لا شك تمامًا في أن ما أنجزته مصر في مجال الطرق مبهر بكل درجات الإبهار، وهذه شهادة دولية وليست محلية؛ أو مجرد رأي لي أو لغيري؛ إلا أنني في هذا المقال أعرج على بعض الملاحظات التي تنغص على بعض الناس حياتهم بدون داع على الإطلاق. منذ بضعة أسابيع توجهت للعين السخنة في رحلة قصيرة للغاية؛ جعلتني أقطع الطريق ذهابًا وإيابًا في يومين متتاليين؛ لأشهد روعة الطريق وأستمتع بالقيادة عليه؛ مما جعل الرحلة تمضي في إطار جميل. كان الذهاب نهارًا؛ فبدا الطريق كأنه سهل ممتنع؛ إضافة إلى الشعور بالراحة فالسيارات المجاورة تسير وكأنها ترقص فرحًا ب جمال الطريق ؛ أما العودة فكانت ليلًا؛ فكانت المتعة أقل قليلًا؛ بسبب الظلام الذي عم الطريق في معظم جنباته. وهنا تساءلت؛ ما الذي يمنعنا من إنارته خاصة أننا نملك وفرة معتبرة في الطاقة الكهربائية ؛ بالإضافة إلى أننا نفرض رسومًا على عبوره بغرض المحافظة على جودته؛ وكل ذلك يمكننا من إنارته بدون أن نكلف الدولة أعباء إضافية؛ فما المانع؟ أما أمس الأول؛ فقد انتقلت من مقر جريدتي "الأهرام" إلى مسقط رأسي بمحافظة البحيرة؛ قاصدًا طريق أحمد حلمي ؛ بدءًا من الساعة الخامسة؛ لتفاجأني بعض المشاهد المؤلمة. أولها؛ منذ بداية أحمد حلمي وحتى تقاطعه مع طريق القاهرةالإسكندرية الزراعي ؛ وهي مسافة صغيرة للغاية قطعتها في ساعة ونصف تقريبًا؛ اعتقدت للوهلة الأولى أن هناك إصلاحات تعيق المرور بهذا الشكل العجيب. لكن صدمني أن عطل المرور بسبب ما يفعله سائقو السرفيس ؛ ففي نقطتين أو ثلاثة؛ كنت أشاهد سيارات السرفيس تقف على جانب الطريق صفين وأحيانًا ثلاثة؛ لتجعل تلك النقطة بمثابة عنق زجاجة؛ مما يجعل المرور عندها بمثابة حلم يتمنى قائد السيارة تحقيقه؛ وهنا من الطبيعي أن يتوتر السائقون بفعل بعض الحركات البهلوانية؛ التي لا تمت للقيادة بصلة؛ آملين في المرور بسرعة من تلك المعضلة. ثانيها؛ عند تقاطع أحمد حلمي مع الطريق الزراعي؛ حدث نفس الأمر؛ سيارات السرفيس؛ تقف صفين؛ في طريق عرضه ضيق للغاية؛ مما جعل الشارع متكدس المرور؛ وكأنك تقف في جراح لمسافة طويلة جدًا تكاد تزيد على 2000 متر. وبعد تلك النقطة وجدت الطريق أكثر سلاسة؛ فمن يتحمل هذا الهدر في الوقت والطاقة ولماذا؟ الأكثر استفزازًا؛ أني لم أجد أي خدمات مرورية على الإطلاق؛ وكأن مستخدمي هذا الطريق لا يستحقون أي خدمات!! وحينما اعتقدت أن الطريق أضحى يسيرًا؛ فوجئت ببعض المنغصات؛ منها أن الطريق الزراعي في بقع كثيرة منه؛ يفتقد للجودة؛ فتضطر السيارات للتوقف مرات كثيرة حتى تتمكن من عبور تلك البقع المهترئة؛ ومن الطبيعي أن يكون ذلك عائقًا قويًا لحركات السير؛ بخلاف المواطنين راغبي العبور للجهتين في أكثر من مكان؛ مما يعرضهم للخطر الداهم. كل ذلك يرسخ مفهومًا سلبيًا للغاية؛ بأن طريق القاهرةالإسكندرية الزراعي يعاني إهمالًا كبيرًا للغاية؛ وهو لا يتسق نهائيًا مع ما أنجزته مصر في مجال الطرق. وأضحى السؤال التالي مطلوبًا؛ متى يأخذ هذا الطريق حظه من الرعاية اللائقة؟ ويبقى أن نؤكد أن تلك الملاحظات شاهدتها ذهابًا وإيابًا؛ وهذا يؤكد أن من يرتاد هذا الطريق يعاني من عذابه؛ ونعلم جميعًا؛ أن هناك نسبة كبيرة من المواطنين يسلكون هذا الطريق كل يوم ذهابًا وعودة. وأصل لملاحظة مهمة للغاية؛ شهدتها في أثناء مروري بمحور شبرا بنها الحر؛ فالطرق أيضًا منعدمة الإضاءة تمامًا؛ حتى النقاط الفوسفورية المعلقة بجانب الطريق؛ كانت في مسافات قليلة منه؛ وجزء منها فقدت بريقها؛ مما جعلها بدون عائد. أما الأكثر خطورة؛ فكانت الملاحظة التالية؛ فحينما تسير بالليل؛ قد يسعدك أن الطريق فيه ساتر أسمنتي يفصل بين الاتجاهين؛ هذا الساتر ارتفاعه قليل؛ مما يجعل القيادة مرهقة؛ لاسيما مع استعمال عدد من السائقين إضاءات قوية؛ قد تصيب السائق في الاتجاه الآخر بالعمى أحيانًا؛ فقد شاهدت سيارات - خاصة النقل الثقيل - أضافت إضاءات؛ في عدة أماكن من السيارة؛ تضاعف قدرة الإضاءة الطبيعية للسيارة لثلاث وأربع مرات؛ وأعتقد أن هذا الوضع غير قانوني؛ لما يسببه من خطر داهم على السائقين في الجهة المقابلة؛ فتكاد تفقد الرؤية الجيدة؛ وذلك بما لا يدع مجالًا للشك يفتح الباب على مصراعيه لوقوع الحوادث ؛ فهل يمكن تقنين ذلك الوضع حفاظًا على حياة الناس؟ كل ما ذكرته من ملاحظات تحتاج إلى بعض التنسيق والمتابعة؛ وهو أمر يستحقه المواطن الذي يشعر ويشاهد كمًا رائعًا من الإنجازات ؛ ولكنه يتساءل متى تكتمل؟ ،،، والله من وراء القصد emadrohaimyahoo.com