هل اخترت هدية عيد الحب؟ ترى هل ستهدى حبيبتك باقة من الزهور أم زجاجة من عطرها المفضل، أو ربما تفاجئها بعشاء رومانسى فى أحد المطاعم الفاخرة؟، كل هذه الأسئلة كانت ستبدو منطقية فى عصر ما قبل الوباء، قبل أن يجتاح كورونا العالم ويقلبه رأسا على عقب، رافعا شعار «ممنوع الاقتراب»، قبل أن يحول الفيروس مناسباتنا الرومانسية إلى «افتراضية» ويصبح «عيد الحب» بمثابة «العشق الممنوع»! عصر الهدايا التقليدية قد انتهى بأمر «كورونا» هذا مؤكد، فلم تعد باقات ستشهد تذبذبا فى مبيعاتها بسبب قيود الحجر الصحي. لكن قديما قالوا «الحب يصنع المعجزات»، وفى الصين، تلك الدولة التى كانت السبب فى نشر الوباء، كانت أيضا الأولى فى اكتشاف هدايا فالنتين «بديلة»، تستطيع أن تستعيد بها بعضا من الرومانسية المفقودة فى زمن الوباء. فمع تحول الكمامات إلى «سلعة نادرة» وباهظة الثمن، بسبب نقص الإمدادات، لجأ العشاق إلى البحث عنها واختيارها كهدايا، لإظهار مدى حبهم لشريك حياتهم، لتحتل قائمة أفضل الهدايا لعيد الحب على موقع «سينا ويبو» الشبيه بموقع تويتر فى الصين، حيث علق أحد مستخدمى الإنترنت على ذلك قائلا: «يجب على الفتاة التى تتلقى الكمامات كهدية من رفيقها أن فلابد أنه بذل كثيرا من الجهد والوقت لإيجاد واحدة!». إلى جانب الكمامات، تصدرت المواد الطبية الأخري، بما فى ذلك المطهرات والكحول الطبى والقفازات التى تستخدم لمرة واحدة، أكثر الهدايا شعبية، وتسمى «الباقة الوقائية»، حيث يقوم البعض بتغليفها على شكل باقة الزهور التقليدية. الخروج عن المألوف فى هدايا عيد الحب، لم يقتصر على الصينيين فقط، فقد اجتاحت بطاقات عيد الحب التى تحمل صورا واقتباسات تعبرعن الوباء، معظم أنحاء العالم، وذلك بعد قيام فنانين بتصميم بطاقات ترمز إلى «كيوبيد» فى زمن «كوفيد»، وبالنظر إلى البطاقات الموجودة على أحد الأرفف فى متجر أدوية شمال غرب لندن، لاحظت ليندا تشاو، بطاقة أثارت انتباهها، كتب عليها «شكرا لوضع قلبك على الخط الأمامي»، تقول تشاو: «ستكون هذه البطاقة مناسبة جدا لزوجة ابني، فهى تعمل فى أحد المستشفيات لعلاج مصابى كورونا». هناك بطاقة أخري، رسمت عليها سمكة داخل دائرة، وكتبت تحتها عبارة «أنت لست فى فقاعتي، لكنك فى قلبي»، وهى موجهة، كما تقول مصممتها سامنثا سميث، لشخص عزيز عليك لا يمكنك رؤيته بسبب الوباء. بطاقة أخرى مرسوم عليها نبات الصبار، وكتب تحتها عبارة «ليس هناك من شخص آخر غيرك أفضل قضاء الحجر المنزلى معه»، فى إشارة إلى الأشخاص المنعزلين معا خلال كورونا. أما أطرف بطاقة فكانت تلك التى صممتها الأمريكية مولى جرين، وقد رسمت عليها حقنة وبجانبها زجاجة لقاح لفيروس كورونا، ومكتوبة بجانبها عبارة «جرعة من الحب فى عيد العشاق». يجدر الإشارة إلى أن سلسلة الصيدليات الكندية، التى تقوم بعرض هذه البطاقات فى متاجرها، تتبرع بعائدات مبيعاتها لمساعدة جهود الإغاثة من الوباء.