يستعد الراصدون للسماء في الوطن العربي لمراقبة تقابل كوكب المريخ مساء غد، الثلاثاء، حيث سيكون وجه الكوكب مضاء بالكامل بنور الشمس ومرئي بشكل واضح ومميز بالعين المجردة من بعد غروب الشمس وطوال الليل، وسوف يصل لحظة التقابل عند الساعة 02:00 بعد منتصف الليل - 11:00 مساء بتوقيت غرينتش، وهي فرصة لإلقاء نظرة على معالم الكوكب من خلال التلسكوبات. وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن ظاهرة تقابل المريخ تستحق الرصد لأن هذا الكوكب في هذا الوقت يكون في أفضل أحواله، وهو الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، أما عطارد فهو صغير جدا، أما الكوكب الأخرى فهي مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث استثنائي للجميع. وأضافت، أن المريخ يفوق لمعانه لمعان نجم الشعرى بل وألمع من كوكب المشتري في الوقت الحالي، وتعبر الفترة ما بين 13 أكتوبر و 28 أكتوبر فرصة لرؤية معالم مختلفة لسطح المريخ في أثناء دوران الكوكب حول محوره. عند رصد المريخ بالعين المجردة سوف يبدو كنقطة ضوئية بلون برتقالي ساطعة، ومن خلال التلسكوبات المتوسطة الكبيرة سوف تظهر تفاصيل قرص الكوكب الفاتحة والداكنة، والقبة القطبية الجنوبية المائلة باتجاه الأرض، ونظرا لأن كوكبنا يدور حول محوره أسرع بحوالي 40 دقيقة مقارنة بالمريخ، فمن الممكن على مدى أسابيع قليلة رؤية العديد من المعالم السطحية. ولفتت إلى أنه بشكل عام يتغير مظهر كوكب المريخ في سماء الليل أكثر من أي كوكب آخر من عام لآخر، فقد كان خافتًا طوال عام 2017، ثم ساطعًا في 2018، ثم خافتًا مرة أخرى لمعظم عام 2019، والآن أصبح أكثر لمعانا مما كان عليه قبل بضعة أشهر، حيث أصبح أكثر إحمرارًا بشكل واضح. وأرجعت السبب في أن المريخ أحيانًا لامع جدًا، وأحيانًا خافت جدًا إلى حجمه الصغير وقربه وبعده من الأرض، فهو يدور حول الشمس خلف مدار الأرض، وتتغير المسافات بين الأرض والمريخ مع دوران كليهما حول الشمس ، ففي بعض الأحيان تكون الأرض والمريخ على نفس الجانب من النظام الشمس ي، وبالتالي بالقرب من بعضهما البعض، وفي أوقات أخرى كما كان لمعظم عام 2017 ومرة أخرى لمعظم عام 2019، كان المريخ يتحرك على الجانب الآخر من النظام الشمس ي بالنسبة للأرض. وتابعت: تستغرق الأرض سنة لتدور الشمس مرة واحدة، في حين يستغرق المريخ حوالي عامين حتى يدور مرة واحدة، ويحدث أن يقع المريخ في التقابل - عندما تمر الأرض بين المريخ و الشمس ، وهذا يحدث كل عامين و 50 يومًا، لذلك يتضاءل سطوع المريخ ويخفت في السماء كل عامين تقريبًا، ولهذا السبب، كان عام 2018 عامًا استثنائيا جدًا بالنسبة للمريخ، عندما كان الكوكب أكثر لمعاناً مما كان عليه منذ عام 2003، وقد أطلق على ذلك الحدث التقابل الحضيضي للمريخ، بعبارة أخرى، في عام 2018، عبرت الأرض بين المريخ و الشمس ، وفي نفس الوقت كان المريخ في - الحضيض - أقرب نقطة له من الشمس . ويحدث تقابل المريخ هذه السنة بعد حوالي أسبوع من وقوعه في أقرب مسافة من كوكبنا بتاريخ السادس من أكتوبر الجاري، ويرجع السبب في أن تقابل المريخ ووقوعه في أقرب مسافة من الأرض لا يحدث في يوم واحد لأن الكوكبين يدوران حول الشمس في مدارات اهليجية وليست دائرية تماما، وعليه فإن الفاصل الزمني بين تقابل المريخ وأقل مسافة له من الأرض يمكن أن تصل إلى 8 أيام ونصف كما حدث عام 1969، أو أقل من 10 دقائق كما سيحدث في (2208 و 2232). لذلك ليس بالضرورة أن يحدث التقابل وأقرب مسافة في نفس اليوم.