العرب يعانون عجزاً فى إنتاج الغذاء وبعض الدول نجحت فى تحقيق نقلة فى هذا المجال لكننا نحتاج إلى الوصول للأفضل تحقيق الأمن الغذائى يتطلب زيادة الاستثمار.. وتسخير كل الإمكانات لتحقيق مستوى مناسب من الاكتفاء العمل التطوعى فرصة حقيقية لأى مجتمع نام يرغب فى تحقيق التنمية الشاملة الاتحاد يعمل فى جوانب توعوية كالتسامح والتعايش والأمن الغذائى وترشيد استهلاك المياه نسعى أن نكون حاضنة للمنظمات الأهلية فى مجال التطوع وإنشاء شبكة عربية تلبى احتياجات المنطقة فجوة غذائية كبيرة فى المنطقة، والدول العربية صاحبة النصيب الأكبر من تلك الفجوة، حيث إنها من أكبر مستوردى الغذاء على مستوى العالم، وأخيرا أقام الاتحاد العربى للتطوع ندوة افتراضية بعنوان «واقع الأمن الغذائى العربى»، ناقش خلالها التحديات وطرح الحلول. عبر السطور التالية التقت مجلة «الأهرام العربى»، رئيس الاتحاد العربى للتطوع حسن محمد بوهزاع، الذى أشار إلى أن العالم العربى يستورد غذاء بأكثر من 100 مليار دولار سنويا، وهو ما يعرضنا لمخاطر تهدد أمننا الاقتصادى والسياسى. وإلى تفاصيل الحوار. ما الوضع الراهن الذى وصلنا إليه فى مجال تحقيق الأمن الغذئى العربى؟ فى إطار سعى الاتحاد بنشر الوعى بين أبناء الوطن العربى، وعلى اعتبار أن الفجوة الغذائية فى المنطقة كبيرة، حيث تعد الدول العربية من أكبر مستوردى الغذاء فى العالم، حيث تستورد بأكثر من 100 مليار دولار سنويا، ويعانى الوطن العربى من عجز فى إنتاج الغذاء، وبالتالى تدنى نسبة الاكتفاء الذاتى من الموارد الغذائية الرئيسية، مما يعرضه للمخاطر التى تهدد أمنه الاقتصادى والسياسى، وهذا النقص فى إنتاج الغذاء يعود إلى طبيعة الإنتاج فى المنطقة، حيث يستورد أكثر من نصف احتياجاته من السلع الغذائية الرئيسية. وما الجهود التى تبذلها الحكومات العربية لسد تلك الفجوة؟ بدأت الدول العربية أخيرا تسعى وبقوة نحو الوصول إلى مستوى مرضى من توفير الأمن الغذائى، ورغم التحديات التى تواجهها - سواء سياسية أم حتى صحية، حيث أثرت جائحة كورونا على كل خططه فى هذا المجال - لكنها بشكل عام بدأت فى تحقق نقلة فى مجال الأمن الغذائى ومنها دول الخليج العربى على وجه الخصوص، وهو بالتأكيد وضع جيد، لكننا نحتاج إلى الوصول للأفضل بحيث يشمل الأمر كل الدول العربية. وكيف يتحقق ذلك على مستوى جميع الدول العربية؟ تحقق الأمن الغذائى العربى يتطلب وضع عدد من الخطط، منها على سبيل المثال تشكيل فريق عربى لتقديم الخبرة لكل الدول العربية ذات الموارد الطبيعية الضخمة عن متطلبات ووسائل تحسين مناخ الاستثمار فى هذا المجال، والضمانات الواجب منحها للمستثمرين وتقديم مشروع عربى نموذجى لذلك، هذا فضلا عن تفعيل الاتفاقيات العربية المقررة والطلب من جميع الدول الالتزام بها، خصوصا منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى، واتفاقيات تسهيل التبادل التجارى، مع إنشاء مرصد عربى للأمن الغذائى بدعم من الفاو والمنطقة العربية للتنمية الزراعية، ووجود الإرادة السياسية الحقيقية فى تحقيق هذا الهدف والابتعاد عن الإستراتيجيات والسياسات الأحادية، مع توفير الاستثمارات اللازمة للاستثمار فى الموارد الطبيعية والبشرية، والوصول إليه يحتاج إلى الاهتمام بالقطاع الزراعى والتأكيد على ضرورة الاستثمار فيه، لأنه يشكل السلاح الأول لتحقيق هذا الهدف، مع التأكيد على ضرورة توجيه كل إمكانيات الدول العربية لتحقيق مستوى مناسب من الاكتفاء الغذائى عربيا. وماذا عن المشروعات التى قام بها الاتحاد منذ تأسيسه؟ أطلق الاتحاد حملة عربية لتعزيز الإيجابية، والتى تعتمد بشكل أساسى على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى، وهذا فضلا عن حملة «خليج إيجابى» التى نقدمها عبر وسائل إعلام شملت كل الدول العربية، وتهدف إلى تعزيز الإيجابية فى الوطن العربى ومساندة جهود الحكومات، وقام أعضاء الاتحاد فى الدول العربية، بدور بارز ومهم، من خلال تنفيذ أنشطة مختلفة استهدفت مختلف شرائح المجتمع العربى وحتى الآن، وما زلنا مستمرين بتنفيذ الأنشطة التوعوية والبرامج عن بعد، عبر برامج يتم بثها يوميا على صفحة الاتحاد على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، وذلك باستضافة شخصيات عربية مهمة من مختلف المجالات والتخصصات. وهل هناك تعاون بين الاتحاد وجهات عربية أخرى؟ بالطبع هناك العديد من أوجه التعاون، فقد نظم الاتحاد بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية الملتقى العربى والإفريقى للشباب المتطوعين ورواد الأعمال العام، قبل الماضى، والعديد من الملتقيات العربية الشبابية والتطوعية، بالتعاون مع المعهد العربى للتخطيط بدولة الكويت، كان آخرها الملتقى الأول للتطوع الابتكارى. فضلا عن وجود عدد من الشراكات المثمرة بين الاتحاد ومنظمات عربية مهمة، على رأسها جامعة الدول العربية ومؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية، وكنا بصدد توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة الشباب والرياضة التونسية والتعاون فى تنظيم ملتقى شبابى تطوعي، لكن بسبب جائحة كورونا تم التأجيل. وبشكل عام، فإن الاتحاد عضو فى ملتقى الاتحادات العربية النوعية المتخصصة، التابع لإدارة الاتحادات والمنظمات العربية بجامعة الدول العربية، ويتعاون ويشارك فى البرامج التى تطرحها جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى رعاية مؤتمرات الاتحاد وأنشطته الخاصة، ومنها جائزة سمو الشيخ عيسى بن على آل خليفة لتكريم رواد العمل التطوعى العرب، التى تنظم سنويا فى شهر سبتمبر، بمشاركة أعضاء الاتحاد من الوطن العربى، وقلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية لأفضل أعمال تطوعية فى الوطن العربى، التى تقام سنويا فى شهر ديسمبر من كل عام، برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية وتقام الاحتفالية بمقر الجامعة. وما مدى استجابة الدول العربية لمشروعات الاتحاد؟ هناك استجابة عربية واسعة، لا سيما أن العمل التطوعى أصبح ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة فى المجتمعات، وما نلاحظه حاليا أن هناك حراكا تطوعيا فى مختلف البلدان العربية، وشعرنا بذلك أكثر خلال الأنشطة التى قام بها الاتحاد على مستوى الوطن العربى، كما لاحظنا دورا كبيرا للشباب والمتطوعين، خصوصا فى جوانب التوعية حول القضايا الجوهرية التى تخدم المجتمع، ويسعى الشباب ويتنافسون على إبراز دورهم وإيصال رسالتهم على المستوى المحلى والعربى. وماذا عن الحملات الأخرى التى قام بها الاتحاد؟ أطلق الاتحاد عدة حملات أهلية عربية بمناسبة اليوم العالمى للمياه، واليوم العالمى للتسامح واليوم العالمى للبيئة، وناقش قضية الأمن الغذائى العربى وعرض وسائل تحقيقها، وحظيت فاعليته باهتمام ومشاركة واسعة على مستوى الوطن العربى، وتفاعل كبير من المؤسسات الرسمية والأهلية والفرق والمبادرات والأفراد. كما يعمل الاتحاد فى جوانب التوعية حول القضايا الجوهرية فى المجتمع، كالتسامح والتعايش ونبذ الكراهية والعنف والحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك المياه والإعلام الهادف وغيرها من الأدوار، وينتهج بناء الشراكات والتعاون مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بهدف إبراز دوره على المستوى المحلى والعربى. ما تأثير جائحة كورونا على خطط ومشروعات الاتحاد؟ بكل تأكيد أثرت سلبا على كل مشروعات الاتحاد، لكن على الجانب الآخر كان للاتحاد دور بارز فى التوعية تجاه مخاطر الجائحة، حيث أطلق حملة «خليك إيجابي» عبر وسائل إعلام شملت كل الدول العربية، تهدف إلى تعزيز الإيجابية فى الوطن العربى ومساندة جهود الحكومات، وقام أعضاء الاتحاد فى الدول العربية بدور بارز ومهم من خلال تنفيذ أنشطة مختلفة، استهدفت مختلف شرائح المجتمع العربى، وحتى الآن، وما زلنا مستمرين بتنفيذ الأنشطة التوعوية والبرامج عن بعد. وهل تمكن الاتحاد من تحقيق أهدافه التطوعية فى العالم العربى، وما أهم المشاكل التى تواجهه؟ يمكن أن نقول إن العمل التطوعى والخيرى فى المنطقة العربية، هو التفسير الحقيقى لمفهوم الفرص والتحديات، إذ إن العمل التطوعى هو فرصة حقيقية لأى مجتمع نام يرغب فى تحقيق التنمية الشاملة، من خلال الوصول إلى كل فئات المجتمع وفى شتى المجالات، لكن فى الوقت نفسه يواجه هذا العمل تحديات كبيرة، يمكن أن يكون أهمها ضعف تمويل مشروعاته، وكذا غياب التنسيق بين العاملين فيه. وما الهدف الذى يسعى إليه الاتحاد مستقبلا؟ يسعى أن يكون حاضنة حقيقية لكل المنظمات الأهلية فى مجال التطوع، وأن يترجم ذلك من خلال إنشاء شبكة تطوعية عربية منفتحة، تلبى جميع احتياجات المنطقة. الاتحاد فى سطور دعم فكرة التطوع وتزكيتها ونشر أهدافها والارتقاء بها، يعتبر هدفا إنسانيا تسعى الكثير من المنظمات الدولية لتحقيقه وعربيا أصبح هو الطموح الأول الذى أنشئ من أجله «الاتحاد العربى للتطوع» تحت قيادة بحرينية وريادة ومساندة ودعم عربى انطلقت مشروعاته التنموية، لتحظى بدعم من جامعة الدول العربية وعدد من المنظمات العربية. الاتحاد هو منظمة دولية غير حكومية مسجلة فى مملكة البحرين، تم تأسيسه بقرار من مجلس الوزراء فى يوليو 2018، ويعتبر الإطار العربى الأول للتطوع الذى يجمع الهيئات والمنظمات والجمعيات والمراكز التى تعمل فى العمل التطوعى والاجتماعى التنموى، وكل ما يعزز القيم والجوانب الإيجابية فى العالم العربى تحت راية واحدة، بهدف توحيد الجهود العربية وتوجيهها نحو خدمة المجتمع، وخلق فرص للشراكات والتعاون لمصلحة المجتمعات العربية، وعبر التكاتف والتعاون المشترك بين القطاع الحكومى والقطاع الأهلى، وكذلك الفرق التطوعية والمبادرات والأفراد، كما يتطلع للوصول إلى الريادة فى خدمة مجتمعاتنا العربية والنهضة بالأوطان، من خلال استمرار العمل الموحد للجهود، كمنظومة رائعة لتحقيق أهدافنا الإنسانية, وتطوير العمل التطوعى عبر تأهيل وتدريب الإنسان العربى فى برامج ومشاريع رائدة، تضطلع بها المنظمات العربية للنهوض بحركة العمل التطوعى، كما نحرص على تطوير علاقاتنا مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائى لتفعيل دور العمل التطوعى العربى.