لو كانت الحروب الأولى بالحجارة والعصى .. فإن الحروب الحديثة افتراضية على الفضاء الإلكتروني، سلاحها الرئيسى هو «السوشيال ميديا» أو مواقع التواصل الاجتماعي. فعلى مدار السنوات الأخيرة، بدأت هذه المواقع فى التوحش وأصبحت القاعدة الأساسية لانطلاق المظاهرات والاضطرابات. ولجأ إليها المواطنون للاعتراض. ومع الوقت، بدأ الساسة فى اللجوء إليها للتعبير عن مواقفهم وآرائهم والتقرب من المواطنين. ورغم من أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ربما يكون من أكثر الرؤساء معاداة لهذه المواقع، إلا أنه استحق عن جدارة لقب «رئيس عبر تويتر» والذى اعتبره نافذته الأساسية للتواصل مع أنصاره، متجاوزا وسائل الإعلام التقليدية ومعبرا عن رفضه لها. فى الآونة الأخيرة، حاولت الحكومات فرض سيطرتها على هذه المواقع، بعد أن تصاعد خطرها يوما بعد الآخر. وبدأت فى السعى لإحكام قبضتها عليها لتضعها تحت طائلة القانون. ولكن فجأة، انقلبت الآية وانتقلت عصا الرقابة إلى يد قادة التواصل الإلكترونى، فحظروا حسابات ترامب على يوتيوب وفيسبوك وانستجرام وتويتر بعد «غزوة الكونجرس» الدامية، وذلك بعد أسابيع من الرقابة على تغريداته، فيما تعد الرقابة الأسوأ من نوعها التى يتعرض لها رئيس أمريكى فى السلطة. كما سمحت لنفسها أيضا بحذف تغريدات للمرشد الأعلى الإيرانى على خامنئي.. وتتوالى الرقابة.