أحيت مجموعة الصور التى نشرتها مواقع إسرائيلية عدة، للفنان محمد رمضان ، بصحبة عدد من الفنانين الإسرائيليين، مصطلح مقاومة التطبيع فى الأدبيات السياسية والصحفية العربية، بعد غياب طويل استمر لنحو عشر سنوات، منذ اندلاع ثورات ما يعرف بالربيع العربي، تراجعت خلالها أنباء القضية الفلسطينية على نحو لافت، لتحتل ذيل قائمة اهتمامات الصحف والقنوات الفضائية العربية الكبري، رغم ما تشهده القضية من تحولات كبري، بلغت ذروتها بإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عما يسمى بخطته لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، على حساب القضية الفلسطينية نفسها.! أعاد «نمبر وان» فى فرط طموحه القاتل، وما تلقاه من إغراءات، للمشاركة فى هذا الحفل المشبوه، الذى نظمه رجل أعمال خليجى كبير، تلك الفلسفة التى غابت لسنوات عن نقاباتنا المهنية، وفى مقدمتها نقابة المهن التمثيلية، التى ظلت على امتداد تاريخها الطويل، الى جانب نقابة الصحفيين، تقفان فى صدارة النقابات المهنية المصرية، التى أعلنت مرارا وتكرارا، عبر جمعياتها العمومية المتعاقبة، حظر جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، لحين عودة جميع الأراضى العربية المحتلة، وإعلان دولة فلسطين المستقلة ، وعاصمتها القدس . المؤكد أن الممثل نفسه، لم يكن يعرف وهو يلتقط تلك الصور الصادمة، مع مجموعة من الفنانين الإسرائيليين، على أنغام الأغنية الإسرائيلية الشهيرة هافانجيلا، بأحد الأندية الخاصة فى الخليج، أنه سوف يشعل فضاءات الوعى من جديد، فى المنطقة العربية بأسرها، وبين قطاعات من الشباب، تصور البعض لوهلة أن مثل تلك القضايا التى أفنت أجيال عدة, ومن بينهم كاتب هذه السطور, أعمارهم فيها، لا تهمهم بدرجة أو بأخري، ولا تشغل بالهم، قبل أن تصدمنا المفاجأة بأن هؤلاء الشباب أكثر إيمانا، وربما أكثر وعيا، بما يحاك لمنطقتنا العربية ضمن خطة ما يعرف بالشرق الأوسط الكبير، وللدرجة التى دفعت دوائر إسرائيلية بحثية عدة إلى الانزعاج، والدعوة الى بدء حملة ضخمة على شبكة الإنترنت الدولية لتغيير النظرة إلى إسرائيل، والتركيز فيها على العالم العربي، بعدما أثبتت استطلاعات الرأى الأخيرة، أن نحو 90% من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فى المنطقة العربية، يملكون آراء سلبية لاتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. حسنا فعلت نقابة المهن التمثيلية، عندما أوقفت محمد رمضان عن العمل، وأحالته للتحقيق، لكن ذلك لا يمنع من رسالة شكر ل«نبمر وان»، بعدما كشف ربما دون قصد، أن الشعب العربى من المحيط إلى الخليج رغم كل الاتفاقات الرسمية ما زال حيا.. وأن العزاء ممدود. * نقلًا عن صحيفة الأهرام