** نجح فريق النادي الأهلي في الخروج بنتيجة غير سيئة في مباراته ضد بايرن ميونيخ في نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية المقامة في دولة قطر، بالخسارة صفر/2، في ظل الفارق الكبير بين إمكانيات لاعبي النادي البافاري وبين لاعبي النادي الأهلي الذين لو تخلصوا من الخوف الذي تملكهم في شوط المباراة الأول، لكانوا لعبوا مباراة عمرهم. فمثل هذه المباريات لا تأتي كل يوم، ولكنهم على أية حال تحسن أداؤهم في شوط المباراة الثاني وكان يمكنهم التسجيل، لولا الصربعة والاستعجال والخوف الزائد على الحد، والذي لم يكن له مبرره القوي لأن المنطق العادي للأمور، يقول إن البايرن أفضل من كل الوجوه، وسبق له الإطاحة ببرشلونة وغيرهما بنتائج كارثية. إذن فلنلعب بدون ضغوط ولنستمتع بكرة القدم التي نحبها دون خوف، وللأسف هذا لم يحدث في شوط المباراة الأول، ولكنه ظهر بصورة أفضل في شوطها الثاني وكان من الممكن تسجيل هدف من أكثرمن كرة مرتدة، ولكن الخوف والتوتر والتسرع كلها أسباب حالت دون تسجيل هذا الهدف الذي كانت تنتظره جماهير الأهلي، بل وجماهير مصر كلها لتفرح بالصمود أمام بطل أوروبا وأحد أفضل الأندية في العالم، والفائز حتى الآن بخمس بطولات على التوالي في عام 2020، (الدوري الألماني – كأس ألمانيا- دوري الأبطال "الشامبيونزليج"- سوبر محلي – سوبر أوروبي)، وجاء إلى قطر ليكمل "السداسية"، وها هو يقترب منها عندما يلعب المباراة النهائية الخميس 11 فبراير الحالي. وهنا لابد أن أنوه إلى بسالة محمد الشناوي في الذود عن مرماه، خاصة في شوط المباراة الأول الذي كان فيه هجوم الألمان مستمرًا.. وأقول – للأمانة والتاريخ – إن مثل هذه المباراة لو كانت بين الجيل الذهبي للأهلي (أبو تريكة، بركات، وائل جمعة، وعصام الحضري ومحمد شوقي، وبقية نجوم هذا الجيل) وبين البايرن، لكان بمقدورهم أن يحققوا نتيجة إيجابية،وهذا ليس تقليلًا من الجيل الحالي فهذه هي إمكانياتهم، وإنما إقرار حقيقة إن جيل أبوتريكة وبركات وجمعة والحضري والآخرين هو الأفضل في تاريخ النادي الأهلي، ونجومه هم الذين شرفوا منتخب مصر في مباراتيه ضد منتخبي إيطاليا والبرازيل في كأس القارات بجنوب إفريقيا عام 2009.. ** ليس الجماهير وحدها هي التي تفرح في خسارة الفريق المنافس لفريقها، وإنما هناك الكثير والكثير من نجوم الكرة الكبار، في مصر وفي جميع أنحاء العالم، يفعلون نفس الشيء.. وتلك مقولة يرددها الكثيرون، وحالة يقول عنها علماء النفس والاجتماع إنها شعور طبيعي وليس مرضيًا، فبقدر ما يحزن المتفرج لهزيمة فريقه، بقدر ما يفرح لسقوط منافسه هكذا الحال دائمًا في لعبة كرة القدم على وجه الخصوص، وفي بقية اللعبات على وجه العموم، وربما كان ذلك نوعًا من التنفيس، تعويضًا لهزيمة، أو إبعادًا لخطورة هذا المنافس.. وإذا كانت هذه الظاهرة واضحة وضوح الشمس بين جماهير هذا الفريق أو ذاك، والأمثلة عندنا كثيرة ونلحظها بصورة كبيرة خاصة في مباريات الأهلي والزمالك ضد بقية الفرق، فإنها ربما كانت أكثر وضوحًا في أوروبا، بين جماهير الأندية المتنافسة، وكذلك بين لاعبيها.. وآخر النجوم الذين أكدوا هذا الكلام النجم البرازيلي ماركينيوس لاعب فريق باريس سان جرمان، وقال هذا الكلام تحديدًا قبل لقاء مهم لفريقه ضد فريق أوليمبيك مارسيليا، وهو الكلاسيكو الناري دائمًا بين هذين الفريقين.. فماذا قال هذا النجم البرازيلي؟ ماركينيوس قال في حديث لموقع "سو فوت" الفرنسي: نحن لا ننسى أبدًا وقوف جماهير مارسيليا ضدنا ولمصلحة فريق بايرن ميونيخ في نهائي دوري الأبطال "الشامبيونزليج" في الموسم الماضي. واستدرك قائلً : أنا أؤمن بأن "الشماتة" والاستمتاع بخسائر النادي المنافس جزء من "فولكلور" كرة القدم.. وأنا شخصيًا كنت أحتفل وأنا في سن أصغر، بهزيمة فريق بالميراس، بنفس قدر فرحتي بفوز فريقي كورينثيانز!! هذا قبل أن يشد ماركينيوس الرحال إلى أوروبا. وعلق قائلًا: عندما لا يستطيع فريقك الفوز، فلا يصبح أمامك سوي الدعاء والصلاة من أجل خسارة الفريق المنافس!!. فهل أخطأ ماركينيوس في كلامه هذا؟! أعتقد إنه قال عين الصواب، لأننا حولنا في كل مكان – وليس في مصر وحدها – جماهير بالملايين ولاعبين بالآلاف من هذا النوع، ويمكن للمتابع للكرة الأوروبية أن يلحظ ذلك بين جماهير ريال مدريد وبرشلونة، وليفربول وإيفرتون، ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، وميلان وإنترميلان، وباريس سان جرمان ومارسيليا، وبايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند وغيرها أمثلة كثيرة، ولا ينكرها إلا من "يدفن رأسه في الرمال كالنعامة!! ولتتأكد بذلك مقولة ماركينيوس الذي وصف الشماتة في المنافس عند هزيمته من أدبيات كرة القدم!!.