أكثر ما أسعدني في ختام مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي, الرسالة القوية التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للشباب, حينما دعاهم إلي الوقوف بجانبه قبل أن يلقي كلمته الختامية للمؤتمر, فصورة الرئيس التي جمعته بالشباب المشارك في تنظيم المؤتمر, وحرصه علي أن يكونوا بجواره, وتوجيهه التحية والتقدير لهم علي ما بذلوه من مجهود لإظهار هذا الحدث بالصورة اللائقة أمام كل دول العالم, هذه المشاهد أكدت إيمان القيادة السياسية بأن الأمل والمستقبل للشباب وأن ما نسعي لتحقيقه إنما هو من أجل الشباب. والحقيقة أن الشباب الذين فازوا بصور سليفي مع الرئيس, ساهم إلي جانب المسئولين عن تنظيم المؤتمر في تصدير صورة حضارية لمصر من خلال إعداد وتنظيم أكثر من رائع يضاهي أكبر المحافل الدولية. رسائل المؤتمر وجلساته والكلمة الختامية للرئيس يمكن أن نلمسها بوضوح فيما يتعلق بعامل الزمن الذي لا نملك رفاهية عدم استغلاله علي الوجه الأمثل وهو ما يتطلب ضغط معدلات العمل والإنجاز والإسراع في التنمية الاقتصادية خلال الفترة المقبلة, حتي يشعر الشعب بعوائد التنمية وبوادر التطور الاقتصادي, إلي جانب الاهتمام بتخفيض تكلفة المشروعات المنتظر تنفيذها, لمواجهة الاحتياجات المتزايدة لنحو90 مليون مواطن. الرئيس تدخل بشكل مباشر لانجاز مشروع العاصمة الإدارية الجديدة لمصر علي وجه السرعة فهو يري أننا في حاجة إلي التحرك بأقصي سرعة, وهو ما ينطبق أيضا علي تدخله في التفاوض مع الشركات التي تتولي تنفيذ محطات جديدة للطاقة, حيث أصر علي اختصار المدة الزمنية للتنفيذ حتي لو تطلب الأمر العمل علي مدار الساعة, هذا إلي جانب تقليل التكلفة إلي أقل ما يمكن دون أن يكون ذلك علي حساب الجودة. لا شك أن الرسالة السياسية التي خرجت من شرم الشيخ علي مدي ثلاثة أيام لا تقل في أهميتها عن الرسائل الاقتصادية, فما شاهدناه من مظاهر احتفاء عربي ودولي بمصر يؤكد أننا دولة كبيرة لها مكانتها المرموقة إقليميا ودوليا, وأن المطلوب منا أن ندرك حجمنا ومكانتنا وأن نعمل بكل جهد لتستعيد مصر موقعها التاريخي الذي تستحقه وتواصل دورها الذي تعتمد عليه الدول الشقيقة والصديقة. الرسالة التي توقفت أمامها طويلا حملتها كلمة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الامارات رئيس الوزراء حاكم دبي, والتي وصفها نائب رئيس تحرير صحيفة الخليج رائد برقاوي بأنها رسالة من القلب إلي العقل, وأكد فيها أن مصر ركيزة أساسية لنهضة الأمة ورفعتها ومستقبلها وأن أرض الكنانة لا يمكن أن تكون إلا لخير العرب جميعا. ومن يعرف الشيخ محمد بن راشد يعلم جيدا أنه رغم ملكاته الشعرية يحرص علي الصراحة والوضوح عندما يتحدث وهو ما كان واضحا في حديثه عن مصر التاريخ والجغرافيا, عن مصر والشيخ زايد آل نهيان, عن مصر المستقبل للمصريين وللعرب جميعا, ولذلك كان حريصا علي التأكيد علي أن كل ما تساهم به الإمارات في مصر ليس منة بل هو استثمار لاستقرار المنطقة سيتحقق في أقرب وقت, إيمانا منه بأن مصر ستنهض لأنها تمتلك الكثير لتقدمه للعرب والعالم. مصر التي يري الأشقاء في الإمارات أنها كانت أمام مفترق طرق وأنها اختارت البناء والتقدم والنهوض.. اختارت الأمن والوسطية والسلام لتحقيق مستقبلها.. اختارت الانتصار لشعبها وشبابها.. اختارت المستقبل الذي يعيد لها أمجادها وتاريخها العريق.. أما الإمارات فإنها اختارت مصر ركيزة الأمن والاستقرار لأمتها العربية. [email protected]