جاء اسم " سمير " ليغير شكل المجلات المتخصصة للطفل في مصر، التي بدأت مسيرتها في نهايات القرن التاسع عشر من حضن المدارس، فقد كان اسم " سمير "ليعلن عن بداية التحول الكبير في المجلات التي تتحدث عن عالم الأطفال، ويعني اسم " سمير " في اللغة العربية "مُحدّث الناس في الليل"، أو صاحب السمر، وهو ما جاء متوائما مع شخصية مجلات الطفل التي تعتمد علي التسلية ونشر القصص والرحلات. "بوابة الأهرام" تنشر قصة أول مجلة للطفل المصري حملت اسم سمير التلميذ والتي صدرت في ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك تزامنا مع احتفال محرك البحث العالمى "جوجل" اليوم الأحد، بالذكرى ال86 لميلاد الكاتبة المصرية الراحلة نتيلة راشد الشهيرة ب" ماما لبنى "، والتى كانت من مؤسسى مجلة " سمير " التي تصدر عن مؤسسة دار الهلال . ولدت نتيلة راشد فى 19 سبتمبر 1934 واشتهرت باهتمامها بالأطفال والتواصل معهم، وبدأت الكتابة للأطفال والشباب منذ أن كانت طالبة بجامعة القاهرة، وفى عام 1953م أذيعت لها أول مجموعة قصص قصيرة فى الراديو. كانت نتيلة راشد من مؤسسى مجلة " سمير " للأطفال فى 1956، وشغلت منصب رئيس تحريرها من عام 1966 وحتى 2002، وحرصت على تعليم الأطفال قواعد الصحافة والكتابة بشكل عام، فابتكرت باب "مراسل سمير "، الصحفى الناشئ لرعاية أجيال من الأطفال.،وحصلت نتيلة راشد على جائزة الدولة بأدب الأطفال فى 1978 وعلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأول، وتمت ترجمة بعض أعمال " ماما لبنى " إلى اللغة الإنجليزية وترجمت هى نفسها بعض الأعمال عن الإنجليزية. في عشرينيات القرن الماضي ظهرت مجلة الأولاد وكانت توزع علي أطفال المدارس، وعام 1933 قرر أمين سامي حسونة بك نشر مجلة للأطفال تحمل أسم سمير التلميذ ليظهر أول أسم للطفل علي مجلة مقترنا بعالم التلاميذ ،وهي كانت مجلة شهرية تربي عليها جيل الرواد في مصر الذين أسسوا فيما بعد مجلات للأطفال وقاموا بتأليف قصص لهم. عدد صفحات مجلة سمير التلميذ كان لايتعدى 28 صفحة، ذات قطع 19×26سم، وقد اعتمدت المجلة في النصف الأول من صفحاتها على قصص لشخصياتها، وفي الجزء الثاني تهتم بالأنشطة المتعددة للطلاب في الكشافة والتجارب العلمية، بالإضافة إلى معلومات مهمة مثل تاريخ العلم المصري، ثم الفكاهات والقصص القصيرة. وقد استعان أمين سامي حسونة بكل من محمد عبدالهادي الأستاذ بمعهد التربية، ومحمد شفيق الجندي أستاذ بمعهد التربية، وسيد أحمد خليل الناظر بمدرسة السيدة حنيفة، كهيئة تحرير معتمدة لتحرير المجلة. بتشكيل تكون من 5 أشخاص فقط، خرجت مجلة سمير التلميذ، واستمرت في الصدور لتحبب الأطفال في القراءة، ولتسير علي نهجها مجلات حملت أسماء شخصيات أخرى، مثل مجلة بابا صادق، وقد كانت " سمير التلميذ" موجهة للطالب الطفل، كما يؤكد الكاتب والصحفي محمود قاسم في كتابه المجلات الثقافية في مصر، وكان عنوانها 2 شارع قشلاق عابدين - مكتب بريد باب اللوق، ورغم أنها خلت من الرسوم الكرتونية، إلا إنه كان بها رسومات تعبير للقصص في حكايات ألف ليلة وليلة ومصباح علاء الدين وغيرها من القصص العالمية، مثل تلك الني نشرتها المجلة في عددها الثامن عام 1938م. أزهار الزينة" ليس منا من يحب الأزهار" كان هذا هو عنوان افتتاح المجلة لعددها الثامن، أما أطفال الماء في عالم الغيب، فكانت القصة الثانية التي قدمتها المجلة، قبل أن تقدم ألبوم صور للنباتات مثل الزنبق والعنبر الكشميري وعرف الديك وجناح الدبور، كانت مجلة سمير تصدر من المدارس للفصول التجريبية الملحقة بمعهد التربية، كما قدمت رحلة الكشافة إلي هولندا عام 1937م، وقدمت للطفل صورة حية من هولندا ومدنها في ثلاثينيات القرن الماضي، عرضت فيها تخطيط شوارعها وجزرها وبحيرات الماء فيها، كما نشرت صورا لأطفال هولندا وأزيائهم. كما قدمت قصة علاء الدين ومصباحه الشهير وقصص روبنس كروز الشهيرة وقصة تعليمة عن الذئب والجدي، فيما حملت أبواب التسلية الكثير، بداية من الكلمات المتقاطعة والضفادع القافزة وخطوط السكة الحديد وغيرها من أساليب التسلية، التي تجعل التلميذ يقوم بتركيب الخطوط ووضع الكلمات وغيرها. استمرت مجلة " سمير التلميذ" لسنوات، ثم توقفت ليأتي بعدها جيل الرواد من كتاب أدب الطفل، وعلى رأسهم نتيلة راشد ، إحدي مؤسسي مجلة سمير الصادرة من دار الهلال ، لتبدأ معهم محطة جديدة قادرت لأن تجعل من " سمير " إحدى أهم مجلات الأطفال في مصر والعالم العربي. حكاية " سمير " حكاية " سمير " حكاية " سمير " حكاية " سمير " حكاية " سمير " حكاية " سمير " حكاية " سمير "