شريف عبدالباقي لم تكن ردود الأفعال على مستوى العالم، التى كانت على إثر قرار إغلاق شبكات التواصل الاجتماعي لحسابات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسبب الصراع السابق على السلطة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو لخلافات على حقوق الإنسان وحرية الرأى، الذى من المفترض أن يتمتع به الرئيس الأمريكى شخصيا، بل لخطورة استخدام هذه الشبكات على الدول والشعوب التى قد تدخل فى نزاع أو صراع مع الولاياتالمتحدة. وتحول الجدل من هدف هذه الشبكات ودورها فى السيطرة وجمع المعلومات والاستخدام السياسي لها فى دعم اتخاذ القرار، وهو المحسوم لدى الجميع، إلى كيف تحمى دولة نفسها فى حال اتخاذ قرار ضدها من هذه الشبكات؟ هل تنعزل عن العالم وتكتفي بوسائل الاتصال التقليدية؟ أم يكون لها الشبكات الاجتماعية الخاصة بها؟ فعلى سبيل المثال، انتقدت الحكومة الألمانية إغلاق شركة تويتر لحساب ترامب وهو المنصة المحببة له، وكان يستخدمه فى إحداث التوازن لصالحه مع وسائل الإعلام التقليدية التى كانت تناصبه العداء، وظهر هذا النقد من خلال إعلان المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أنه "من الممكن التدخل في حرية التعبير، لكن وفق الحدود التي وضعها المشرع، وليس بقرار من إدارة شركة"، مضيفا "لهذا السبب ترى المستشارة أنجيلا ميركل، أن إغلاق حسابات الرئيس الأمريكي على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل نهائي، يطرح إشكالية خطيرة جدًا". وامتد النقد إلى المفوض الأوروبي، تيرى بريتون، لاعتبار شركات التكنولوجيا تمثل تهديدا بعدم خضوعها لرقابة كافية، وهل يحق لها وقف حسابات رئيس أمريكى؟!. فإذا كانت هذه آراء قادة الدول الأوروبية العريقة، فماذا عن باقى دول العالم الذى لا يخلو تصريح من قادة الولاياتالأمريكية - وبحجة حماية الحريات- من نقد لأحوال هذه الدول؟ والتى تبدأ بإبداء الآراء فى سياستها الداخلية وتمتد لتوجيه النقد واللوم، أو حتى التهديد باتخاذ إجراءات عقابية، حتى لو كانت قرارات هذه الدول اتخذتها كإجراءات تحمى بها نفسها ضد من يحرضون بالقتل وممارسة الإرهاب ضد شعوبها!. والسؤال الذى يطرح نفسه بشكل عام هو، هل هناك ضرورة لتحقيق أمن الدول فى بناء شبكاتها الاجتماعية تلبية لاحتياجات شعوبها؟ وتستخدم هذه الشبكات فى حال اتخاذ إجراءات من جانب الشركات الكبرى المسيطرة على الشبكات الكبيرة والتى يشارك فيها المليارات من سكان الكوكب. والمطروح لنا بشكل خاص.. هل نستطيع إنشاء شبكة تواصل اجتماعى محلية أو إقليمية؟ خاصة وأن المصريين 40 مليونا منهم يشتركون بال"فيسبوك"، و60 مليونا يستخدمون الإنترنت، و98 مليون مشترك فى شبكات المحمول، وأن هناك تصريحات سابقة لمسئولين بالحكومة عن إنشاء فيسبوك مصرى!. كان من المتصور أن يشارك فى تطويره الشركات المصرية والجامعات؛ ليكون شبكة مصرية اجتماعية تستخدم على التوازى مع الشبكات العالمية التى أغلقت أمام رئيس الولاياتالمتحدة ذاته. اعتقادى أن المسألة ليست تعاطفا مع ترامب بل أصبحت قضية أمن وطنى لابد للعالم أن يقف عندها، وتفكر كل دولة على حدة ماذا هى فاعلة لو حدث هذا الأمر معها؟! والسؤال المطروح.. أتصور أنه سيكون مادة خصبة لحوار مجتمعى قريب!