عمرو دياب صوت شرقي وقوِّيل جدا عدلت "يابلدنا ياحلوة" 6 مرات تعاوني مع المغربي سعد لمجرد محطة فارقة بحياتي تجربتي كمطرب عادية وليست رائعة صناعة الموسيقى كانت تمر بأزمة كبيرة وكورونا ستؤثر عليها أكثر متأثر بالموسيقى الشرقية ومشروعي الخاص مرتبط بالمقسوم لايوجد تطور في المزيكا لكن لدينا جيل مميز من الشعراء والملحنين والموزعين نفسي اشتغل مع منير وأصالة وشيرين على مدار رحلته الفنية، يحرص على التجدد والتطوير من روح موسيقاه مع كل عمل وفنان يشاركه مشروعه الغنائي، وبين كل ما عاشته الموسيقى من أزمات وتراجع في المستوى على مدار السنوات الأخيرة، ما بين ظهور موجات غنائية هابطة وسيطرة الموسيقى الإلكترونية والمهجنة، يقف هو صامدًا محافظًا على هوية وتراث اللحن المصري الذي يطوعه بمزيد من الحداثة دون أن يفقده مقامه. الموسيقار عزيز الشافعي الذي طاف بموسيقاه بين نجوم مصر والوطن العربي، وحقق شهرة كبيرة بصوته الذي وضعه على الأغنية الشهيرة "يابلادي" محققًا من خلالها تفاعلًا جماهيريًا كبيرًا، نجح في سنوات العقد الثاني من الألفية الجديدة في حصد إعجاب وتقدير الجمهور والعاملين بالوسط الفني سواء من خلال أعماله التي قدمها مع عدد من الأصوات التي بدأت رحلتها معه وأبرزهم مصطفى حجاج الذي قدم معه :"يابتاع النعناع، وخطوة" أو على مستوى النجوم الكبار الذين عمل معهم مثل أنغام وتامر حسني وهشام عباس ورامي صبري وآخرين وصولًا لمرحلة النجم عمرو دياب الذي شهد نجاحات متكررة معه في غضون أقل من عام حيث قدم معه أغنيات: قدام مرايتها، يوم تلات، زي ما أنتي وأخيرًا يابلدنا ياحلوة وأماكن السهر. تربع عزيز الشافعي على قمة الموسم الغنائي لعام 2020، وذلك بطرح العديد من الأعمال الغنائية التي تمثل تجارب فنية متطورة وجديدة في رحلته الفنية أبرزها "عدى الكلام" مع الفنان المغربي سعد لمجرد بخلاف أغنيات : "جاني في ملعبي" ل محمد نور، "لينا رقصة" ل كارمن سليمان، "سقفة كبيرة" ل أحمد باتشان، "رايقة - أوعى" ل جنات، "أبويا قالي زمان" ل مصطفى حجاج ورضا البحراوي وغيرها. عزيز الشافعي أو "صانع البهجة" كما لقبه محبيه يتحدث في حواره مع "بوابة الأهرام" عن نجاحاته الأخيرة، وعن شكل الموسيقى وعما إذا حدث بها تطورًا أم لا، ويؤكد أن الموسيقى الشرقية "المقسوم" هو مشروعه بالأساس، ويكشف سر نجاح عمرو دياب ، كما يكشف عن تقييمه لتجربته الغنائية كمطرب وغيره في السطور التالية.... - هل كنت تخطط أن يكون صيف 2020 مليئا بالبهجة في أعمالك خصوصًا بعد الظروف الحرجة التي مررنا بها إثر أزمة "كورونا" أم أن الأمر حدث صدفة؟ إطلاقًا، الموضوع جاء بالصدفة البحتة لأن هناك بالفعل أغاني كنت إنتهيت منها من فترة، وآخرى جديدة لكن جميعهم طرحوا في توقيت متزامن وراء بعض، مما جعل الأمر صدفة عظيمة بالنسبة لي أمام كل هذا النجاح الذي ألمسه في كل عمل منها. - ماذا غيرت "كورونا" في حياة عزيز الشافعي الفنية والخاصة؟، وبصراحة هل كنت تستطيع العمل في ظل حالة التوتر والقلق التي كنّا نعيشها جميعًا؟ في الواقع بالنسبة لحياتي الفنية فلم يتغير شىء أكثر من مساهمتها في أن تطرح أعمالي في هذا الصيف مما جعلها تضفي روحًا خاصة في السوق الغنائي بالنسبة لي، ما يجعلني أعتبر أن صيف 2020 من أحلى المواسم الفنية التي عدت عليا بحياتي، أما على الصعيد الخاص فكنت متوتر بالتأكيد وأصبحت أكثر حرص من أشياء لم أكن أضعها في إعتباري مثلي مثل أي شخص بالعالم. - هل تقديم الأغاني المبهجة تتطلب أن يكون صانعها في ظروف ومود نفسي يسمح له بذلك، أم أن عزيز الشافعي يستطيع الفصل في عمله بين حالته الخاصة وإنتاجه؟ لا يوجد علاقة بين مودي وحالتي الخاصة وبين ما أقدمه من أعمال، بالعكس ممكن أقدم أغنية رومانسية في وقت أنا في قمة سعادتي به، لكن في العموم حتى وإن لم يكن الإنسان سعيد ففكرة أن يكون هناك راحة نفسية تنعكس على الشغل ويجعل هناك قدر أكبر من التركيز على العمل. - كيف تقييم حالة السعادة والفرحة السائدة بين جماهير الشعب العربي والمصري بأعمالك الأخيرة؟ الحمدلله خلال عامي 2019، 2020 لاقت أعمالي جميعها صدى واسع، وألتفت جمهوري لشغلي حتى على مستوى أغاني قدمتها من قبل حيث بدأوا يقدرونها وينظروا لها بشكل آخر، والحقيقة أنا أعتبر هذا خطوة كبيرة ومهمة بالنسبة لي، وأحمد الله على هذا التوفيق والكرم الكبير. - هل غيرت الكورونا في صناعة الموسيقى أم أن ذلك مسألة ستحسمها المرحلة المقبلة؟ الكورونا غيرت في الإقتصاد العالمي والصناعة بشكل عام ولكن ليس في المزيكا بشكل خاص، والحقيقة أن صناعة الموسيقى قبل هذه الجائحة كانت تمر بأصعب ظروفها ويمكن هذه الأزمة تصعبها أكثر لأن الأمر يرتبط بالسيولة المالية التي تدخل لتطوير أي صناعة، والإقتصاد العالمي كله في مرحلة صعبة بالتأكيد أنه سيمكث فترة حتى يتعافى منها. - أعمال غنائية تجمع أسماء كبار النجوم من مصر والوطن العربي في توقيت متقارب، هل ذلك يشعرك بسعادة أم يزعجك بحيث يكون هناك تركيز مع أغنية معينة لفنان معين عن غيرها؟ يشعرني بالسعادة والانزعاج معًا، لأن السوق عندما يفتح يستمع الجمهور إلى الأعمال وبالتالي الشىء الجيد يظهر، ويجعلنا نطرح منتج فني تقاوم الردة الفنية الحادثة في بعض ألوان المزيكا الموجودة، كما أنه يقلقني أكثر من كونه يزعجني لأَنِّي أظل أطرح على نفسي تساؤل "ماذا بعد؟" لأَنِّي أريد أن أقدم أعمال أفضل وبالتالي المنافسة تكون أكبر، وأكون مركز أكثر ومتخوف أكثر، والحقيقة أنني لدي دائمًا حالة الخوف تلك. - لاحظت أن أعمالك الحالية تحاول فيها المزج بين الشرقي المقسوم القديم مع إضفاء لمحة عصرية كما في أغنية "أوعى" ل جنات التي تمثل إطلالة مختلفة من قرن ماضي، وكذلك "سقفة كبيرة" ل أحمد بتشان، و"أماكن السهر" ل عمرو دياب والتي يغلب عليها أجواء التسعينات، فلماذا العودة للماضي؟ بالنسبة ل جنات، فأغنيتها ليس ماضي بالمعنى البحت لكنه نوع الموسيقى المصرية التي بدأت رحلتها على مدار عصورها منذ سيد درويش ومحمد عبد الوهاب مرورًا بالسنباطي وكمال الطويل و منير مراد وفريد الأطرش إلى عصرنا هذا، وبالتالي نحن نتأثر بكل ذلك، ونأخذ من كل هذا وذاك ونمزجه مع شخصياتنا الفنية ويطلع مرة في أغنية مثل "أوعى" فتشعري انها قديمة جدًا أو "أماكن السهر" فنشعر أنها من الستينات أو "سقفة كبيرة" فتمنحنا روح عدوية والغنا المصري الخالص، فهو ليس عودة للماضي ولكن هي روح موسقانا المصرية وتراثنا وفلكلورنا، وأنا متأثر بها جدًا بشكل شخصي. - هناك حرص دائم في أعمالك على الاحتفاظ بهوية الموسيقى العربية "المقسوم" تحديدًا مع تطويره دون إضافة أي تداخلات للموسيقى "المهجنة" كالإلكترونية مثلًا، إلى أي مدى تحرص على ذلك؟ أنا بحب المقسوم، وهو الفلكلور الخاص بنا وبتراثنا، والحقيقة أن 90 بالمئة من أغانينا المصرية تندرج تحت هذا التصنيف فهو إيقاع مصري خالص، وصحيح أنني أقدم أغاني "slow" أو روك روك أو هاوس أو ريجاتون لكن مشروعي أنا الشخصي قريب من المزيكا والفلكلور المصري المرتبط بالمقسوم. - كيف ترى التطوير الذي طرأ على الموسيقى العربية بالسنوات الأخيرة والذي جعل الكثير منها يخرج عن هويته؟ لا أرى تطوير في المزيكا بشكل عام لكن هناك تطور في التوزيع الموسيقي، والتوزيع هو موضة، والموضة بتروح وتيجي وبترجع وتتكرر مثل "الملابس" لكن الحقيقة جيلنا قوي فيما يتعلق بالكلمة فلدينا شعراء مميزين مثل أيمن بهجت قمر وتامر حسين وأمير طعيمة ونادر عبد الله ومحمد عاطف وبالنسبة للملحنين فهناك عمرو مصطفى ومحمد رحيم وإيهاب عبد الواحد ووليد سعد ومحمد يحيى وخالد عز وبلال سرور ونادر نور، وبالنسبة للموزعين فلدينا توما وتميم وأحمد عادل وحسن الشافعي وأسامه الهندي وطبعًا طارق مدكور، فلدينا جيل بالفعل مميز هو الذي يطور الكلمات واللحن في الفترة الأخيرة. - ألاحظ أنك تهتم بالكتابة في أعمالك للحب والعاطفة أكثر من فكرة التعبير عن الوجع والألم، فهل تقصد ذلك؟ على حسب، فأنا لا أختار شىء معين أو أركز على حاجة محددة فالفكرة أني أشتغل على مشروع أضع فيه رؤيتي الفنية. - ماذا يمثل تجديد الشراكة والتعاون بينك وبين عمرو دياب ، وإلى مدى تتفق مع رأي الجمهور أن أغنيتي "أماكن السهر" و"بلدنا الحلوة" أعادوا "الهضبة" إلى أغانيه القديمة التي كانت تتماشى مع روح وبهجة الصيف؟ لا يوجد قديم وجديد ولكن هناك طابع معين في تلك الأغاني أنها "شرقي جدًا" فلذلك خرج الكثيرون بهذا الرأي لكن عمرو دياب بالآساس صوت شرقي جدًا جدًا، ومطرب من أقوى الأصوات الموجودة بغض النظر عن نجوميته والموسيقى المتطورة التي يقدمها، فهو صوت "أويل" بمعنى أنه مطرب جامد وقوي ينفع يغني في الستينات مثلًا وينجح ويبقى نجم برضو لذلك هو يغني كل الألوان وينجح فيها سواء "هاوس أو ريجاتون أو موشحات أو مقسوم، وربنا يديم عليه فعلًا نعمة الصوت الحلو. - أرى أنك في تعاونك مع عمرو دياب تحاول تجديد دماؤه والعودة به إلى حالته الغنائية الخاصة التي كان عليها في التسعينات من القرن المنصرم بعيدًا عن الشكل الحداثي الموسيقي الذي طال أعماله بالسنوات الأخيرة والتي لربما طغت فيها المزيكا على صوته في بعض الأحيان، هل تقصد ذلك؟ هذا هو الطابع الخاص بي وبذوقي في المزيكا، وإختلاط هذه الحالة بصوت عمرو الشرقي يمكن أن يكون هو الذي قدم هذا الشكل في أغانينا معًا وجعلها تلقي أصداء ونجاحات كبيرة مع الجمهور. - من هذا المنطلق، ألاحظ أنك جددت دماء محمد نور في "جاني في ملعبي" وقدمته بشكل مختلف تمامًا، فما كواليس الأغنية؟ طبعًا هي تجديد من استايل محمد نور لأنها مختلفة عما قدمه من قبل، وعندما جاء لي طلب مني تقديم عمل مختلف عني ، وقال لي " عايز أدخل ملعب عزيزالشافعي" ، والحمدلله نجحنا معًا، والأغنية وصلت للكثيرون وحققت تفاعل كبير، وهو فنان يستحق النجاح سواء على مستوى تجربته الفنية الخاصة أو التي جمعته بفريق "واما". - كيف حدث التعاون بينك وبين الفنان المغربي سعد لمجرد في "عدى الكلام"، وكيف ترى نجاحه معك؟ التعاون حدث من خلال أمير طعيمة الذي أرسلها ل سعد لمجرد ، والذي أعتبره أحد أهم المطربين العالميين في الشرق الأوسط ، وكان من المهم أن أتعاون معه ونجاح الأغنية تخطى الحدود خصوصًا مع المغاربة والعرب بخلاف نجاحها داخل مصر، وهو ما أسعدني كثيرًا، وأعتقد أن "عدى الكلام" من المحطات الفارقة معي لأن سعد لديه كاريزما عالية وإمكانيات صوتية رهيبة. - أيهما أقرب لحالة عزيز الشافعي الإبداعية التلحين أم التأليف؟ التلحين أقرب لي بشكل أكبر. - لديك تجارب غنائية سواء منفردة أو دويتوهات أو حتى على صعيد الغناء الديني، كيف تقييم تجربتك كمطرب؟ أقيمها بكونها تجربة عادية وليست رائعة، فأنا أغني الحاجات اللي على ذوقي مثل جد الحسن أو المواسم التي قدمتها مع عمر طاهر بالإذاعة مثل "المداحين، شفت ربنا" وغيرها وهي أحد التجارب الهامة في حياتي والتي أعتز بها خصوصًا أنها مع أديب مثل عمر طاهر الذي أقدره كثيرًا كما قدمت أغنية "بحبك يابلادي" لأَنِّي كنت عايز أغنيها وغنيت للزمالك لنفس السبب أيضًا وغيرها، فهي تجارب شخصية أحب فقط أن أقدمها بصوتي، ولهذا أنا لا أصنف نفسي مطرب مثل باقي المطربين. - عام ملىء بالنجاحات والتميز والعمل مع الكبار.. ماهو الحلم الفني الذي يتمنى عزيز الشافعي تحقيقه بالمستقبل؟ حلمي أن 2020 تتكرر بأقصى عدد من السنوات أقدر أوصله وهو توفيق من عند ربنا بالأساس بجانب الإجتهاد والسعي والتركيز، والحقيقة نفسي أشتغل مع منير وأصالة وشيرين وكل الناس اللي بتغني حلو في الوطن العربي. - من خلال كل هذه النجاحات، ما هو العمل الذي أجهدك وقمت بتعديله أكثر من مرة ويعتبر الأقرب لك؟ "يا بلدنا ياحلوة" ومع ذلك أحبه جدًا جدًا لأَنِّي عملت اللحن أكثر من خمس ست مرات وغيرت به كثيرًا إلى أن وصلت لتيمة الأغنية وأعتبرها من أجمل أغاني التي قدمتها في حياتي. - إلى مدى يسعدك ويحققلك لقب "صانع البهجة"؟ يسعدني ويقلقني، ويعجبني أيضًا لقب "القشاش" لكنهم يقلقوني أكثر لأنها مسئولية أتمنى أن أكون في قدرها. -لماذا أصبحت أكثر تفاعل عبر وسائل التواصل الإجتماعي بالغناء في الفترة الأخيرة؟ أعتبر أن هذه نوع من الدعايا للأغاني، ولأني شعرت أن الجمهور يحب أن يستمع للألحان أيضًا بطريقتي على العود كما أن السوشيل ميديا لهم آثر كبير لذلك لابد أن نكون متواصلين ونوصل شغلنا من خلالها ولذلك أصبحت حريص على التفاعل بها كثيرًا. عزيز الشافعي و عمرو دياب عزيز الشافعي