كثيرا ما كنت أسأل نفسى ماذا لو لم تهبط ال أديان على البشر وكانت الحياة بلا أنبياء أو رسل..وإذا كان الإنسان قد ارتكب كل هذه الموبقات والدين الذى يؤمن به يحرم عليه آلاف المحرمات ويحذره من عذاب فى الحياة والآخرة..إن الإنسان يرتكب كل المعاصى وهو يعلم أن هناك حسابا عسيرا فلو أننا افترضنا أن الحياة بلا حساب أو عقاب.. فما هى صورة الإنسان فى الأرض.. إن الإنسان قتل ودمر واستباح كل المقدسات إن الحروب التى قتلت الملايين من البشر والجرائم التى أفسدت على الناس أمنهم واستقرارهم ما بين القهر والغدر والرذيلة هذا الإنسان الذى فعل ذلك كله. وهناك أديان تحرم ذلك و كتب سماوية تحذر وهناك حلال وحرام وضلال ومعصية وجنة ونار وعذاب ورحمة..لقد سقط الإنسان فى كل هذه الخطايا وهناك أديان تحرم و كتب سماوية تمنع وأنبياء حملوا الفضيلة للناس هدى ورحمة لو أن الحياة كانت غابة واسعة وهذا الإنسان المتوحش ترك نفسه للحرام والضلال والكفر والمعصية ما هى صورة هذا الإنسان..وهو اقرب للحيوانات فى قلب غابة بشريه تأكل نفسها وتمارس كل ألوان البطش والطغيان أتخيل الحياة أحيانا بلا أديان تحميها من جبروت البشر ووحشية الإنسان.. أن هذا الإنسان رغم كل ما وصل إليه من المخاوف والتحذيرات يقتل ويطغى ويسرق ويخون. إذا كان يفعل ذلك كله وهناك إله يغفر و كتب سماوية تهدى وأنبياء جاءوا بالحق ما هى صورة الحياة لو كانت بهذه الصورة القاتمة.. أحيانا أسأل نفسى أن الله خلق الإنسان ومنحه من النعم ما عجزت الأقلام عن عدها فماذا لو تركه فى غيه وشططه وضلاله ولم يرسل أنبياء نصحوه ورسلا أرشدوه وكتبا سماوية طهرت قلبه وأنارت طريقه لولا هذه الأشياء لكانت الحياة أكثر ضلالا وطغيانا ووحشة..إن الله خلق الإنسان ووضع فيه سره ووفر له كل سبل الهداية والنبل والترفع ومهد له طريق العدل والرحمة ولم يخلقه جبارا متوحشا طاغية..وأرسل له الأنبياء والرسل ليكونوا الهداية وتكون الحياة مصدر الأمن والرخاء.. ولنا أن نتصور هذه الأرض بل أقول هذه الغابة إذا غابت عنها رحمة الخالق سبحانه وتعالى. نقلا عن صحيفة الأهرام