عندما هبطت الطائرة التى أقلتنا من مطار فيينا الدولي إلى العاصمة الارمينية "يريفانا" كانت الوقت يقترب من الفجر تقريبًا، وكان الطريق من المطار حتى الفندق الذي في وسط العاصمة تقريبًا، مظلمًا نوعًا ما، حتى استدعيت من ذاكرتي رحلتي إلى الخرطوم عام 2003 التي وصلتها ليلًا ولم نر وقتذاك عمود إنارة واحد في الطريق وربما في المطار أيضا. سبب استدعاء الذاكرة هو قلقي من تكرار نفس المواقف التى واجهتها في الخرطوم في يريفانا التى تخيلتها مثل المدن الاوروبية التى لا تنام ليلًا مثل باريس، إلى أن شاهدنا على جنبات طريق المطار كازينوهات كثيرة رفعت الأمل في نفسي التى حدثتها خلسة بأن الزيارة لن تذهب سدى. وما أن وصلنا إلى الفندق برفقة المستشار طارق المليجي قنصل مصر في يريفانا، والدكتور أرمين مظلوميان المستشار الاعلامي والثقافي للسفارة الأرمينية بالقاهرة، حتى أنهينا إجراءات الإقامة بسرعة ليصعد كل فرد في الوفد الإعلامي إلى غرفته ليرتمي فوق سريره ويسرق سويعات قليلة لينام ولينهل بعض الراحة قبل أن يبدأ اليوم الأول من الرحلة التى استمرت أسبوعًا ومرت كأنها دقائق.