عزيزى العام الجديد.. قد تتعجب أنى أرسل إليك خطابا بدلا من أن استخدم البريد الإلكترونى أو أى وسيلة من وسائل التواصل الحديثة، ولكن ربما أردت أن أكسب تعاطفك من خلال ثنايا خط اليد وملمس الورق وأن أخلق نوعا من الصلة بيننا أملا فى علاقة صحية وسلسة. أدرك تماما أن كتفك مثقل بالأعباء حتى قبل أن تبدأ ولايتك، فقد ورثت عن سلفك 2020 تركة تعسة. لذا لن أكون ساذجة، وأطلب منك تسديد جميع الديون أو استخدام ممحاة سحرية تزيل بها كل الآثار السلبية التى خلفتها الاثنا عشر شهرا الماضية. ولكن ليس هناك ما يمنع من أن أكون حالمة، خاصة أنك تعرف بالتأكيد أن البدايات تغرى بالتفاؤل والأمل وأنت لست بداية 365 يوما جديدا فقط بل بداية العقد الثالث من الألفية الجديدة.هل لاحظت مدى اقترانك بكلمة جديد إذا ما دققت النظر فى وضعك؟هذا يعنى أن لديك فرصة كبيرة فى إحداث التغيير، وهو ما يشجعنى أن أطرح عليك بعض أمنياتى فيك. لنبدأ بذلك الفيروس اللعين الذى قلب عالمنا رأسا على عقب وكمم نفسياتنا قبل أنوفنا وطهر أيادينا وأسطحنا وإن لم يطهر قلوب وعقول كثيرين! ليته ينحسر أو يختفى فجأة كما حدث مع سارس. وإلى أن يتحقق ذلك فلتثبت اللقاحات فاعلية كبيرة ولا تفاجئنا بأعراض جانبية صادمة. أتمنى أيضا أن نسعى لتعظيم الاستفادة من التغييرات التى اضطررنا لإجرائها فى أسلوب حياتنا بسبب الوباء، حتى لا تمر دروس العام المنصرم مرور الكرام. فعلى سبيل المثال لن يفيدنا التعامل مع التعليم عن بعد بنفس المنطق الذى نتعامل به مع الإطار الاضافى (العجلة الاستبن) الذى لا يتم اللجوء إليه إلا فى الطوارئ وبالتالى يظل فوضويا مثيرا للقلق، ولكن يجب أن تكون له قواعد واضحة وبرامج سلسة يسهل التعامل معها. عزيزى عام 2021، أعدك بأن التزم بتحذير ويليام شكسبير من أن التوقع هو جذر أوجاع القلب ولن أبالغ فى تصور قدراتك. أعلم مسبقا أنك لا تستطيع خلال أشهرك إنهاء كل الحروب والصراعات ولكن ما رأيك فى القيام بدور الجراح لإزالة ذلك الانسداد فى قلب الإنسانية التى تبلدت واعتادت رؤية الدماء والتعامل مع الضحايا الأبرياء بلغة الأرقام، عسى ان تستنهض همتها بين الحين والآخر لاتخاذ موقف والحد من حجم الخسائر. واسمح لى بأن اقترح عليك ،فى إطار الاستفادة من الدروس،أن تقتبس من إيجابيات العام الذى سبقك فيما يتعلق بالانتصار للبيئة بخفض الانبعاثات الكربونية الذى صاحب فترات العزل المنزلي، لا أعاده الله. على المستوى الشخصي، أتطلع لأن أنعم ببعض السكينة وبكثير من الصبر حتى لا أشعر بالضيق والملل منك كما حدث لى فى 2020. وأتمنى أن أكون قادرة على تحمل ما ستأتى به من تحديات وتغييرات وأن أنجح فى الانضمام إلى صفوف العاملين بالشق الثانى من المثل الصينى الذى يقول عندما تهب رياح التغيير، بعض الأشخاص يبنون الجدران والآخرون يقيمون طواحين الهواء لتوليد الطاقة!