عبدالله عبدالسلام «بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون ويقول له: تحياتى. نيتانياهو الذى يروج للإسرائيليين أنه فك شفرة زعماء أمريكا يجلس منتظرا مكالمة «الحبيب» قائلا: «صدقونى سيتصل. ليس لدى شك. لقد اتصل بأمريكا الشمالية وأوروبا ولم يصل للشرق الأوسط بعد. إنها أولويات فقط». بعد يومين من وصوله للبيت الأبيض، هاتف ترامب نيتانياهو، ثم كرت السبحة هدايا مجانية لم يحصل عليها زعيم إسرائيلى آخر.. الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة. الاعتراف بالسيادة على الجولان. دعم علنى لنيتانياهو بالانتخابات البرلمانية. مع بايدن الأمر سيختلف. إنه داعم قوى لإسرائيل منذ زيارته الأولى عام 1973، وهو تاريخ له مغزى( حرب أكتوبر المجيدة)، لكنه ليس مؤيدا لنيتانياهو. أهم صفاته أنه لا ينسى الإساءة، وقد أساء إليه نيتانياهو مرارا، أشهرها عندما كان يزور إسرائيل 2010، وإذا به يعلن توسيع مستوطنة بالقدس الشرقية فى نسف كامل لجهود إدارة أوباما. لا ينسى أيضا خطابه أمام الكونجرس 2015 ورفضه الاتفاق النووى مع إيران، والذى رعته واشنطن محرضا على أوباما وإدارته. بالتأكيد سيتصل بايدن لكنه، كما يقول الدبلوماسى الأمريكى المخضرم آرون ديفيد ميلر، يرسل رسالة واضحة مفادها أنه لا عودة لسياسات ترامب، ولا تدليل لنيتانياهو، كما أنه لن يمد يده لرفعه فى الانتخابات البرلمانية 23 مارس المقبل. حسب واشنطن، ليس هناك عجلة فى الملف الفلسطينى لكن الملف الإيرانى ملح، وستتحرك بقوة. وهى تشعر بأن ليس على رأسها بطحة تجاه نيتانياهو، ولذلك لن تقلق كثيرا إذا عارض تحركاتها. وكما قال ميلر، فإن بايدن سيتعامل على أساس الاحترام والمعاملة بالمثل، ولن يكون مثل أوباما الذى ابتلع كرامته مرات عديدة بعد إهانات نيتانياهو. يبدو نيتانياهو، وكأنه فى انتظار ما لا يجىء. الوقت يمر والانتخابات تقترب. معسكره فاض به الكيل. دانى دانون القيادى البارز بالليكود يتساءل: ألم يحن الوقت للاتصال؟ ثم نشر رقم تليفون نيتانياهو. إلى متى يظل بايدن متمنعا؟.