وأنت تقرأ هذه السطور، تكون السلطات الإنجليزية، قد انتهت من تطعيم أكثر من ستمائة ألف مواطن، بلقاح ما يعرف بتحالف فايزر-بيونتيك، الألمانى الأمريكى، فى محاولات دؤوبة، لمواجهة ضراوة الموجة الثانية من فيروس كورونا، والخروج من حالة الحصار، التى تسبب فيها تحور الفيروس، وما أدى إليه ذلك، من ارتفاع عدد المصابين الى أكثر مليونى مصاب، والوفيات الى أكثر من سبعين ألفا، حتى نهاية ديسمبر الماضى. وأنت تقرأ أيضا، يواصل علماء بورتون داون، وهو أحد أهم وأخطر مختبرات العلوم والتكنولوجيا الدفاعية فى بريطانيا، العمل ليل نهار، من أجل فك شيفرة هذا الفيروس اللعين، على أمل التوصل للقاح جديد، يجنب أوروبا وفى القلب منها المملكة المتحدة، من كارثة إنسانية متوقعة، إذا ما تحور الفيروس مرة أخرى، ودخل العالم الى مرحلة الموجة الثالثة، وهى الموجة التى ستكون حسبما يقول كثير من خبراء علوم الأوبئة، أشد فتكا من سابقتيها، إذا لم يلتزم الجميع بالإجراءات الاحترازية المتبعة، فضلا عن الاستمرار فى التباعد الاجتماعى. وما يجرى فى هذا المختبر الخطير، يثير الفضول بشدة، ليس فحسب بسبب تاريخه العريق، كمؤسسة أبحاث عسكرية بريطانية، معنية بإجراء أبحاث على درجة عالية من السرية، لتطوير ما يعرف فى الأدبيات العسكرية حول العالم، بالحرب الكيماوية الهجومية، وإنما أيضا لأنه المكان الوحيد، الذى قامت الملكة إليزابيث بزيارته، فى أول نشاط لها، منذ فرضت إجراءات العزل العام على قصر باكنجهام قبل شهور، فى إجراء يستهدف وقف زحف هجوم الفيروس الى القصر الملكى. ظهرت الملكة اليزابيث البالغة من العمر أربعة وتسعين عاما، مع حفيدها الأمير وليام، فى تلك الزيارة المفاجئة، دون أن يضع أى منهما كمامة على وجهه، وقد اعتبرها البريطانيون، بمثابة رسالة ثقة، تقول بأن بريطانيا أصبحت على مقربة من الانتصار فى تلك الحرب الشرسة. لم تحصل الملكة اليزابيث بعد، على اللقاح الأمريكى الألمانى، لكن الصحف البريطانية تقول، بأنها سوف تحصل عليه عندما يحل دورها، وأغلب الظن أنه سيكون قريبا؛ لأن الحكومة تمنح الأولوية للمسنين وأصحاب المناعات الضعيفة، فى الحصول على اللقاح، الذى تمت الموافقة عليه مطلع الشهر الماضى. وخلال أيام تبدأ وزارة الصحة فى تطعيم الأطقم الطبية باللقاح الصينى، ومن بعدهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والمطلوب من سيادتك، هو الالتزام الصارم بكل الإجراءات الاحترازية، حتى يحين دورك فى تلقى اللقاح، ويا عالم، فلربما ينجح علماؤنا الذين يعكفون منذ شهور، على دراسة هذا الفيروس العجيب، وأنجح الطرق لمواجهته، فى التوصل إلى لقاح مصرى خالص، وأغلب الظن، وليس كل الظن إثما، أننا أصبحنا بالفعل على بعد خطوات قليلة منه.. وربك كريم.