د. إسلام عوض من منا لا يبحث عن السعادة؟ فالسعادة أمل يشتاق إليه كل إنسان، وغاية يبحث عنها كل البشر.. فهناك من يبحث عنها في المال، وآخرون في الولد، وغيرهم في الصحة، وكثيرون في الحب.. كما أن هناك فئة ليست بالقليلة تبحث عن عنها في رضا الله. قالت صحيفة ( ذي إندبندنت ) إن إحدى الدراسات العلمية الجديدة - التي أجراها بعض علماء النفس – توصلت إلى أن أقصر الطرق للوصول إلى السعادة هي أعمال البر و الصدقة ، كما اكتشفت الدراسة أن أغنى الدول في العالم ليست الأكثر سعادة . وترك علماء النفس في هذه الدراسة وصيةً ودَيْنًا علقوه في رقاب جميع حكومات العالم، ألا وهو: أنها إذا أرادت تحقيق السعادة للشعوب، فما عليها إلا أن تضع سياسات تشجع على الإنفاق على المعوذين وأصحاب الحاجات، مثلما ينفقون على أنفسهم! نجح علماء النفس - في هذه الدراسة - في اكتشاف أن الإنفاق على الفقراء والمحتاجين يؤدي إلى الإحساس بالسعادة؛ ولكنهم فشلوا في تفسير السبب وراء ذلك؟ ولكن إذا نظرنا نظرة عامة إلى كل الديانات السماوية سنجدها قد نادت وحثت على أعمال البر و الصدقة ؛ حيث إن التوراة تؤكد ضرورة تقديم الطعام للجائع، والكساء للعاري، والاهتمام باليتيم، والأرملة والفقير، كما يصف "سفر التثنية" إعطاء الصدقة على أنه من الصفات الإلهية (10: 171.( وها هي المسيحية تحث على الزكاة، وجاءت في الكتاب المقدس بمعنى الصدقة ؛ "طوبى للذي ينظر إلى المسكين" (مزمور41: 1.( أما في الإسلام فقد رفع الله تبارك وتعالى من قدر الزكاة وجعلها ركنًا ركينًا من أركان الإسلام ، ولا يصحّ إسلام المرء إلا إذا أدى زكاة ماله. والنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" جعل الصدقة من أجلّ القُرُبات إلى الله تعالى ومن أعظمها أجرًا، وجاءت في ذلك أحاديث نبوية كثيرة، ومئات الآيات في القرآن الكريم، ومنها؛ قال تعالى: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [سورة البقرة: 245[ عزيزي القارئ نصيحة أخيرة أسديها إليك - وإلى نفسي أولًا - إذا أردت أن تعيش سعيدًا فما عليك إلا أن تكثر من الصدقة ، ف الصدقة من أسهل وأعظم الأعمال التي يمكنك أن تقوم بها؛ فالصلاة تحتاج إلى وضوء ووقوف وركوع وسجود وخشوع، والحج لا بد له من السفر والطواف والرمي، والصيام يلزمه الجوع والعطش؛ ولكن الصدقة لا تتطلب أي جهد يذكر، إنها عمل في غاية السهولة، وثوابها عظيم، كتب الله لنا ولكم السعادة في الدنيا والآخرة. والله من وراء القصد!!