نحن نظلم أنفسنا ونظلم القائمين على إدارة شئون هذا البلد إذا لم نشعر بالفخر والاعتزاز لما استطاعت الدولة المصرية أن تنتهجه من سياسات فى عام 2020 الذى يعد الأصعب بل والأسوأ فى تاريخ مصر الحديث بالنظر إلى التداعيات السلبية التى أفرزتها جائحة الوباء اللعين على شكل مصاعب اقتصادية ومتاعب اجتماعية كانت أشبه بزلزال ضرب الاقتصاد العالمى والبنيان الاجتماعى لكل شعوب الدنيا – ونحن منهم – ورغم ذلك فإن مصر نجحت – إلى حد معقول - فى عبور المستحيل والوصول إلى عام 2021 بأقل قدر من الخسائر الاقتصادية والمتاعب الاجتماعية قياسا على ما تعرضت له دول كبرى أكثر تقدما وأعظم ثراء فى قدراتها الاقتصادية وبنيتها الاجتماعية والصحية! نعم هذا عبور جديد يؤكد أننا شعب لا يعرف المستحيل وأننا سنستطيع – بعون الله ومشيئته - أن نحتفظ بإرادتنا القوية فى مواجهة التحدى الذى تفرضه الموجة الثانية من جائحة الوباء اللعين حتى نتمكن فى زمن قصير لا يتجاوز الأشهر الستة الأولى من عام 2021 أن نستثمر جيدا فوائد توفر اللقاحات الجديدة من أجل الإسراع بتسريع دوران عجلة العمل فى قطاعات السياحة بكل مشتملاتها الفندقية وحركة الطيران والسفر مع استعادة قناة السويس لكامل طاقتها فى خدمة حركة التجارة التى من المتوقع أن تشهد نهوضا ملحوظا خلال النصف الثانى من هذا العام لتعويض حالة الشلل والكساد التى ضربت التجارة العالمية منذ مطلع عام 2020 بصورة لم يعرفها العالم منذ عقود طويلة! وفى اعتقادى أن الخبراء والمحللين سيتوقفون بالرؤية والتحليل عند دراسة التجربة المصرية عام 2020 لمعرفة كيف استطاعت مصر عبور المستحيل وأن تحقق المعادلة الصعبة فى ثنائية الحماية الصحية من الوباء والحماية الاجتماعية من تداعياته الاقتصادية بدرجة مرضية.. يضاف إلى ذلك قدرتها على مواصلة دوران عجلة البناء والتنمية طوال هذا العام الصعب فى مجالات البناء والتطوير العقارى واستصلاح واستزراع الأراضى وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة منذ سنوات بسبب تداعيات أحداث 25 يناير 2011 وما بعدها! وأظن أن ما حققته مصر فى عام 2020 سيكون بمثابة الجسر الذى سيمكن مصر من عبور جديد عام 2021 استنادا إلى سياسات رشيدة وجريئة.. والله الموفق! خير الكلام: فى كل أزمة توجد فرصة لا يقدر على اغتنامها إلا أصحاب الإرادة والعزم!