أثار قيام المسئولين بمحافظة القاهرة بإزالة رسوم الجرافيتى التى رسمها الثوار والمتظاهرين فى محيط ميدان التحرير وشارع محمد محمود، موجة من الغضب الشديد على مواقع التواصل الاجتماعى سواء بين صفوف النشطاء ورواد تلك المواقع أو بين القوى الثورية، حيث انتشرت الدعوات لإعادة رسمه مرة أخرى. أكد رواد مواقع التواصل الاجتماعى أن رسوم الجدران "الجرافيتى" توثق لصور الشهداء ومراحل مهمة من تاريخ الثورة والأحداث التى مرت بها مصر وثورتها لذا فهى تراث وقيمة لا تقل أهمية عن أى معلم تاريخى أو سياحى آخر وكان يجب على الدولة أن تحتفى بها لا أن تزيلها حتى ولو كان المبرر هو إعادة تجميل ميدان التحرير، خصوصًا أن الرسوم لا تمثل أى تشوية بصرى لمن يطلع عليها بل على العكس تماما كانت تعطى روحا وطابعا مميزا للميدان وشارع محمد محمود وكان الوافدين على الميدان يحرصون على التقاط الصور بجوارها لما تمثله من أهمية كشاهد على نضال الشعب المصرى. لذا لم يكن من الغريب أن يتناقل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للنزول اليوم الأربعاء من الساعة 5 مساءً إلى شارع محمد محمود لإعادة رسم رسوم الجرافيتي، والتي كانت قد قامت المحافظة ليلة أمس بإزالتها تماما حيث كانت تمتلئ جدرانه برسوم جرافيتي التى توثق لصور الشهداء ولبعض مشاهد الاعتداء على المتظاهرين من قبل قوات الأمن، وهو ما اعتبره النشطاء طمسا لمعلم من المعالم المؤرخة للثورة ولشهدائها، كما استجاب عدد من فنانى الجرافيتى بالنزول مساء أمس وإعادة رسم بعض الجرافيتى الساخرة من الدولة لإزالتها لرسوم الجرافيتى وخوفها منها ، على حد قولهم. تبادل النشطاء صورا لسور برلين الحافل بالرسوم الى وثقت مرحلة انقسام ألمانيا، لافتين إلى أن ألمانيا حافظت على الرسوم، كما هى على السور ولم تجرؤ على إزالتها لما توثقه من تاريخ لتلك المرحلة. ولم يختلف الأمر فى صفوف القوى الثورية التى عبرت هى الآخرى عن غضبها من حملة الهجوم على جرافيتى الميدان ، حيث أشارت صفحة "كلنا خالد سعيد" إلى أنه في بعض الدول الأوروبية يتم الحفاظ على رسوم الثورات، التي اندلعت فيها منذ سنوات طويلة وتجديد الألوان فيها وتخليدها كنوع من التاريخ "اللي عايزين أولادهم وأحفادهم يشوفوه.. إنما عندنا بيدهنوها بالدوكو". فيما أعرب حزب التيار المصرى، عن أسفه مستنكرا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك مؤكدا على أن التاريخ سيظل محفورا فى الوجدان حتى ولو تمت إزالة كل رسوم الجدران "أناس تشتري تاريخا لها وأناس تمحي تاريخها.. التاريخ ليس صورة تمسح من على الجدران التاريخ صورة محفورة في الوجدان.. ما الذي يوغل صدرك من جرافيتي محمد محمود (تاريخ ثورة)". واتفقت معه حركة ثورة الغضب المصرية الثانية وتحالف القوى الثورية والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، الذين اعتبروا جرافيتى محمد محمود شاهد على الثورة ومتحف للبطولات، و أن من يقوم بازالته هم أعداء الثورة، مؤكدين على أن القصاص قادم وموعدهم اقترب، على حد قولهم. ودعت حركة ثورةالغضب المصرية الثانية وتحالف القوى الثورية إلى المشاركة فى تظاهرات الجمعة المقبل 21 سبتمبر، داعين كل محبي الجرافيتى لبدء حملة لإعادة رسمه مرة آخرى تبدأ من الخامسة مساءً الجمعة المقبل، مستنكرين إزالته "حتى أقل حاجه تفكرنا بشهداءنا بيزيلوها !!! بلد إيه دي ... ده فن و معروف سببه و حاجه زي دي المفروض تفضل كذكرى !! و نوع من أنواع الفن اللي شبابنا بيعبر بيه عن قتلهم و القهر و الظلم و دمهم اللي بقى سهل و مباح للنظام اللي من الواضح انه لسه مستمر لدلوقتى و عشان كده احنا مكملين ونازلين يوم 21 سبتمبر ميدان التحرير و محمد محمود نعيد رسم الجرافيتى من جديد وندعو كل فنانى الجرافيتى للمشاركة".