د. وحيد عبدالمجيد اجتهادات لم تتضح بعد بدرجة كافية اتجاهات الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن فى كثير من ملفات السياسة الخارجية. لم يكن لهذه السياسة إلا مساحة صغيرة فى حملته الانتخابية. حديثه عنها عام ومقتضب. والناخبون الأمريكيون لا يهتمون بها عادًة، باستثناء المتطرفين فى تأييدهم لإسرائيل. ولذلك، بدا فى الأيام الماضية أن اختيار وزير الخارجية فى إدارته يمكن أن يكون مؤشرًا تقريبيًا إلى بعض هذه الاتجاهات. ومن بين أسماء كثيرة كانت متداولة فى وسائل الإعلام يوصفهم مرشحين لهذا المنصب، وقع الاختيار على الموظف الحكومى والدبلوماسى المخضرم أنتونى بلينكن. كان بلينكن نائبًا لوزير الخارجية فى إدارة أوباما الثانية بين 2015 و 2017, بعد أن عمل نائبًا لمستشار الأمن القومى فى العامين السابقين 2013- 2015. ولا يعنى ذلك أن اتجاهات الإدارة القادمة فى السياسة الخارجية ستكون كلها امتدادًا لتلك التى تبنتها إدارة أوباما . يعرف بلينكن جيدًا, وكذلك بايدن , أن العالم لم يعد كما كان قبل أربع سنوات, وأن على واشنطن أن تحدد سياستها وفق ظروف عالم اليوم كما هو، وفق ما قاله فى مقابلة معه فى منتصف أكتوبر الماضى . ولكنه يرى, فى الوقت نفسه, ضرورة استعادة الولاياتالمتحدة دورها العالمى الذى يعتقد أنه تراجع فى عهد ترامب, وإعادة العلاقات مع حلفائها الغربيين إلى طبيعتها, الأمر الذى يعد بشرى جديدة لأوروبا بعد أن أبدى بايدن الميل نفسه. كما يفضل بلينكن ما يسميها سياسة أكثر توازنًا فى الشرق الأوسط عمومًا, وتجاه منطقة الخليج بصفة خاصة. وربما يكون اهتمام بلينكن بإعادة ترميم الدبلوماسية الأمريكية ، بعد الصدع الذى أصابها فى السنوات الأربع الأخيرة، أحد أهم أسباب اختياره وزيرًا للخارجية0 غير أن اختياره قد يكون مؤشرًا أيضًا إلى أن بايدن يفضل التعامل مع المقربين إليه. وبلينكن أكثرهم قربًا بين من كانت أسماؤهم متداولة، إذ عمل مع الرئيس المنتخب عندما كان رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، وحين صار نائبًا للرئيس. غير أنه عندما نراجع هذه الأسماء, نجد أن بلينكن ربما يكون الأكثر ملاءمة لهذا الموقع لأسباب موضوعية, وليست شخصية فقط. نقلا عن صحيفة الأهرام