في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد الذي حصد أرواح أكثر من 2 مليون شخص في العالم حتى الآن، وظهور سلالات متحورة منه أكثر انتشارا، وزيادة حدة وتيرة الموجة الثانية، والاقتراب من الدخول في الموجة الثالثة من الوباء. أصبح الكثير من الناس يسعون لإيجاد أفضل الطرق لحماية أنفسهم، من بينها ارتداء كمامتين في آن واحد لتوفير مستويات حماية أعلى للوقاية من عدوى الفيروس المميت. وتوجهت بعض الدول بالفعل، ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية، للطلب من مواطنيها بارتداء كمامتين عوضا عن كمامة واحدة لضمان الوقاية من عدوى فيروس كورونا، حيث أوصى الدكتور أنتوني فاتشي كبير الأمراض المعدية بالولاياتالمتحدة، الأمريكيون بارتداء كمامتين معا في هذا التوقيت، لمواجهة انتشاء الوباء الفاتك. وشوهد عدد من السياسيين بأمريكا، من بينهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونائبته كاملا هاريس، والسيناتور ميت رومني، وهم يضعون كمامتين في آن واحد، ما طرح التساؤلات حول ما إن بات من الضروري استخدام كمامتين عوضا عن واحدة فقط للوقاية من فيروس كورونا. فهل ارتداء كمامتين يوفر الحماية الكاملة من فيروس كورونا بسلالته المتحورة الخطيرة، ومتى يتم ارتداء كمامتين، وما قواعد وشروط ارتدائها، ومن الأشخاص الممنوعون من ارتدائها، وهل ارتداء كمامة واحدة أصبح يشكل خطورة، كل هذه التساؤلات تجيب عليها "بوابة الأهرام" في التقرير التالي: هل توفر الكمامتان الحماية الكاملة من كورونا؟ ذكرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن ارتداء كمامة مزدوجة "قناعان واقيان، في آن واحد، يمكن أن يوفر مستويات عالية للغاية من الحماية ضد انتشار فيروس كورونا الجديد والإصابة به، كما أكد الباحثون أنهم اكتشفوا الفعالية الشاملة لأساليب ارتداء الكمامات المختلفة من خلال التجارب المعملية، والتي كشفت أنه عندما يرتدي الفرد كمامة واحدة فقط إما كمامة جراحية أو مصنوعة من القماش، فإنه يمنع حوالي 40% فقط من الجسيمات الفيروسية. كما تبين من خلال التجارب المعملية، أن ارتداء كمامة مصنوعة من القماش فوق أخرى جراحية، يمكن أن يمنع نحو 80% من الجسيمات الفيروسية، كما أكد الباحثون بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بأنه يمكن منع انتقال الفيروس بنسبة 95% عندما يتم ارتداء كمامتين . يؤكد الدكتور أمجد الحداد مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن فكرة ارتداء كمامتين جيدة جدا، وتعطي حماية أكثر خاصة في أماكن التجمعات، والأماكن المزدحمة، ووسائل المواصلات، والمستشفيات، والفئات العاملة في الحقل الطبي، لأنه يسهل العدوى في هذه الأماكن، والكمامتين تعطي حماية أفضل من الكمامة الواحدة. هل الكمامة الواحدة خطر؟ بعد انتشار توجيهات بارتداء كمامتين في آن واحد، اعتقد البعض أن الكمامة الواحدة تشكل خطرا وتساعد في نقل العدوى، ولكن يؤكد الدكتور أمجد الحداد أن ارتداء كمامة واحدة لا يشكل خطرا نهائيا، فالكمامتان لا يتم ارتداؤها في الأماكن المذكورة سابقا، أما خلال الممارسة الحياتية اليومية فإن ارتداء كمامة واحدة فقط كافية وتعطي حماية من العدوى بشرط الحفاظ على التباعد الاجتماعي. قواعد ارتداء كمامتين نصحت منظمة الصحة العالمية المواطنين الراغبين في ارتداء كمامتين معا، أن يضعوا الكمامة الأفضل والأجود أولا ومن ثم إضافة الأقل جودة فوقها على أن يتم تغطية الأنف والفم بالكامل لضمان الوقاية من فيروس كورونا بموجاته. ويوضح مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، قواعد ارتداء الكمامتين، مؤكدا أنه يمكن ارتداء كمامتين جراحية في آن واحد، ولكن يفضل ارتداء الكمامة الأفضل من حيث الجودة أولا ومن ثم الكمامة الأقل جودة. ومع زيادة حدة وتيرة الموجة الثانية من كوفيد-19، والاقتراب من الدخول في الموجة الثالثة من الوباء وظهور سلالات متحورة أكثر انتشارا، يشدد الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، على ضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، ومن الأفضل ارتداء كمامتين في الوقت الحالي لأنها تعتبر أكثر حماية من الكمامة الواحدة، خاصة في الأماكن المزدحمة والمغلقة وأماكن النقل العامة التي يزداد فيها خطر انتشار العدوى. تعد الكمامة الجراحية أو الطبية المكونة من ثلاث طبقات هي الأكثر شيوعا واستخداما والتي تتكون من: 1- الطبقة الداخلية: مصنوعة من مادة ماصة. 2- الطبقات الوسطى: والتي تعمل كمرشح. 3- الطبقة الثالثة: تتكون من مادة ماصة. ويوضح الدكتور عبد العظيم الجمال، أن ارتداء كمامتين جراحية في آن واحد يجعلها أكثر حماية لأن الشخص المرتدي لها يكون وضع عدة طبقات على الأنف والفم ما يساعد على عدم وصول العدوى له. أشخاص ممنوعون منها هناك أشخاص لا يجب أن يرتدوا كمامتين معا، لأنها ممكن أن تسبب لهم مشاكل صحية، ويوضح أستاذ المناعة هؤلاء الأشخاص فيما يلي: 1- لا يجب استخدام الكمامات لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس، أو الربو، إلا عند التواجد في المستشفى فقط. 2- لا يجب أن يستخدم الأطفال الكمامتين أو كمامة واحدة للأطفال الأقل من عامين. كما ينوه "الجمال"، أن الاستخدام السيئ للكمامة وإعادة استخدامها تعد من الأمور الخطيرة التي قد تزيد من خطر العدوى، حيث كشف باحثون أمريكيون في جامعتي ماساتشوستس وكاليفورنيا عن خطورة إعادة ارتداء الكمامات، حيث إنهم وجدوا أن استخدام الكمامة الطبية للمرة الأولى تكون قادرة على تصفية الجسيمات العالقة بنسبة 75%، أما عند تكرار الاستخدام في المرة الثانية تكون قادرة على تصفية 25% فقط من الجسيمات العالقة نظرا لتآكلها. وعن تعقيم الكمامة بالكحول لإعادة ارتدائها مرة أخرى، يؤكد أنها تؤدي إلى تآكل الطبقتين الأولى والأخيرة، وبالتالي تصبح متهالكة وغير فعالة ولا تمنع حدوث العدوى، ومكمن الخطورة في تعقيم الكمامة وإعادة استخدامها أن التلف الناجم عن التعقيم لا يكون واضحا للمستخدم مما يشجعه على ارتدائها مرات عديدة، الأمر الذي يزيد من خطورة العدوى.