تأتي مواجهة الكوارث والأزمات في مقدمة أهداف صندوق "تحيا مصر"، التي أنشئ من أجلها منذ قرابة ست سنوات. في عام 2020 كان الصندوق على موعد مع مهمة ثقيلة وهي العبور بالوطن لبر الأمان بالتعاون مع مؤسسات الدولة. تداعيات الطقس السيئ وجائحة كورونا قضيتان حشد الصندوق إمكانياته من أجلهما وسعى لتضافر الجهود مع باقي مؤسسات الدولة لتخفيف حدة هذه الأزمات والكوارث على أبناء الوطن. فلقد شهدت مصر منذ بداية عام 2020 موجة من الطقس السيئ تضررت منها العديد من الأسر، ولعب الصندوق دورًا محوريًا في دعم جهود الدولة لمجابهة أزمة السيول التي تعرضت لها البلاد، فرصد الصندوق 100 مليون جنيه لمواجهة تداعيات هذه السيول، وإغاثة المتضررين من آثارها. كما تم توزيع 20 ألف بطانية لمواجهة قسوة الشتاء في مثل هذه الظروف، ولم تكن المرة الأولى من نوعها، فقد أسهم الصندوق بنحو مليار جنيه لإغاثة المنكوبين من سيول عام 2016، وتطوير الصرف بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة. وفي الموجة الأولى من جائحة كورونا، أطلق صندوق تحيا مصر مبادرة (نتشارك هنعدي الأزمة) لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19 ) كما خصص الصندوق حساب رقم (037037 مواجهة الكوارث والأزمات)، يوم الحادي والعشرين من مارس الماضي لاستقبال المساهمات والتبرعات من داخل وخارج مصر لدعم أنشطة المبادرة. وتم ذلك من خلال محوري عمل مهم، حملة دعم القطاع الطبي في مواجهة الفيروس ودعم الأسر الأولى بالرعاية والعمالة غير المنتظمة. ومنذ إطلاق المبادرة حرص الصندوق على المتابعة والتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة والهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد الطبي، للوقوف على الاحتياجات والمستلزمات التي يستطيع أن يدبرها من خلال التبرعات المادية والعينية للمشاركين في المبادرة. وجاءت مساهمات الصندوق في دعم الفرق الطبية حتى الآن كالآتي: توفير 1000 مضخة حقن سوائل للعناية الحرجة، 240 جهاز تنفس صناعي، 16 ألف بدل عزل واقية، مليون كمامة جراحية، 60 ألف كمامة، مطهرات ومواد تعقيم لمستشفيات الحميات والصدر، و1000 كاشف للفيروس. أما فيما يتعلق بدعم الأسر الأولى بالرعاية والعمالة غير المنتظمة التي تأثرت بتوقف بعض الأنشطة الاقتصادية، فقد واصلت قوافل صندوق تحيا مصر منذ بداية الأزمة، توزيع المواد الغذائية لدعم الأسر الأولى بالرعاية والعمالة غير المنتظمة، وذلك من خلال 5 مراحل حتى الآن للتخفيف من حدة الأزمة على تلك الأسر. نجحت المبادرة عبر مراحلها الخمس في الوصول إلى 660 ألف أسرة حتى الآن في مختلف محافظات الجمهورية ووفرت 6600 طن من المواد الغذائية مكونة من (أرز - سكر - سمن - زيت - بلح - شاي - مكرونة - فول)، 150 طن دواجن، 160 طن خضراوات، 200 طن لحوم فضلا عن توفير 100 ألف قطعة ملابس جديدة و300 ألف قطعة حلوى ل10 آلاف أسرة في عيد الفطر المبارك. وتم استهداف العمالة غير المنتظمة بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، والقرى المعزولة نتيجة الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي الفيروس ومنها قرية المعتمدية، كذلك العمالة غير المنتظمة في مقابر الإمام الشافعي ومراسي الصيادين على ضفاف النيل، فضلا عن دور رعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة . كما تم التعاون مع 22 منظمة مجتمع مدني شاركت في توزيع وتوصيل المواد الغذائية لمستحقيها، وفقا للتقرير الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بشأن أفقر 1000 قرية على مستوى الجمهورية.