سادت حالة من الخوف والقلق على مدار الأيام الماضية، بعد نشر وكالات الأنباء وفاة 6 أشخاص خلال تجارب لقاح «فايزر» الذي أثبت فاعليته بنسبة تفوق ال90% في الوقاية من فيروس كورونا، كما ظهرت آثار جانبيه على بعض مُتلقيه بعد أسابيع من الحصول عليه. أسئلة عديدة نطرحها في التقرير التالي ومنها ما علاقة اللقاح بهذه الوفيات؟... وما الآثار الجانبية للقاحات كورونا؟.. وفي التقرير التالي يجيب عنها عدد من الأطباء، موضحين كيفية الوصول للقاح كورونا الآمن. علقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على وفاة 6 أشخاص، 4 منهم تلقوا لقاحا وهميا، واثنان تم تطعيمهما باللقاح الحقيقي، لتبعث رسالة طمأنينة لمن ينوون الحصول على التطعيم، قائلة في بيان لها: «اثنين من المتوفين الأربعة الذين تلقوا اللقاح الوهمي وافتهما المنية إثر نوبة قلبية وسكتة دماغية، كما أن أحد المتوفين الستة كان مصابا بالسمنة وتصلب الشرايين وفاضت روحه بعد 3 أيام من تلقيه أول جرعة من اللقاح، فيما توفى ثان بعد 60 يوما من الجرعة الثانية إثر سكته دماغية»، وطمأنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، متلقي اللقاح والمقبلين على تلقيه، بأنه لا توجد مخاوف متعلقة بسلامة اللقاح، وأن الوفيات الستة ليس لها أي علاقة باللقاح. ووفقا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يبدأ متلقي اللقاح في إنتاج الأجسام المضادة لكورونا، خلال 10 أيام من حصولهم على الجرعة الأولى، بحيث تبلغ نسبة الحماية من الفيروس 88%، ومع الحصول على الجرعة الثانية التي تمنح بعد 3 أسابيع من الأولى، تصل درجة الحماية لأكثر من 95% من فيروس كورونا. أسباب الوفاة في علم الوبائيات، من المتوقع حدوث حالات وفاة خلال أي اختبارات لعلاج أو لقاح، خاصة أن الشركة أجرت اختبارا على حوالي 30 ألف متطوع من مختلف الأعمار وخلال فترة المتابعة سجلت حالات وفاة، وهي تعتبر متوقعة في مثل هذه التجارب، خاصة أن 4 منهم تلقوا علاجا وهميا ولا علاقة للقاح بوفاتهم، ولكن من المفترض أن يتم وقف اللقاح حتى يتم التأكد من أمانه على متلقي، ومعرفة المواد التي تسببت في وفاة الأشخاص. الآثار الجانبية الشائعة بعد تلقي أي لقاح ومع انتشار وارتفاع وتيرة الموجة الثانية لفيروس كورونا بمختلف دول العالم، تسعى غالبية الدول للحصول على لقاح آمن وفعال للحفاظ على مواطنيها من خطر هذا الوباء، لذا يؤكد الدكتور عبدالعظيم الجمال أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، أنه لابد أن نعرف الآثار الجانبية البسيطة الشائعة لأي لقاح، وفرقها عن الآثار الجانبية الخطيرة والتي تؤدي إلى حدوث الوفاة. وأضاف «هناك بعض الآثار الجانبية الشائعة التي من الممكن أن تحدث لأي شخص بعد تلقي أي لقاح، وهذا ما حدث لبعض الأشخاص الذين تلقوا لقاح "فايزر"، حيث أبلغ عدد من الأشخاص عن ظهور بعض من الآثار الجانبية بعد تلقي اللقاح». وتابع: «من بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 55 عاما، أبلغ 4.6% عن إجهاد شديد بعد أخذ الحقنة الثانية، و3.2% يعانون من صداع شديد، وكانت الحمى شائعة أيضا في تلك الفئة العمرية، حيث أن حوالي 15.8% من المتطوعين لديهم درجة حرارة لا تقل عن 100.4 درجة فهرنهايت بعد الجرعة الثانية، أما ما يزيد عمرهم عن 55 عاما، أبلغ 2.8% عن إجهاد شديد، و0.5% عانوا من صداع شديد بعد الجرعة الثانية، و10.9% يعانون من الحمى». فيما يلي أبرز الآثار الجانبية البسيطة التي تظهر بعد تلقي اللقاح، بحسب الدكتور عبدالعظيم الجمال: 1- احمرار وتورم مكان الحقن. 2- ألم في الذراع مكان الحقن. 3- الشعور بالإرهاق. 4- ارتفاع درجة الحرارة. أما عن الآثار الجانبية الخطيرة، فتكون كما يلي: 1- الحساسية المفرطة التي يعاني منها بعض الأشخاص، وبالتالي فإن تلقيهم للقاح سيؤدي لرد فعل تحسسي كبير. 2- في حال لقاح فايزر أو بايونتيك، كان التأثير الجانبي الوحيد المقلق هو حدوث ل 4 حالات من إجمالي 18 ألف حالة، شلل الوجه النصفي، وهو غالبا شلل مؤقت. 3- استنادا إلى تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فإن 6 أشخاص توفوا خلال تجارب لقاح كورونا الخاص بشركتي فايزر وبيونتك، وأحد المشاركين باختبارات اللقاح، أصيب بالسمنة وتصلب الشرايين، وتوفي بعد 3 أيام من تناول الجرعة الأولى من العقار، كما توفى المتطوع الثاني إثر حدوث سكتة قلبية بعد 60 يوماً من الجرعة الثانية، و يتم حاليا دراسة أسباب الوفاة للست حالات و هل هي متعلقة باللقاح أم لا. 4- أما بالنسبة للقاح أسترازينيكا/أكسفورد، فقد عانى أحد المتطوعين من آثار جانبية خطيرة ذات صلة بالحقنة، وفقاً للبيانات المنشورة في دورية ذا لانسيت. وأشار التقرير إلى أن المريض أصيب بالتهاب النخاع المستعرض (وهو مرض عصبي نادر) الذي أدى إلى وقف التجربة مؤقتاً، كما تم رصد حالتين أخريين من الأعراض الجانبية الخطيرة، دون أن تعزيا إلى اللقاح. كيف نحصل على لقاح آمن؟ كما أكد المسئولون عن التجربة إن المشاركين الثلاثة في طريقهم للشفاء، وهنا لابد أن ننوه أن هناك عدة مراحل لتجربة أو إقرار فاعلية أي لقاح من خلال عدة مراحل: المرحلة صفر وهي مرحلة ما قبل التجارب السريرية، حيث تتم التجارب على الحيوانات فقط. المرحلة الأولى وهي تتم من خلال التجارب السريرية، حيث يتم تجربة اللقاح على مجموعة صغيرة من الأفراد المتطوعين. المرحلة الثانية يتم فيها تجربة اللقاح على مئات الأشخاص لبيان فاعلية اللقاح ومعدل الأمان. المرحلة الثالثة يتم تجربة اللقاح على نطاق أوسع يشمل آلاف الأشخاص للتأكد من سلامته وفعاليته وتحديد الجرعة ودراسة الآثار الجانبية المحتملة. ويؤكد الدكتور عبدالعظيم الجمال، أن من أهم سمات أي لقاح ناجح أن يكون فعالا وآمنا، لذا فلابد أولا أن نتأكد من أمان أي لقاح قبل استخدامه على نطاق واسع.