ربما يهون البعض مما يفعله الرئيس الأمريكى ترامب الراحل فى يناير من البيت الأبيض ، برغم أن الأمر ليس كذلك!. فقد رفض الاعتراف بفوز بايدن فى انتخابات الرئاسة، وهو أمر نادر بين المهزومين، كما أقال وزير دفاعه وعين مكانه شخصا، معروفا عنه الوداعة وعدم مناقشة الأوامر!، ثم ادعى أن وزير الدفاع المقال طلب الاستقالة منذ فترة!، ليخرج الوزير مكذبا ذلك، وقال إن خلافه مع ترامب بسبب، أنه مستقل، ولا يوافق على كل كلام الرئيس !...المثير والمقلق فى الوقت نفسه هو خروج الرئيس الأسبق جورج بوش بتصريحات غامضة، فهو هنأ بايدن بالفوز، لكن فى نفس الوقت وافق ترامب على موقفه الذى يطلب إعادة فرز أصوات بنسلفانيا، التى يصفها ترامب بالمزورة!... وغرابة موقف جورج بوش وهو من نفس حزب ترامب الجمهورى أنه عانى الموقف نفسه عندما أعلن فوزه فى الانتخابات الرئاسية أمام آل جور الذى أجل اعترافه بهذا الفوز بعد 35 يوما من الفوضى عام 2000?!. إذن نحن أمام مشكلة مرشحة للتفاقم، لأن أمام ترامب أكثر من 60 يوما يمكن أن يغير فيها العالم، كأن يدخل حربا مع إيران مثلا؟!، خاصة أن الدستور الأمريكى لا يمنعه من ذلك مادام فى مدته القانونية!. ف ترامب ليس بالشخصية المتساهلة، ولا يقبل الهزيمة أبدا، ناهيك عن تهوره، وحماقته!. وهو ما يعطى الأيام المتبقية على توليه الرئاسة رسميا فى 20 يناير المقبل زخما، ومفاجآت يمكن أن تقلبها إلى أطول أيام التاريخ الأمريكى بلا مبالغة، خاصة فى الشق الاقتصادى الذى يعانى أصلا جائحة كورونا، وكذلك الشق القيمى للثقافة الأمريكية، القائم على الديمقراطية فى أزهى صورها (سابقا)؟!. نقلا عن صحيفة الأهرام