أحمد عبدالتواب الصراع الداخلى المُحتدِم فى إثيوبيا يهمنا فى مصر، خاصة أنه فى طريق التصعيد من طرفيه، الحكومة المركزية برئاسة آبى أحمد من ناحية، ومن ناحية أخرى قادة إقليم تيجراى فيما يبدو أنهم يعبِّرون عن إرادة قواعدهم الشعبية. وباتت الصورة التى يرصدها المراقبون من خارج إثيوبيا أن الطرفين يشتركان فى التشدُّد، وكذلك فى التساهل فى استخدام القوة العسكرية ضد بعضهما البعض، وفى شحن كل طرف لقواعده ضد الطرف الآخر..إلخ. وكل هذا أدَّى إلى أن تتصاعد المواقف سريعا، وإلى أن تتدهور أوضاع مسرح الصراع، التى هى حتى الآن فى حدود إقليم تيجراى، ولكن ليس هناك ما يضمن ألا تنفلت إلى أبعاد أخرى، بدأت بوادرها فى إريتريا، كما لا يمكن تجاهل أوضاع الفارِّين من أهوال الحرب فى تيجراى إلى السودان، والذين وصلوا قبل أيام إلى نحو 50 ألفا، وهو رقم مرشح للزيادة يجعل السودان ضمن المتضررين من الصراع، ويرتب للسودان حقا فى سياسات تحميها من تبعاته..إلخ! وكما هو واضح فإن هذا صراع مستنزِف للطرفين ولطاقة البلاد التى هى مضعضعة فى الأصل، كما أن الاتجاه المرجح هو اللجوء إلى حرب عصابات، مرشحة للاتساع، مما يشكل أخطارا تتجاوز الأهداف العسكرية للطرفين إلى أن تصبح مصدرا لتهديدات مادية على المدنيين! وسط هذه الاضطرابات، وبسبب قطع آبى أحمد وسائل الاتصال، تورَّطت بعثة الأممالمتحدة دون قصد فى موقف عجزت فيه عن الحصول على تصريح بالحركة، فتعرضت لقصف من قوات آبى أحمد التى زعمت أن البعثة لم تُبلِغ بتحركاتها! ولم تفسر إدارة آبى أحمد كيف يمكن أن تلتزم قوات الأممالمتحدة، أو غيرها، بالإبلاغ عن تحركاتها فى ظل تعمده تعطيل وسائل الاتصال! الخلاصة أن آبى أحمد، مثلما أوغل فى نزاع ضد مصر دون أن يتبصر تعقيداته وأبعاده، فهو يدخل بنفس العقلية صراعا داخليا، ويدفع بالتصعيد، دون أن يحسب التداعيات على وطن قائم على التعددية، التى تشترط لاستمرارها توفير عوامل التراضى لكل العناصر المتعددة. ولهذا مصير يُضعِف موقفه فى ملف سد النهضة. span style="box-sizing: border-box; font-weight: bolder; color: rgb(139, 143, 154); font-family: "GE SS Two Light"; text-align: justify;"* نقلًا عن صحيفة الأهرام