زعمت صحيفة هاآرتس في تقرير لها أن الوثائق السرية الخاصة بالخارجية الأمريكية والمتعلقة بحرب أكتوبر كشفت أن الرئيس الراحل أنور السادات كان الأكثر رغبة في إبرام السلام مع الإسرائيليين. وعرضت الصحيفة بعضا من هذه الوثائق وعلى رأسها وثيقة كتبها وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، والتي قال فيها أنه توجه إلى مصر عام 1975، حيث اجتمع مع الرئيس السادات في محافظة أسوان، وهناك رأى الرئيس الراحل ومعه وزير الخارجية إسماعيل فهمي ووزير الدفاع عبد الغني الجمسي. وتباحثوا في عدد من الأمور الاستراتيجية حول السلام ومستقبل التسوية في المنطقة. وتضيف الوثائق.. وبعدها انصرف كلا من فهمي والجمسي، وانفرد السادات بكيسنجر الذي قدم له رسالة شخصية كتبها لها وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين، وهي الرسالة التي أعرب فيها رابين عن أمله في أن يتم ابرام السلام بين مصر وإسرائيل، وفي هذه اللحظه التي قرا فيها السادات هذا الخطاب انهمرت دموعه باكيا ومتمينا أن يتم في النهاية تحقيق هذا الأمل والتوصل إلى التسوية. وتزعم الوثائق الأمريكية أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات أبلغ المستشار النمساوي فورد بزلتسبورج، عقب حرب أكتوبر عام 1973 أنه لا يود أن يخوض أي حرب في المستقبل ضد إسرائيل، وقال صراحة: إنه يعلم أن السوريين يرغبون في الهجوم على إسرائيل وشن الحرب عليها، وإن كانت هذه هي رغبتهم فليخوضوا الحرب وحدهم. وتعترف هذه الوثائق بأن الإسرائيليين آمنوا وبعد حرب أكتوبر بأن السلام قادم لا محالة مع مصر، بخاصة أنهم رأوا أن الرئيس المصري راغب في السلام ويميل إليه. إلا أن النقطة المهمة التي تثيرها هذه الوثائق هي كشفها بأن أحد أبرز العوامل "السرية" التي دفعت إسرائيل إلى التوجه للسلام هو فقدانها للكثير من مراكز المعلومات أو العملاء المقربين من الأسد، ولعل أبرزهم،والحديث للوثائق،أشرف مروان. وتستشهد الوثائق بالخلافات التي تفجرت حول مروان، حيث عينه الرئيس السادات مستشاره للأمور الخارجية، ثم تولى مسئولية الهيئة العربية للتصنيع، وفي منتصف السبعينيات من القرن الماضي اتهمته صحيفة الأخبار بالفساد، إلا أن صحيفة الأهرام دافعت عنه بشدة، وأدركت إسرائيل أن الحديث عن فساد مروان بالتأكيد يعني أفول نجمه الذي كان ساطعا في السابق بعد سنوات من الخدمة بالرئاسة، ومن هناك بدأت المباحثات السرية بين إسرائيل ومصر برعاية كيسنجر، ثم تم الإعلان عن زيارة السادات للقدس عام 1977 حتى تم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد للسلام عام 1979.