عرفت السعادة والفرحة طريقها إلى قرى الفيوم، التى أصبحت تشع أملا نحو حياة أفضل سيعيشها ما يقرب من 30 % من سكان محافظة الفيوم التى يتجاوز تعدادها السكانى ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة من خلال مبادرة «حياة كريمة ».. الأمل الذى أطلقه الرئيس السيسي، لتحسن حياة ملايين المواطنين فى القرى بعد أن ظلوا سنوات طويلة يعانون الفقر ونقص الخدمات وتدنى أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. أكد الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، أن مبادرة «حياة كريمة » التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، هى الأقوى خلال المائة عام الأخيرة، والتى تستهدف تطوير الريف المصرى منوها بأن المبادرة تقتحم مشكلات مزمنة ومتراكمة منذ سنوات طويلة، لإيجاد حلول جذرية لها فى توقيتات زمنية محددة؛ حيث تستهدف 53 قرية فى مركزى « يوسف الصديق واطسا »، بتكلفة نحو 97 مليار جنيه، بواقع 54 مليار جنيه لمركز إطسا و43 مليار جنيه لمركز يوسف الصديق، ويمثل المركزان نحو 30 % من إجمالى المحافظة من حيث المساحة وعدد السكان. أوضح الأنصارى أن العمل فى تلك المبادرة يتم من خلال منهجية محددة، حيث تم تشكيل لجنة «التخطيط المحلي» لوضع النواة الأولى للمبادرة، أعقبها عقد عدة جلسات للحوار المجتمعى مع المواطنين، ثم لقاءات مع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، للخروج بخطط واقعية تلبى المتطلبات والاحتياجات الفعلية للمواطنين. أكد المحافظ أن القطاع المدنى له دور مهم وشريك أساسى فى تنفيذ المبادرة، مثمناً دور جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى هذا الشأن، كما أكد المحافظ أن قطاع الثقافة شريك أساسى أيضا بالمبادرة، مشيرا إلى أنه سيتم تطوير المكتبات بمراكز الشباب لتكون بمثابة منصات ثقافية. كما أعلن الانصارى أنه سيتم إنشاء 3 مراكز خدمات متكاملة بمركز اطسا، لتوفير الخدمات الحكومية التى يحتاجها المواطن فى مكان واحد، مؤكدا أنه سيتم مراعاة خطوط السير والكثافات السكانية خلال تنفيذ هذه المراكز.. وأشار «الأنصارى» إلى اختيار 4 مناطق بمركز يوسف الصديق والشواشنة لتدريب وتشغيل الشباب والمرأة. مشروعات صغيرة وأوضح أنه سيتم خلال 3 أسابيع توزيع شيكات 47 مشروعاً للشباب بفائدة بسيطة ودون ضمانات، وفى مجال تمكين المرأة يجرى تنفيذ 7 برامج تدريبية يستفيد منها 200 سيدة بمركزى « اطسا ويوسف الصديق »، فضلاً عن ترخيص 914 مشروع تسمين. وفى مجال الشباب والرياضة، سيتم تطوير عدد كبير من مراكز الشباب بالقرى الأم، منها 8 مراكز سيتم تحويلها إلى مراكز شباب حضارية، فضلاً عن إقامة أندية للأنشطة المتكاملة لخدمة كل مجموعة من هذه القرى. النهوض بالتعليم والصحة وأضاف، أن قطاع التعليم يستهدف تنفيذ 46 مشروعا تعليميا بمركز إطسا، كما يستهدف قطاع الصحة تطوير 22 وحدة صحية بالمركز، بالإضافة إلى مبنى استقبال وطوارئ وعناية مركزة بمستشفى اطسا المركزى. كما تشمل مبادرة مناهضة الهجرة غير الشرعية بمركز اطسا التى ينفذها جهاز تنمية المشروعات، تطوير البنية التحتية، وترميم وتطوير 9 مدارس، ووحدة صحية، وشبكات المياه والصرف الصحي، فضلاً عن مشروعات تشغيل الشباب والفتيات، وبرامج التدريب من أجل التشغيل. تكتلات اقتصادية وأشار المحافظ، إلى أنه سيتم استغلال الميزات النسبية لكل قرية من القري، وتنميتها وتسويق منتجاتها، موضحاً أن خطط التطوير لا تقتصر على الأنشطة الزراعية والإنتاج الحيواني، وإنما تشمل التصنيع الزراعى وبناء تكتلات اقتصادية بالقرى المستهدفة، لتحقيق فوائد مباشرة لأهالى هذه القري، الأمر الذى استلزم سماع رأى فئات أخرى مثل المرأة والشباب والأحزاب السياسية، بهدف التنوع فى عرض القضايا والتعرف على الاحتياجات الفعلية، مؤكدا أن المبادرة تسعى لتحقيق أقصى استفادة للمواطن وتضمن له حياة كريمة. الانتهاء من المخطط الرئيسي أكد أحمد الانصارى أنه تم الانتهاء من وضع المخطط الرئيسى لتطوير المركزين والقرى الأم وتوابعها، كما تم الانتهاء من الشكل الأول للاحتياجات ومطابقة الخطط مع مطالب المواطنين خلال جلسات الحوار المجتمعى. وكشف المحافظ أن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى والصحة والتعليم والكهرباء والطرق وغيرها من مشروعات البنية التحتية جميعها مكونات أساسية بالمبادرة الرئاسية، وأعلن أنه سيتم إنشاء مركزين مجمعين بمركز يوسف الصديق والشواشنة، لجميع الخدمات الحكومية التى يحتاجها المواطن فى مكان واحد، مع إتاحة وتحسين الخدمات بالقرى أيضاً.. مشيراً إلى أن الإرشاد الزراعى سيعود بقوة خلال الفترة المقبلة، حيث سيتم تجميع الحيازات الزراعية الصغيرة واختيار التربة المناسبة لمختلف الزراعات بهدف تحقيق عائد اقتصادى منها للفلاح، مؤكداً أن مشروعات الزراعة والرى تتحرك بصورة متكاملة، وأن مشروعات تبطين الترع يصاحبها التوسع فى مشروعات الرى الحديث، للحفاظ على المياه من الإهدار وزيادة إنتاجية الأراضى الزراعية. فيما لفت نائب محافظ الفيوم الدكتور محمد عماد إلى أنه تم التنسيق مع عدد من البنوك لتركيب ماكينات ATM بعدد من القرى للتيسير على المواطنين، فضلاً عن التوسع فى مقرات البنوك بمراكز المحافظة المختلفة، وكذلك تم إعداد حصر كامل لمكاتب البريد وتقسيمها إلى مطورة وغير مطورة، ويجرى التنسيق مع هيئة البريد لتطوير جميع مكاتب البريد بالمحافظة، كما يجرى التنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لفتح منافذ لمشروعات «جمعيتى » بمراكز الشباب لتوفير فرص عمل جديدة للشباب. أمل جديد من جانبه طالب دكتور صلاح هاشم، أستاذ التخطيط والتنمية بجامعة الفيوم، بعدد من الإجراءات لضمان مزيد من الفعالية للمبادرة وفقا لتوجيهات الرئيس، أولها أن يكون لها قاعدة بيانات موحدة للقرى التى استفادت، ووضوح الخطة الخاصة بها وتحديد المهام والشراكات بين الوزارات المختلفة والقطاعين الخاص والأهلي، مع تحديد خطط التنفيذ والتشغيل، وعلى اساسها توضع معايير التقييم. كما طالب بوضع خطة استدامة للحفاظ على المقدرات وما تم انجازه، وتوحيد جهة الإعلام عن المبادرة حتى لا يكون هناك تضارب فى المعلومات، مع إنشاء موقع خاص بها يبرز الجهود المبذولة ويرصد التطورات أولا بأول. وأوضح أن التكامل الذى تفرضه المشروعات المعلن عنها يدفع للأمل فى قرى جديدة خلال ثلاث سنوات، فهناك مشروع القرية المنتجة بالتعاون مع مشروع الريف المصرى والالف قرية لإقامة مشروعات صناعية داخل كل قرية.. وفقا لطبيعتها، للحد من البطالة والهجرة للقاهرة والعواصم، وبالتالى الحد من العشوائيات وتحسين مستوى العيش بالقرى. المبادرة تحقق أحلامنا فيما عبر الكثير من أهالى المركزين عن سعادتهم وفرحتهم الكبيرة بالمبادرة التى أعادت الحياة والأمل إليهم على حد تعبيرهم، كما أكدوا أن المبادرة ستحقق أحلام مئات الآلاف من البسطاء والمواطنين الذين غابت عنهم أبسط الخدمات منذ سنوات طويلة، وارجعوا الفضل فى ذلك إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى يشعر بآلام وأوجاع المصريين البسطاء فى القرى والنجوع. يقول عبد الرحيم سعد. «موظف ومقيم بمركز اطسا » إن مشروع تطوير الريف المصرى الذى يتضمن تطوير القرى والنجوع فى كل المحافظات، لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية لفئة كبيرة تعرضت للإهمال، يؤكد أن الرئيس السيسى صاحب رؤية تنموية لم يسبقه إليها أحد هذا بالإضافة إلى تسخير إرادة الدولة لتحقيق تلك المشروعات فى وقت قياسى وبمعدلات نجاح غير مسبوقة. أوضح رجب محمود، «مزارع »، أن مركز أطسا يعانى نقصا فى خدمات الصرف الصحى ومياه الشرب، خاصة فى القرى والتوابع التى تقع على نهايات المركز كقرية «الغرق» وتوابعها، هذا بالإضافة إلى مشكلات نقص مياه الري، مشيرا إلى أننا نأمل فى تحسين مياه الرى بعد بدء العمل فى تبطين بحر «الجرجبة ». وأضاف محسن إبراهيم، « مزارع » إن مركز يوسف الصديق يعانى الإهمال منذ سنوات طويلة، حيث إن المركز يقع وسط الصحراء، ولا يوجد به خدمات للصرف الصحى.. ومياه الشرب بها العديد من المشكلات، كما أن المركز بلا مستشفي، وذلك على الرغم من وجود مبنى متكامل من 6 طوابق ومزود بمهبط للطائرات. ولكنه مهجور لم يتم تشغيله منذ مايزيد على 15 عاما.