" التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله، فمن عرف باب الأمل لا يعرف كلمة المستحيل، ومن عرف حقيقة ربه لم يتوقع إلا الجميل" الدكتور " إبراهيم الفقي ". الفرق بين المتفائل والمتشائم يقول الدكتور إبراهيم الفقي إن المتفائل حياته كلها سعادة وإذا حدث له أي تحدٍ يفكر في الحل، أما المتشائم فحياته كلها تعاسة، وإذا حدث له أي شيء جميل يشك فيه. التفاؤل هو فن يتقنه المؤمنون الواثقون بربهم، فما أجمل من أن نستحضِرالقاعدة العظيمة، التي أخبرنا بها نبينا الكريم محمد " صلى الله عليه وسلم " عن ربنا تعالى وتقدَّس؛ أنه يقول سبحانه: ((أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)). التفاؤل سلوك يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، فهو نور وقتما تشتد الظلمات، ومخرج وقتما تشتد الأزمات، ومتنفس وقتما تضيق الكربات، وبه تُحل أعظم المشكلات، وهذا ما حصل مع رسول الله " صلى الله عليه وسلم " عندما تفاءل وتعلق برب الكون؛ فجعل الله له من كل ضيق فرجًا ومن كل مكيدة مخرجًا. تفاؤل النبي الكريم هيا بنا نتأمل تفاؤله " صلى الله عليه وسلم " وهو قابع في الغار مع صاحبه أبي بكر الصديق "رضي الله عنه وأرضاه"، والكفار متجمعون أمام باب الغار، فقد طمس الله على أبصارهم. فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال : (كنت مع النبي " صلى الله عليه وسلم " في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما) متفق عليه. دعوة للتفاؤل فما أحوجنا اليوم إلى اتباع سيرة نبينا " صلى الله عليه وسلم " بإحياء صفة التفاؤل لتضيء لنا الطريق؛ حيث يقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا} (الأحزاب:21). درس قصير عن التفائل .. للدكتور إبراهيم الفقي