د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة لا أتحمس إطلاقا لمناقشة القضايا والمشكلات التى تثور فى داخل المؤسسات العلمية والبحثية و الجامعات على صفحات الصحف وإدخال الرأى العام طرفا فيها. غير أن الأمر قد يكون صعبا عندما يتعلق بقرارات استثنائية، مثل القرار الذى أصدره مؤخرا د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى بتولى د. صلاح فضل المفكر والناقد الأدبى الكبير منصب القائم بأعمال رئيس مجمع اللغة العربية لحين الانتهاء من الإجراءات القانونية السليمة لتعيين رئيس جديد للمجمع، والذى نشرته الصحف ووسائل الإعلام. ولذلك حرصت أمس على أن أعرف القارئ العزيز أولا، وبإيجاز شديد، ب مجمع اللغة العربية ، وهو ما فعلته فى كلمتى بالأمس. أما اليوم فأنا أتحدث عن د. فضل وعن الدور الذى تصوره لنفسه فى الفترة المقبلة، قبل تعيين رئيس جديد. وفى هذا السياق فإننى ابتداء أتفهم تماما نفور البعض من تدخل الدولة فى شئون مؤسسة تحرص على استقلاليتها المستقرة، لكنه تدخل برره عوار شاب عملية الانتخاب الأخيرة لمنصب رئيس المجمع، كما أن من عينه الوزير قائما بأعمال رئيس المجمع، أى د.صلاح، عضو مجمعى أصيل وله وزنه الثقيل لغويا وأدبيا وبحثيا. وفضلا عن ذلك، فإن معرفتى المباشرة بالدكتور فضل تجعلنى أوقن أن نشاطه وحيويته وطموحه سوف تجعله ينطلق بسرعة فائقة كى يحقق أحلامه الكبيرة بشأن تشكيل ودور مجمع اللغة العربية فى الحياة الثقافية والفكرية فى مصر. إن صلاح فضل، ابن الأزهر، الذى حصل على الدكتوراه من جامعة مدريد، ودرس الأدب العربى فى جامعات إسبانيا والمكسيك، وعمل أستاذا زائرا فى صنعاء والمنامة، وألف مايزيد على 25 كتابا، وترجم خمس مسرحيات من الأدب الإسبانى، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2000 يستهدف إنهاء ما رآه أخونة ل مجمع الخالدين ، وإعادته ليكون هيئة علمية مدنية، هيئة نشيطة يسمع الناس عنها ويلمسون نتائج أعمالها، مع الحفاظ على هيبتها ومكانتها الرفيعة. * نقلًا عن صحيفة الأهرام