منذ توليه قيادة دولة 30 يونيو، لا يكف الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تصحيح المسارات الخاطئة، التي عانت منها البلاد على مدى عقود طويلة، ولا يألو جهدًا في تغيير ثقافات سادت طويلًا، ولم نجنِ من ورائها سوى التأخر عن ركب التقدم الذي تستحقه مصر، ولم تعرف إليه سبيلًا إلا في عهد السيسي. لقد وضع الرئيس السيسي نهجًا جديدًا في منظومة القيادة، ودشن قاعدة ملهمة لجميع العاملين في الجهاز الإداري بالدولة، بل للشعب المصري بأسره، بما أقدم عليه من جولات ميدانية، ومتابعة لحظية ومستمرة، لما يتم إنجازه من مشروعات قومية كبرى في يوم الجمعة من كل أسبوع، وهو يوم اعتدنا، طيلة حياتنا، أنه يوم إجازة نستريح فيه من أعباء العمل على مدى الأسبوع، ونخلد فيه إلى الراحة.
منذ فترة طويلة، وأنا أنتظر يوم الجمعة لأرى أين يقضي الرئيس يومه، فأجده كما عودنا في قلب ميدان التنمية، يشد على أيدي العاملين بالمشروعات الكبرى، التي يجري العمل فيها على قدم وساق في كل ربوع مصر، وكأنه يقول لهم: "أنا معكم قلبًا وقالبًا.. لن أقضي الجمعة بعيدًا عنكم".
لقد أسس الرئيس فلسفته في قيادة سفينة هذا الوطن على الإرادة التي انطلقت من شخصه المخلص، ليبدأ بنفسه وهو في قمة هرم الإدارة، كي لا يترك فرصة للتراخي، ولا حجة للتكاسل، ولا وقتًا يضيع في غير العمل والإنجاز، الذي نقل مصر في سنوات قليلة إلى مصاف الدول الكبرى، التي يشيد بقوتها وإنجازاتها وتجربتها الفريدة القاصي قبل الداني، ولذا فإنني أرى في جولات الجمعة، التي لم نشهد مثلها إلا مع الرئيس السيسي، خطوة ذات دلالات عميقة المغزى، حيث يبعث برسائل ممهورة بتوقيع القائد الذي يخاطب شعبه بفلسفته في الحكم، ويبعث له هذه الرسائل:
الرسالة الأولى: إن القيادة الرشيدة تعني في المقام الأول أن يكون الرئيس في مقدمة الصفوف التي تنتظم في ملحمة البناء والتعمير، لا يركن إلى راحة، ولا يعرف إجازة، ولا يستند إلى تقارير مكتبية ترفعها إليه الحكومة، وهذا هو ما يطلق عليه "القائد النموذج"، الذي يستمد الشعب منه الإلهام والعمل.
الرسالة الثانية: وهي رسالة الإنسانية التي تتجلى في روح الأبوة، التي يحرص الرئيس السيسي على أن يشعر بها كل العاملين في المواقع الإنشائية، وهم يرونه بينهم في يوم الجمعة، دون إعداد مسبق للزيارة، يحدثهم ويناقشهم ويستمع إليهم، دون تكلف أو وسيط، ويشدد على أن يلتزموا بإجراءات الوقاية لمواجهة فيروس كورونا، حرصًا منه على سلامتهم وسلامة أسرهم، وهذا النهج - الحوار بين الرئيس وشعبه بكل أطيافه - هو الذي أقره الرئيس السيسي منذ أن تولى القيادة.
الرسالة الثالثة: وهي رسالة للخارج، ولكل من يضمرون السوء لمصرنا الحبيبة، وهي أن قاطرة مصر 30 يونيو تمضي بخطى متسارعة واثقة نحو المستقبل، مهما تكن الظروف والتحديات، لا تعرف إلا طريق التقدم، ولن تتنازل عن بلوغه مهما يكن الثمن، وأن ذلك الطريق ممهد إلى المستقبل بعزيمة أبناء مصر، وبإدارة سياسية حكيمة، وإرادة واعية، يحمل الرئيس السيسي لواءها، ويؤمن به رجال مخلصون وجنود أبطال في كل مواقع العمل والإنتاج.
والنتيجة.. وهي رسالة رابعة لا تخطئها عين ولا يغفلها رصد، فرصيد الرجل من الإنجازات، ونصيب مصر من المشروعات القومية الكبرى العملاقة التي تحققت في سنوات حكمه، يفسر - بما لا يدع مجالًا للشك - سر فلسفة الرئيس في إدارة بلاده، وإخراجها من ظلمات المجهول إلى نور المستقبل ومقعد الريادة المستحق لها بين الأمم، بما يبوح به الرئيس السيسي من مفاجآت لا تنتهي وأسرار من خزينة آماله وطموحاته لمصر لا تعرف سقفًا ولا تكتفي بقدر محدود.
ولعل آخر تلك الأسرار التي تكشفها جولات الجمعة لهذا القائد الملهم، هو مشروع مستقبل مصر، وهو مشروع لا يمكن أن نطلق عليه سوى "المستقبل الأخضر"، الذي يرسم لهذا الوطن عهدًا جديدًا من الإنتاج الزراعي على مساحة نصف مليون فدان، في منطقة حيوية واعدة، هي امتداد محور الضبعة، أحد شرايين التنمية في الشبكة القومية للطرق، إحدى ثمرات عطاء الرئيس السيسي منذ تولى مقاليد الحكم.
في جولة الجمعة الماضية، فاجأنا الرئيس بهذا الإنجاز الكبير، الذي يهدف إلى توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، ويسد الفجوة في السوق المحلية، بين الإنتاج والاستيراد، ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء مصر، ولم يعلن عنه في اجتماع للحكومة، أو في مؤتمر برئاسة الجمهورية، لكنه ارتأى أن يكون الإعلان عنه يوم الجمعة، ومن قلب الميدان، ليبلغنا الرسالة الكبرى التي تحمل الأمل، وتحث على العمل الدائم والمستمر، ليقول لنا: لا تجعلوا للطموحات في مصر سقفًا، ولا تدخروا من أجل مصر جهدًا.
لا تنتهي رسائل الرئيس كما لا تنتهي إنجازاته، وسيبقى الجمعة من كل أسبوع يومًا يجلس المصريون ليتابعوا القائد، الذي انتخبوه ربانًا لسفينتهم، في قلب كل ميدان، يشد على أيدي أبنائه، ويحفزهم على الإنجاز، ليكشف لنا سر إعجاز هذه الدولة وشفرة تقدمها.. فلسفة السيسي وإدارته وإرادته ورسائله التي ننتظر منها المزيد، لتمضي مصر بقيادته نحو غايتها؛ ريادةً وسيادةً وأمنًا واستقرارًا. [email protected]