هشام عبد الخالق : اتفاق تجارى ليس له علاقة بالغرفة أو المنتج سيد فتحى : السينما دائما أولا لأن لها جمهورها.. والمنصات تحرق الأفلام تشهد السينما حاليا فترة من الهدوء، وتصل لمرحلة الركود بسبب تأثير جائحة كورونا على الصناعة، وتخوف المنتجين من طرح أفلامهم الضخمة بسبب قلة الإيرادات وقلق الجمهور من الذهاب لدور العرض بكثافة رغم تشوقهم لمشاهدة السينما، لكن المغامرة كبيرة وتكلف المنتج الكثير، لذلك فهو وقت الأعمال متوسطة التكلفة التى تحقق إيرادات بالملايين لم تكن لتحققها لو عرضت فى وقت آخر، مثل فيلم الغسالة، وتوأم روحي، زنزانة 7، وقفة رجالة، وغيرها من الأفلام التى تعتمد على نجوم الصف الثانى. وتأتى بعد ذلك الأفلام الأقل إنتاجيا، أو تلك التى تعتمد على موضوع بسيط، وهى الأعمال التى لا يقبل عليها الجمهور بالسينما كثيرا مثل فيلم «حظر تجول» ومن قبل «أسوار عالية» وغيرها من هذه الأعمال، وهنا تختلف طريقة تعامل المنتج مع العمل الذى يريد أن يحقق أقصى استفادة منه وتحقيق أفضل ربح فبدلا من أن يختار تسويقه كعرض أول فى المنصات الإلكترونية أو على القنوات المشفرة، فيعرضه بالسينما أولا لأسابيع قليلة ثم يسوقه للمنصات بعد ذلك ويمكن أن يكون متفقا مع المنصة من قبل عرضه بالسينمات لكن على أن تأخذه بعد عرضه بالسينما لوقت محدد. وحول هذه الطريقة فى التسويق وسعى المنتجين للعرض أولا فى السينما قبل المنصات لوقت بسيط، وإن كان هذا له علاقة بقرارات غرفة صناعة السينما، التى ترفض عرض أى فيلم فى دور العرض إذا ما شهد عرضه الأول على المنصات الإلكترونية، أو أنه تفكير تجارى بعد إدراكهم لمدى الخسارة التى يتعرضون لها إذا سوق العمل للعرض التليفزيونى وتجاهل السينمائى. وأوضح عدد من المتخصصين أن المسألة تخضع للتفكير التجارى فبعد تجربة عرض فيلم «صاحب المقام» على المنصة دون عرضه بالسينما وعدم تحقيقه الانتشار المنتظر، أدرك صناع الأفلام أن السينما هى الأساس، حتى لو كان الفيلم مُنتَجا خصيصا لكى يعرض بالمنصات أو القنوات المشفرة، فعليه عرضه بالسينما حتى لو لفترة بسيطة لأنها تساعد فى ترويجه وزيادة الطلب عليه، ولأن المنصات الإلكترونية لن تكون بديلا عن السينما. وقال المنتج هشام عبد الخالق، نائب رئيس غرفة صناعة السينما، إنه يجب فى البداية التفرقة بين الفيلم السينمائى الذى يعرض فى دور العرض، والفيلم التليفزيونى وهو ما ينتج خصيصا للعرض على القنوات المشفرة أو على المنصات الإلكترونية، والمسألة لها علاقة بنوعية التصوير لأن كاميرا السينما أصبحت يصور بها مسلسلات، وكذلك مكان العرض هل هو سينمائى أم أنتج بهدف العرض على المنصات فأصبح فيلما تليفزيونيا. وأضاف أن الغرفة لا تفتعل مشكلات أبدا لكن الفيلم السينمائى يعرض بدور العرض، ثم بعد ذلك على المنصات، فيمكن للعمل أن يعرض فى السينما وحسب إيراداته سواء ظل أسبوعين أو شهرين، وبعد ذلك يعرض بالمنصة، فإيرادات الفيلم تأتى من العرض فى السينما محليا والتوزيع خارج مصر، وبعد ذلك من العرض على منصة أو قناة مشفرة، وهذه هى الطريقة التى يتم تحقيق الإيرادات بها وتسير بها عملية العرض. وتابع لكن عرضه على المنصة أو القنوات المشفرة أولا يجعله فيلما تليفزيونيا لا يعرض بدور العرض بعد ذلك، فمن الممكن أن يتجاهل المنتج العرض السينمائى ويعرض على المنصة وهذا حقه لكن بعد بيعه للمنصة لا يعرض بالسينما، وهذا حدث مع السبكى الذى كان لديه فيلم جاهز للعرض، وكان يرى أن دور العرض فى وضعها لن تحقق له ما ينتظره من إيرادات وعرضت عليه المنصة عرض فيلم «صاحب المقام» بمبلغ أفضل فوافق. وأوضح هشام عبد الخالق أن يعرض الفيلم على المنصة يحرمه من العرض السينمائي، ولا أظن أنه سيكرر التجربة مرة أخرى لأن عدم طرح العمل بدور العرض أثر بالسلب لأن العرض السينمائى، يحقق نوعا من الدعاية والترويج للعمل الذى يجعله مطلوبا أكثر، وهنا يمكن أن تتفق المنصة مع المنتج أن يعرض الفيلم شهرين مثلا بدور العرض ثم تحصل على العرض الحصرى فيما بعد بمبلغ جيد بعد توزيعه خارجيا، وهذا اتفاق تجارى ليس له علاقة بالغرفة أو المنتج. وأكد أنه ثبت بالدليل أن طرح الأفلام المتوسطة والصغيرة إنتاجيا فى وضع هادئ لا يوجد به منافسة مع كبار النجوم، يجعلها تحقق إيرادات أقوى مما يتخيل صناعها، لذلك فكرة أن يكون هناك فيلم تكلفته صغيرة ويريد أن يطرح فى العيد لن يحقق ما يمكن أن يحققه فى وضع هادئ، ويظل الوضع الحالى ليس مقياسا لأن الجمهور مشتاق للسينما. وأكد هشام عبد الخالق أن فكرة المنصات موجودة منذ فترة، ولكن بطريقة مختلفة، حيث كان هناك الفيديو ثم الديسك، وأصبح هناك القنوات المشفرة، ثم المنصات، لكن كل هذا من أساليب العرض ليست بديلا عن العرض السينمائي، مشيرا إلى أنه يجب أن يفهم من أين يحقق الفيلم إيراداته؟، فالفيلم الكبير الذى يعتمد على كبار النجوم نصف إيراداته من السينما والتوزيع الخارجى والنصف الآخر من تسويقه للمحطات، أما الأفلام المتوسطة التى تعتمد على فنان معروف لكنه ليس نجم شباك ف 30% من إيراده يحققها بالسينما، والباقى من المحطات والمنصات، أما الفيلم الصغير فهو اعتماده الأكبر على تسويقه للقنوات المشفرة أو المنصات وهذا نسميه فيلما تليفزيونيا وعرضه بالسينما أولا يكون لإعطائه دفعة فقط لتسويقه لذلك هى تركيبة تجارية. وقال سيد فتحى مدير غرفة صناعة السينما، إن العرض على المنصات فقط، حرق للفيلم، لأن منتجه لا يستطيع أن يطرحه فى السينما أو يوزعه فى دور العرض بالخارج، وبالتالى أغلق العرض السينمائى أمامه بمجرد العرض على المنصات، ومن اتخذ هذه التجربة بعرض فيلمه على المنصة أظن أنه لن يكرر التجربة، لأنه خسر فيها. وأضاف أن طرح العمل فى السينما سيدر إيرادات أيا كان حجمها، وبعد ذلك تعرض على المنصة بعد العرض السينمائى وهذا يحقق أرباحا أكثر، والتسلسل الطبيعى لعرض فيلم سينمائي، لأن السينما دائما أولا لأن لها جمهورها، كما يحقق ذلك دعاية أفضل للفيلم، ففى الماضى كان يطلب عدم طرح الفيديو قبل ثلاثة أسابيع من العرض أو أسبوع على الأكثر لكى لا يسرق العمل ويأخذ فرصته فى السينما، ويستفيد من الدعاية لأن كلما زاد الإقبال الجماهيرى على فيلم زاد الطلب عليه، فهناك أفلام يشاهدها الجمهور فى كل فرصة يعرض بها بسبب الجماهيرية التى حققها. وتابع أن العرض بالسينما له متعته بخلاف العرض بالمنصات، مشيرا إلى أنه عندما يعرض فيلم بدور العرض ويقف الجمهور طوابير عليه، يجعل من يراهم لديه فضل لمشاهدة هذا العمل، بالسينما أو عندما يعرض على المنصة أو الفضائيات، لذلك العرض السينمائى ضرورى للفيلم، وأيضا للنجم الذى يفقد جماهيريته السينمائية بعرض العمل على المنصة فقط. وأوضح أن الأفلام الصغيرة يمكن أن يسعى صاحبها للعرض على المنصة سريعا لأن الفيلم وتشكيله من أبطال غير معروفين وقصة بسيطة يجعل المنتج يرى أن المنصة أفضل له لأنه فى السينما لن يأتى له الجمهور بشكل خاص ولن يكلف نفسه عمل نسخ من الفيلم للعرض السينمائى.