أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة ، اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الأدبي الحادي والعشرين لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي "دورة الأديب الراحل أحمد محمود مبارك "، برئاسة الشاعر أحمد فضل شبلول، وأمانة الدكتور أشرف العربي، بفندق الجامعة بشبين الكوم في محافظة المنوفية. ويتضمن المؤتمر على مدار يومين متتاليين "جلسات بحثية، أمسيات شعرية وقصصية، المائدة المستديرة، ورش إبداع الشباب، جلسة شهادات إبداعية، عرض فنى للموسيقى العربية"، ويقام على هامش المؤتمر معرض لفنون الخط العربى، إلى جانب معرض كتب من إصدارات الهيئة، ويكرم المؤتمر اسم الأديب الراحل عبد الباسط البطل، الأديب عبد الرحمن البيجاوى، الشاعر أحمد فضل شبلول، اسم الأديب الراحل أحمد مبارك. تضمنت فعاليات اليوم، افتتاح معرض خط عربي لفنانى الإقليم ومعرض كتب من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة ، جاءت بعدها الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والتكريمات. الشاعر أحمد فضل شبلول رئيس المؤتمر، قال في كلمته إن الإبداع لا يعمل في فراغ، ولكنه يستند على أعمدة كثيرة، من أهمها الهوية التي تعطي لهذا الإبداع تميزه وزخمه وانتماءه سواء الزماني أو المكاني. فإبداع نجيب محفوظ على سبيل المثال استند على الحارة المصرية في معظم روائعه، فصارت الحارة ملمحا من أهم ملامح هوية هذا الإبداع، وإذا قلنا الحارة فإننا نعني البيئة التي يغرف منها المبدع، والتي تختلف من مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان. وأضاف "فحارة نجيب محفوظ في الثلاثينيات، تختلف عن الحارة نفسها في السبعينيات، عنها فيما بعد الألفية، على الرغم من أن بعض النقاد أكد أن حارة نجيب محفوظ، حارة خاصة به وحده، وليس هي الحارة الحقيقية الموجودة على الخارطة القاهرية، حتى "ميرامار" لم يعد موجودا كبنسيون في محطة الرمل بالإسكندرية، ولكنه موجود بقوة في إبداع نجيب محفوظ، وفي افتتاحية الرواية التي تؤكد هوية ذلك المكان الذي يطل على البحر المتوسط في قول عامر وجدي: "الإسكندرية أخيرا، الإسكندريةقطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع"، أيًّا كان الأمر، فإن هذا الإبداع أصبح له هويته الخاصة، وسط الإبداع العالمي، وأصبح نجيب محفوظ نفسه اسما ذا هوية وملامح وجسد حاضر في معظم إبداعاتنا، بما فيها إبداعات المتمردين على جيل محفوظ، أو جيل الآباء كما يحلو للبعض أن يطلق على هذا الجيل المؤسس الحقيقي للرواية العربية". وأكد شبلول في نهاية فعاليات اليوم الأول للمؤتمر في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أن الدورة (الحادية والعشرين) من المؤتمر السنوي في إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي تحمل اسم الصديق الشاعر الراحل أحمد محمود مبارك ، لذلك كان ضروريا عملنا على البحث في منجزه الشعري وعن ملامح الهوية المصرية في إبداعه. وعن محور "الهوية" في فعاليات المؤتمر، قال "شبلول"، إن الهوية تترسخ في حالة السلم والاستقرار والانتماء، مثلما تترسخ أثناء مقاومة الاستعمار والتشبث بالأرض، وهو ما رأيناه من إبداع أدبي خلال الفترة الاستعمارية أو الكولونيالية وقت احتلال الإنجليز لمصر، لقد تأكدت الهوية المصرية في تلك الفترة أكثر من غيرها، وأثبتت ثورة 1919 تلك الهوية المصرية، وبعدها اتجهت أقلام (توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس .. إلخ) وأفلام (محمد كريم ومحمد بيومي .. إلخ) ولوحات (محمود سعيد ومحمد ناجي) وتماثيل محمود مختار، واقتصاد (طلعت حرب) نحو إنبات وتثبيت الهوية المصرية في أعمالهم الإبداعية، ومن الماضي والحاضر نطل سريعا على المستقبل، وخاصة على ما يسمى بالهوية الرقمية، وهي – كما جاء في موسوعة ويكيبيديا - هويّة اجتماعية يؤسسها مستخدم الإنترنت في المجتمعات الرقمية والمواقع الإلكترونية. ويمكن أن تُعَرّف أيضًا على أنها تمثُّلٌ يبنيه الفرد لنفسه، ومع أن بعض الناس يختارون استخدام أسمائهم الحقيقية على الإنترنت، فإن بعض مستخدمي الإنترنت يفضّلون أن يبقوا مجهولين، فيعرّفون أنفسهم بأسماء مستعارة تدلّ على قدرٍ من معلوماتهم الشخصية، يمكن أن تحدّد علاقة مستخدم الإنترنت بمجموعة معيّنة من الناس على الإنترنت هويته الرقمية، قد يخادع بعض الناس بشأن هويّاتهم. أما عن سؤال الهوية وتحولات العصر المتسارعة، قال أحمد فضل شبلول، أن السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه علينا الأن، سيكون عن نوع الإبداع الذي تنتجه الهوية الرقمية، ولا شك أننا سنكون أمام إبداع جديد ومغاير يتخذ من عنصر الصورة والأيقونة مجالا له أكثر من عنصر الكلمة، وقد بدأ هذا الإبداع يظهر من خلال بعض الأصوات المبدعة في المجال الرقمي، فشاهدنا أعمالا إبداعية رقمية روائية وشعرية ومسرحية، على شبكة الإنترنت توصف بالإبداع الرقمي، ويطلق عليها أحيانا التص المترابط أو النص المتشعب أو النص المتفاعل. وتضمنت فعاليات اليوم الافتتاحي عدة جلسات بحثية على مدار اليوم، الأولى بعنوان "وعى الكتابة.. كتابة الوعى" يناقشها الدكتور محمود سعد قنديل، و"سلطة اللسان.. ملاحظات أولية" يناقشها الدكتور خالد فهمى، ويدير الجلسة الدكتور محمد عبد الحميد خليفة، كما تقام على التوازى "الأمسية الشعرية" ويقدمها الشاعر أحمد ماهر أبو المعاطى و"الأمسية القصصية" ويقدمها القاص عبد الهادى شعلان، بالإضافة للحفل الفنى لفرقة المنوفية للموسيقى العربية. وتشهد فعاليات المؤتمر في يومه الثاني والأخير غدا الأربعاء العديد من الأنشطة، تتضمن صباحا الجلسة البحثية الأولى بعنوان "الإبداع ودوره التنويرى فى العصر الرقمى" يقدمها حسين راشد، "السرد الشاعرى وإشكالية البناء" يقدمها محمد محمود الفخرانى يدير الجلسة الدكتور جمال حماد، تليه المائدة المستديرة بعنوان "دور الإبداع فى تشكيل هوية النشء" يديرها الشاعر أحمد مرسال ويشارك فيها د. عبدالحميد بدران، الكاتب الكبير محمد السيد عيد، الكاتب الصحفى يسرى حسان. وعلى التوازى تقام ورشة إبداع الشباب يشارك فيها كل من الشاعر صبرى عبدالرحمن، الروائية عزه دياب، وتقام مساء الجلسة البحثية الثالثة بعنوان "فضاءات الدلالة الشعرية" للدكتور أحمد صلاح كامل، "الهوية والإبداع فى أدب البادية" للباحث منعم العبيدى، يدير الجلسه الشاعر مصطفى منصور، تليها جلسة الشهادات الإبداعية يشارك فيها إبراهيم المؤذن، د. سحر شريف، عمر مكرم، مختار عوض، مختار عيسى، يدير الجلسة الأديب محمد عبد الحميد دغيدى، يعقب ذلك جلسة التوصيات والختام يديرها الدكتور أشرف العربي، وتختتم فعاليات المؤتمر بأمسية شعرية تقديم الشاعر أشرف قاسم. جانب من المؤتمر جانب من المؤتمر جانب من المؤتمر جانب من المؤتمر جانب من المؤتمر