يبدو أن العالم يدخل مرحلة من الفوضى لا أحد يعلم إلى أين تنتهي، والشيء الغريب أنها تشعل صراعات دينية يصعب على العالم أن يتحملها.. إن الرئيس الفرنسى يقود حملة ضد الإسلام ورسوله الكريم محمد صلوات الله عليه ويطالب بمزيد من الرسوم التى تسيء للنبي.. وقد شهد العالم الإسلام ى ثورة عارمة ضد ماكرون وفرنسا، وبدأ المسلمون فى العالم مقاطعة البضائع الفرنسية.. إن هناك خوفا شديدا على أربعة ملايين مسلم يعيشون فى فرنسا أمام حملة من الكراهية يقودها رئيس الدولة بنفسه.. إن ما يحدث الآن يحرك تاريخا قديما من الصراعات ويعيد صور الماضى القبيح فى الحروب الصليبية، وما فعلته فرنسا فى الجزائر فى سنوات الاحتلال وموجات الهجوم الضارى على الإسلام من كثير من كتاب فرنسا ومفكريها. إن اخطر ما فى الحملة ضد الإسلام فى فرنسا أن الذى يقودها رئيس الدولة بما يعنيه ذلك من دلالات، كما أن العالم الإسلام ى لن يسكت على إهانة نبيه عليه الصلاة والسلام، وقبل هذا كله فإن اتهام الإسلام العقيدة والدين والإساءة إلى نبيه لا يمكن أن تفتح بابا للتواصل بين الشعوب والأديان.. إن رسول الإسلام اكبر من كل هذا العبث وأحقاد ماكرون أو غيره لن تغير صورة رسولنا الكريم، ولكن الشعوب هى التى تدفع ثمن مسئولين لا يقدرون معنى المسئولية.. إن اشتعال المواجهة بين فرنسا ورئيسها والعالم الإسلام ى قد ينتقل إلى مناطق أخري، خاصة أن الحساسيات الدينية ضد الإسلام لا تقتصر على فرنسا.. إن فى أوربا جاليات كثيرة من المسلمين وهذه الجاليات قد تتعرض لمخاطر كثيرة أمام دعاوى الإسلام فوبيا. ليس سهلا على فرنسا أن تتحمل نتائج المقاطعة من الدول الإسلام ية لأننا أمام مليارى مسلم يستخدمون السلع الفرنسية.. والشيء المؤكد أن الثمن سيكون غاليا خاصة أن فرنسا تعيش كارثة كورونا ، انه تخبط الساسة الذى تدفع ثمنه الشعوب.. لقد أشعل الرئيس الفرنسى الفتن وفتح أبواب صراعات قديمة ولا احد يعرف نهاية الكارثة. نقلا عن صحيفة الأهرام