لكي لا يستغرب أحد من العنوان، فالذي خسر الانتخابات هو الجمهوري ترامب ، ليفوز الديمقراطي بايدن الذي يعتقد العرب أنه جاء بالبشرى لنا جميعا، في حين أن الفروق بينهما لأمتنا العربية قليلة جدا وتكاد لا نراها، ولكن التمايز بين الاثنين لا يلحظه سوى الأمريكيين وربما الأوروبيين ومن بعدهم إيران. الفارق بين الرئيس الجمهوري والديمقراطي هو في الوسيلة والتكتيك وليس الهدف والإستراتيجية، بدليل أن ترامب صرح وأعلن بأنه سيفعل كذا وكذا، وقد نفذ بالفعل، فحصد مئات المليارات من منطقة الخليج نظير ما وصفه بأنه دفاع عنها أمام القوى الإقليمية. كما أنه أفصح قبل مجيئه بضم الجولان وأجزاء من الضفة الغربية والقدس ونقل السفارة الأمريكية إليها، ولم يتراجع عن وعوده لإسرائيل، فحقق كل ما تعهد به. في حين لا يصرح الرئيس الديمقراطي بهذه الجرأة ولكن تنفيذه الواقعي يكون أكثر جرأة، فكثير من العرب يعتقد أن بايدن سيعيد النظر في سياسات ترامب المتعلقة بالمنطقة، و بايدن لم يعترض عليها أًصلا، وإنما يتحدث عن ملف حقوق الإنسان بالمنطقة ، ما يعني أنه لكي يغض النظر عن هذا الملف الذي يعتبره حياة أو موتا منذ كان نائبا لأوباما، أن يرضخ الجميع لمطالبه الجديدة، أي مزيد من الابتزاز الأمريكي ، لتتواصل سياسة واشنطن حيال العرب . في كلمة لسيناتور بايدن أمام مجلس الشيوخ في يونيو 1986، قال: حان الوقت لإيقاف من يطلب منا الاعتذار عن دعمنا لإسرائيل، لن يكون هناك أي اعتذار، إذا لم توجد إسرائيل لكان على الولاياتالمتحدة اختراع إسرائيل.. وقال أمام الشيوخ في إبريل 2007: إسرائيل تعد القوة الأكبر لأمريكا في الشرق الأوسط ، فقط تخيلوا ظروفنا في العالم بدون وجود إسرائيل..وفي مارس 2016 عندما كان نائبا لأوباما قال: إذا كنت يهوديا فسأكون صهيونيا، والدي قال لي إنه لا يشترط أن أكون يهوديا لأصبح صهيونيا، فأنا بذلك اعتبر صهيونيا، إسرائيل ضرورية لأمن اليهود في العالم . وبالتالي، لا قلق في إسرائيل من تغير السياسة الأمريكية تجاهها، فواشنطن ستحافظ علي التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي في الشرق الأوسط وعلى المساعدات العسكرية السنوية لإسرائيل، ولن تتراجع عن دعمها في مجلس الأمن حتي لو أبادت كل الشعب الفلسطيني.