تواصل قوات الحماية المدنية لليوم الثالث على التوالي، جهودها من أجل السيطرة على حريق عقار فيصل على الطريق الدائري بالجيزة، الذي اندلع مساء السبت الماضي، دون اقتحام للمبنى، وهو ما يعيد للأذهان ذكرى شهداء حريق عقار السلام، الذين استشهدوا منذ 10 سنوات بعد محاولتهم السيطرة على النيران من داخل المبنى. كشفت التحقيقات في الحريق الذي نشب في العقار السكنى في منطقة فيصل بالقرب من الطريق الدائري المكون من 14 طابقا، وأنه مبني دون ترخيص على مساحة 1000 متر مربع، ومن بين 108 شقق هي عدد الوحدات الموجودة بالعقار 15 شقة فقط يسكنها مواطنون، والباقي خالية. وكان الحريق قد شب في البدروم والطابق الأرضي وهما عبارة عن مخازن أحذية مملوكة لصاحب العقار المتحفظ عليه لمناقشته حول ملابسات الواقعة. وكشفت التحريات أن سبب الحريق يرجع إلى ماس كهربائي، وذلك بعد مناقشة صاحب العقار الذي أكد في محضر الشرطة أنه قبل الحريق ب3 أيام حدثت مشكلة في لوحات الكهرباء بالمخزن وتم إصلاحها غير أنه فوجئ بنشوب الحريق. وصاحب العقار يدعى "الحاج سمير"، بدأ حياته بائعا للأحذية على عربة في الشارع، ومع الاجتهاد أصبح لديه محل، ثم ثانً ثم ثالث، ومع العمل أنشأ العقار محل الواقعة، وحرص وضع كميات كبيرة من الخرسانات بالطابق الأرضي جعلت من الصعب عمل فتحات تهوية به، ثم أنشأ في بدروم العقار مصنع أحذية، ومخزن بالطابق الأرضي، وهو الآن يرقد في العناية المركزة تحت حراسة مشددة. وتبين من المعاينة أن سبب استمرار الحريق هو المادة التي تستخدم في الكاوتش الخاصة بالأحذية، وأن البدروم ليس به أي فتحات تهوية تساعد القوات على عمليات الإطفاء، وتسبب الحريق في سقوط سقف المخزن وتآكل جدران العقار. وذكرت المعاينة أن المخزن كان يحوي مواد سريعة الاشتعال، مثل "الكلة" و"التنر"، وامتدت النيران من البدروم للطابقين الأرضي والأول، الملحقين بالمخزن. تجربة مُرة وقال اللواء عبدالعزيز توفيق، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية سابقًا، إن لكل حريق طريقة خاصة في الإطفاء وذلك حسب موقع الحريق وحجمه، مؤكدًا أن الطريقة التي تعاملت بها قوات الإطفاء مع حريق عقار فيصل لإطفائه عن بُعد دون اقتحام للمبنى سليمة للغاية خاصة أن الحمل الحراري الناتج عن اشتعال المواد الكيماوية داخل "البدروم" كان هائلًا. وأضاف "توفيق" ل"بوابة الأهرام"، أن تعامل القوات مع الحريق كان مثاليًا، وجاء بطريقة علمية من ناحية وعن تجارب سابقة من ناحية أخرى وذلك حرصًا على سلامة أرواح الجميع حيث سبق أن تصرفت قوات الحماية المدنية بطريقة خاطئة في حريق عقار بمنطقة السلام في القاهرة مساء يوم الأربعاء 26 يناير 2011، وكان الحريق كبيرًا للغاية واقتحم رجال الإطفاء المبنى في محاولة للسيطرة على الحريق وترتب على ذلك سقوطه بالكامل واستشهاد 8 ضباط دفعة واحدة. وتابع: في حالة عقار فيصل، فإن الإطفاء يكون على مرحلتين، الأولى هي التصرف عن بُعد لإخماد النيران مع إخلاء المبنى من السكان وتأمين المنطقة المحيطة من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين ورجال الحماية المدنية، أما المرحلة الثانية تتمثل في اقتحام المبني بعد هدوء النيران والتأكد من ذلك ومن ثم تبدأ مهمة التبريد حتى لا تشتعل النيران مرة أخرى. وأكد "توفيق"، أن الدليل الأبرز على نجاح قوات الحماية المدنية في التعامل مع الحريق هو عدم وقوع خسائر في الأرواح سواء من الأهالي أو صفوف الشرطة، وكذلك عدم سقوط العقار حتى الآن رغم أن الحريق كان متشعبًا وهائلًا. وشدد أن مالك العقار أخطأ لأنه استغل طوابق منه في تخزين سلع ومواد كيميائية، إضافة إلى أن هناك قواعد للتخزين لم يتبعها، وتلك القواعد تتمثل في الآتي: ضرورة أن تكون المخازن خارج النطاق السكاني، تخزين أنواع سلع متجانسة مع بعضها البعض، يراع عند التخزين ألا تصل السلع إلى السقف، أهمية توافر عنصر التهوية، تركيب أجهزة إطفاء مع الصيانة الدورية لها، سلامة التوصيلات الكهربائية ومطابقتها للمواصفات الفنية، سلامة أجهزة إنذار الحرائق، التخلص من المخلفات أولا بأول في مكان فضاء بدلا من تراكمها داخل المخزن. وأشار مدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق، إلى أنه في حال نشوب حريق ما في أي وقت، فإن غرفة العمليات تتلقى البلاغات على رقمي 180 أو 122 نجدة، بشكل مجاني، موضحا أنه يتم تقييم البلاغ وفقا لأمور عدة وبناء عليه يتم تحديد عدد سيارات الإطفاء التي ستتحرك لموقع الحادث، لكن بشكل عام فإن أقل بلاغ يحتاج إلى 3 سيارات إطفاء. وأوضح أن سيارات الإطفاء تنقسم إلى 3 أنواع هي: خفيفة، متوسطة، ثقيلة، وأن السعة التخزينية للمياه في تلك السيارات تكون ما بين 3 أطنان إلى 12 طنا، كما يوجد ما يسمى بسيارات خزانات المياه وكل منها تحمل 35 طنا، مضيفا أنه في بعض الحالات يمكن الاستعانة بعدد من الحنفيات الأرضية أو العمودية المزودة بالمياه، والموجودة ببعض المباني والمناطق الصناعية، والتي تتطلبها اشتراطات البناء. وأوضح "توفيق"، أنه في حال الإبلاغ عن حرائق في طوابق مرتفعة وهو ما لم يحدث في عقار فيصل يتم الاستعانة أولا بسلالم الطوارئ أو الهروب المتضمنة في اشتراطات البناء في العقارات التي تزيد عن 5 طوابق، أو استخدام سلالم الإطفاء التي قد تصل إلى 16 طابقا. وشدد "توفيق" على أن رجال الإطفاء يرتدون في عملهم ملابس غير قابلة للاشتعال، و"جواكيت" مقاومة للحريق والحرارة والنيران حتى تنجح مهمتهم بسلام، موضحا أن مهام قوات الحماية المدنية متشعبة ومن بينها الإنقاذ البري والنهري، والتعامل مع المفرقعات وتفكيك القنابل والعبوات الناسفة، ونقل المرضى غير القادرين صحيا إلى المستشفيات، وانهيار المنازل، وإنقاذ الغرقى، والتعامل مع مياه الأمطار، وليس إطفاء الحرائق فقط، وبشكل عام فإن تعامل القوات مع حريق عقار فيصل مدروس وجاء بعد الاستفادة من تجارب سابقة. تحويلات جبرية وأجرت الإدارة العامة للمرور، برئاسة اللواء محمود عبدالرازق، مساعد وزير الداخلية، عدة تحويلات مرورية أعلى الطريق الدائري عقب نشوب حريق عقار فيصل. وفى الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، أعلنت الإدارة العامة للمرور، استحداث تحويلات مرورية جديدة على الطريق الدائري بمحيط العقار المحترق، وجاءت كالآتي: القادم من أكتوبر ومتجه إلى الطريق الزراعي يسلك يمينا اتجاه وصلة المريوطية اتجاه الدائري الشرقي المنطقة الثالثة. القادم من الطريق الدائري الشرقي المنطقة الثالثة اتجاه وصلة المريوطية ويرغب في الدخول يمينا في تجاه محور صفط يسلك إجباريا الجانب الأيسر اتجاه ميدان الرماية ومناطق أعلى الصحراوي. القادم من الزراعي اتجاه صفط اللبن يتم النزول إجباريا يمينا تجاه محور 26 يوليو. القادم من 6 أكتوبر من أعلى محور 26 يوليو ويرغب في الصعود إلى الطريق الدائري تجاه وصلة المريوطية يتم الاستمرار في السير تجاه ميدان لبنان، مع غلق مطلع غبور من الطريق الزراعي تجاه المريوطية.