أفردت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء، تقريرًا رئيسيًا حول تصريحات المرشح الرئاسي الجمهوري، ميت رومني حول الشرق الأوسط، ومقالا للكاتبة هاريت شيرود ناقشت فيه آراء رومني الجدلية. وقالت الصحيفة في تقريرها الرئيسي: إن رومني يضع اللوم كله على الفلسطينيين، ويلمح إلى أنه لن يسعى لتأسيس دولة فلسطينية إن أصبح رئيسًا "لأن إيران ستستخدمها كقاعدة لمهاجمة إسرائيل". وتنقل الصحيفة تصريحات رومني التي نقلتها مجلة "موذر جونز" الأمريكية، والتي قال فيه إن الفلسطينيين "ملتزمون بتدمير إسرائيل والقضاء عليها وأنهم لا يريدون السلام وإن حصلوا على دولة خاصة بهم فإن الإيرانيين سرعان ما يبدأون بشحن السلاح إلى الضفة الغربية كي يستخدم ضد إسرائيل، وأن على العالم أن يتعلم أن يتعايش مع ذلك". كما تنقل أيضا تصريحه بأن 47 بالمئة من الشعب الأمريكي هم "ضحايا يتكلون في معيشتهم على الحكومة ولا يدفعون الضرائب". بينما تقول الكاتبة هاريت شيروود، في مقالها الذي كتبته في الغارديان تحت عنوان "منافس أوباما يرفض حل الدولتين والحقائق الجغرافية" إن تصريحات رومني التي سجلت له دون علمه كشفت عن "معرفته القلقة" بجغرافية الشرق الأوسط، كما تقول الصحيفة، لكنها مع ذلك تبين رأيًا أصبح الآن يكتسب قبولا عند جانبي الصراع في الشرق الأوسط وهو أن حل الدولتين قد أصبح ميتا وأنه يجب إيجاد سيناريوهات بديلة. وتضيف شيروود "إن تصوير رومني للشرق الأوسط خاطئ إذ أن منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، تعترف بحق إسرائيل بالوجود في أمن وسلام، وإن قيادتها ملتزمة بحل تفاوضي للقضية الفلسطينية. صحيح أن المباحثات معلقة منذ عامين لكن الكثير من الدبلوماسيين والمراقبين يقولون إن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات هو العقبة الرئيسية لاستئنافها". وتستطرد الكاتبة قائلة إنه "حتى حركة حماس الإسلامية التي تحكم منطقة قطاع غزة الصغيرة، والتي تطالب بتحرير فلسطين التاريخية (بحدودها لعام 1948) فإن قادتها قد لمحوا إلى أنهم سيقبلون بدولة فلسطينية بحدود عام 1967 وتكون القدسالشرقية عاصمة لها". وتضيف شيروود أن رومني يرى أن حدود الدولة الفلسطينية ستكون مع الأردن وسوريا التي يمكن للإيرانيين أن يرسلوا السلاح عبرها إلى الفلسطينيين، وهذا خطأ آخر يرتكبه فالدولة الفلسطينية لن يكون لها حدود مع سوريا بل مع إسرائيل والأردن في حالة الضفة الغربية، وإسرائيل ومصر في حالة غزة. وتضيف الكاتبة أن رأي رومني أن "علينا أن نعترف أن هذه المشكلة سوف تبقى دون حل وأن علينا أن نتعايش معها" يتناقض مع السياسة الرسمية للولايات المتحدة التي ترى أن حل الدولتين هو ممكن ومرغوب فيه. وتختتم الكاتبة مقالها باستعراض آراء الفلسطينيين والإسرائيليين في حل الدولة الواحدة وتقول إن بعض الفلسطينيين يقبلون بها ويرون أن الدولة الديمقراطية ستقود إلى دولة بأكثرية سكانية فلسطينية وهذا يعني هيمنة فلسطينية عليها، بينما في الجانب الاسرائيلي، يؤمن بعض الإسرائيليين بدولة واحدة ولكن "دولة يحرم فيها الفلسطينيون من حقوقهم الديمقراطية الكاملة بما يضمن الهيمنة اليهودية وسيطرة إسرائيل على "يهودا والسامرة"، لكن النقاد يقولون إن هذا هو نوع جديد من نظام التمييز العنصري".