بعد ساعات من إعلان شركة فايزر الأمريكية وشريكتها بيونتك الألمانية ، نجاحهما فى تطوير لقاح ناجح وفعال ضد فيروس كورونا ، أثبتت التجارب السريرية، حسب بيان الشركتين، فعاليته بنسبة تجاوزت 90%، وأن هذا اللقاح سيكون متوافرا خلال الأسابيع الأخيرة من العام الحالى، كتب روبن غيتار الناطق باسم الاتحاد الدولى للمنظمات الخيرية «أوكسفام»: اللقاح سيكون فعالاً بالفعل، لكن بنسبة صفر فى المئة، لمئات الملايين من الأشخاص، الذين لا يملكون المال اللازم لشرائه، وما أكثرهم حول العالم!. تأسس الاتحاد الدولى للمنظمات الخيرية مطلع الاربعينيات، وبدأ عمله كجماعة ضغط أهلية، تضم مجموعة صغيرة من النشطاء والأكاديميين فى جامعة أكسفورد العريقة، فى محاولة لإقناع الحكومة البريطانية، بضرورة فك الحلفاء حصارهم عن اليونان فى أثناء الحرب العالمية الثانية، بعدما تسبب فى مجاعة كبرى، تجاوز عدد الوفيات فيها 300 ألف، تناثرت جثامينهم فى الشوارع والطرقات، خلال شهور معدودة، بسبب الجوع ونقص المواد التموينية. يضم تحالف «أوكسفام» اليوم، وقد تحول إلى واحدة من كبريات المنظمات الخيرية الدولية المستقلة، المعنية بالإغاثة والتنمية حول العالم، ما يزيد على 15 منظمة خيرية مستقلة، تعمل فى أكثر من 90 دولة حول العالم، فى مجال مكافحة الفقر، وتبنى المواقف المنحازة للشعوب الفقيرة، والمستضعفة فى المحافل الدولية، دون أى اعتبارات أو انتماءات سياسية أو دينية، ويتساءل روبن غيتار فى تغريدة له على «تويتر» قبل أيام: هل سيكون بإمكان ملايين الفقراء الحصول على هذا اللقاح، أم أنه سيكون مقصورا فقط على من يدفع؟. الحقيقة أنه سيكون كذلك، فمنذ إعلان نجاح التجارب السريرية للقاح الجديد، والأنباء تتوالى حول توقيع الشركتين المنتجتين «فايزر» و«بيونتك» عقودا تجاوزت قيمتها، حتى الأسبوع الماضى، ما يصل الى مليارى دولار، تصبح بمقتضاها نحو مائة مليون جرعة متاحة للاستخدام كمرحلة أولى، مع بداية العام المقبل، فى أمريكا والعديد من دول الاتحاد الأوروبى، فضلا عن بريطانيا وكندا واليابان، وهو الأمر الذى من شأنه أن يرفع، حسب تقديرات خبراء، الطلب العالمى على اللقاح، إلى نحو مليار وثلاثمائة مليون جرعة فى غضون أسابيع قليلة. وقبل نحو ثلاثة أشهر، بدأت مصر تجارب سريرية على تطوير لقاحين للفيروس، وقد دخلت هذه التجارب قبل أسابيع مرحلتها الثالثة، وهى المرحلة الأهم فيما يتعلق بالنتائج، بعد إخضاع نحو ستة آلاف متطوع للتجارب، من قبل شركة «فكتيرس»، وهى واحدة من كبريات الشركات الوطنية المنتجة للقاحات، منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وغاية المراد والأمل، أن تتوصل مصر إلى لقاح وطنى خالص، يغنيها عن تلك المضاربات والمزايدات الدولية، التى تجرى حاليا للحصول على اللقاح الجديد، بعدما دخل مستقبل البشرية إلى بورصة الأوراق المالية، فى عالم لا يعرف سوى لغة المال والعلم والقوة. * نقلًا عن صحيفة الأهرام