من جانبه أعرب الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان، في المؤتمر الصحفي، عن سعادته بهذه الزيارة إلى مصر، التي تأتي في إطار العديد من الزيارات الرسمية المُتبادلة بين الجانبين، كان آخرها زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الخرطوم، السبت الماضي، لافتأً إلى أن هذه الزيارات تؤسس لإيجاد نوع جديد من العلاقة بين البلدين اللذين تربطهما أواصر الثقافة والدين والتاريخ والمصير المشترك. وأكد حمدوك سعادته بأن اللقاء الأول له في هذه الزيارة كان مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث شهد مناقشة كل الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضية سد النهضة، معرباً عن تطلعه إلى عقد لقاءات ثنائية بين الوزراء من الجانبين، تعالج كافة الملفات الإستراتيجية في العلاقة بين البلدين والشعبين، ومنها قضية ربط السكك الحديدية، والنهري، والبري، ومجالات التعليم العالي، والبحث العلمي، والزراعة والثروة الحيوانية. ولفت رئيس وزراء السودان إلى أن بلاده بدأت خلال الشهور الستة الماضية تجربة جديدة في الإصلاح الاقتصادي، لاتخاذ قرارات توصف بأنها صعبة، لكنها كانت مهمة جداً، وضرورية، حيث تم التعامل مع موضوع الدعم السلعي، ثم اتخاذ قرار توحيد سعر الصرف، مؤكداً أن السودان استفادت في قراراتها تلك من التجربة المصرية التي بدأت اتخاذ مثل هذه القرارات قبل أعوام قليلة. وفيما يتعلق بموضوع سد النهضة، أكد حمدوك على أن رؤي الجانبين توافقت تماماً حول أهمية الوصول إلى تفاهم يسمح بأن يحقق هذا السد طموحات ومصالح شعوب المنطقة في مصر والسودان وإثيوبيا، ولكن في الوقت ذاته يجب أن يعالج هذا الملف بحيث لا يحدث فيه ضرر لأى من البلدان الثلاثة، وأضاف قائلا: "شهدنا العام الماضي الملء الأحادى للسد الذى تم في يوليو الماضي، ونعلم أيضاً أن هناك توجهاً من إثيوبيا لملء السد في يوليو القادم، وهذا يتيح وقتاً قصيراً جداً للتعامل مع هذه المسألة، لكننا كلنا أمل بأننا سوف نستطيع، خلال هذه الفترة القصيرة، أن نحقق إمكانية أن يتم هذا الملء بطريقة متوافق عليها وأن نصل إلى اتفاق يسمح بذلك". واختتم الدكتور عبدالله حمدوك كلمته لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الملفات يسمح للوزراء بالعكوف على دراستها والعمل عليها والخروج بخارطة طريق عملية ممكنة التنفيذ، مشيراً إلى أن ذلك يسمح بتعزيز العلاقة الإستراتيجية بين شعبي البلدين لخدمة المصالح الحياتية.