كأننا عشرون مستحيل/ فى اللد، والرملة، والجليل/ هناة على صدوركم، باقون كالجدار/ حلوقكم كقطعة الزجاج، كالصبار/ وفى عيونكم/ زوبعة من نار!...هذه كلمات الشاعر والسياسى الفلسطينى الراحل توفيق زياد المتوفى عام 1994، مخاطبا الاحتلال ال اسرائيل ي، وهو صاحب القصيدة الخالدة أناديكم وأشد على أياديكم، التى غناها العديد من المطربين العرب، أبرزهم الشيخ إمام، وله العديد من المجموعات الشعرية التى تدور حول المقاومة والنضال والحقوق، مثل ادفنوا موتاكم وانهضوا 1969، أغنيات الثورة والغضب 1969، أم درمان المنجل والسيف والنغم 1970. وسعت اسرائيل دوما الى التخلص من توفيق، فدبرت لاغتياله، بعد ان قاد الفلسطينيين والعرب الى فعاليات يوم الارض، وبعدما حقق اقوى إضراب فى تاريخ الاراضى المحتلة عام 1976. وتقول زوجته عن هذا اليوم: سمعت الضابط بأذنى وهو يأمر رجاله: طوقوا البيت واحرقوه. ورغم ذلك كرر شجاعته فى إضراب التضامن مع شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا في1982، وفى إضراب 1990، وفى إضراب مجزرة الحرم الإبراهيمى 1994، لكن كانت أشدّ الاعتداءات فى مايو 1977 قبيل انتخابات الكنيست، حيث جرت محاولة لاغتياله، ولكنه نجا منها بأعجوبة!. وأمثال توفيق زياد هم الذين لا يحبون إسرائيل، وهم الذين تكرههم دولة الاحتلال، وتقتلهم، وتسجنهم، بينما من يبيع أرضه وعرضه، تغدق عليه الأموال، وتجعله سفيرا للتطبيع، وصديقا للمشاهير الصهاينة، اللاهثين وراء التطبيع!. ..ولكن ليس العيب فى اسرائيل التى تعمل لمصالحها بكل الطرق غير المشروعة، العيب فيمن يسلم نفسه للشيطان مقابل الدولار!. يقول توفيق زياد :علّقونا أمةً كاملةً فوق الصليب/ علّقونا فوقه حتى ..نتوب/ هذه النكسة ليست آخر الدنيا .. ولا نحن عبيد نقلا عن صحيفة الأهرام