فى أول حوار يجريه هشام قنديل، رئيس الوزراء، والذي أذيع على شاشة التليفزيون المصري مساء اليوم الأربعاء، بدأ قنديل حديثه قائلا: "حرصت على أن يكون أول لقاء تليفزيونى لى من خلال التليفزيون المصرى وكذلك أول حوار إذاعى من خلال إذاعة راديو مصر". وتابع قائلا: "لم أتوقع اختيارى رئيسًا للوزراء حيث فوجئت بالرئيس محمد مرسى يقول لى إنه قرر أن يكلفنى بتشكيل الوزارة فأصبت بالدهشة وطلبت مهلة للتفكير واستشرت أسرتى فى الأمر وتوكلت على الله". وأضاف أن الدكتور مرسى شخصية عقلانية جداً ومن خلال تعامله معه كان يراه دائماً يضع معايير للاختيار وهناك برنامج للرئيس المنتخب وهو يملك المعايير التي تمكنه من تنفيذ برنامجه. وتابع: من بين هذه الأهداف رفع المعاناة بصورة سريعة من خلال 100 يوم والقدرة على إحداث نقلة سريعة فى الصحة والتعليم، وكل هذه الأمور تتطلب خبرة فى مجالات الصحة والتموين والتعليم والاقتصاد والإعلام وغيرها وقد رأى الرئيس أننى أتمتع بالقدرة على القيادة لتحقيق طموح الشعب المصرى فى الفترة المقبلة". وعن اتهامه باختياره لرئاسة مجلس الوزراء بسبب انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين قال: "هذا ليس اتهامًا ولكننى أعطى الإجابة فى كل مرة والحقيقة هى أننى لا انتمى لجماعة الإخوان المسلمين أو أى حزب سياسى والانتماء ليس اتهامًا أو عيبًا. وعن اختيار الوزراء فى حكومته قال: رأينا أنها ليست حكومة ائتلافية فلم يكن الاختيار على أساس الائتلافات، وكان الاختيار بالتعرف على السيرة الذاتية وقراءتها جيدًا لكل وزير والتعرف على رؤيته لتطوير الوزارة التى سيكون مسئولًا عنها وما مدى علمه ببرنامج الرئيس المنوط بتنفيذه وأنا سعيد بالاختيارات وأشعر أن الناس ستشعر بالفرق على الأرض. وعن اختيار الوزراء بطريقة من التفاهم مع أطراف أخرى قال رئيس الوزراء: "لم يكن هناك تفاهمات مع أحد عند تشكيل الحكومة أو تدخلات من أحد، وكان التنسيق فقط مع الرئيس محمد مرسى". وتابع قنديل إن يوم 12 أغسطس كان نهاية الفترة الضبابية فى المشهد السياسى والتى توجت بانتخاب رئيس الحكومة وتعيين حكومة مسئولة، وهو ما ساهم فى الاستقرار وإعطاء الثقة للحكومة. وعن نزوله الشارع قال رئيس الوزراء: أنزل الشارع كثيرًا فى جولات مفاجئة، ولكننى لا أترك عملى من أجل الجولات، ولكننا نعمل عدد ساعات طويلة، وأقوم بتلك الجولات أثناء الذهاب للعمل أو أثناء العودة أيام الجمعة صباحًا حتى لا أؤثر على عملى، وقد أشرع فى القيام بزيارة مكان وعندما أعلم أن الغرض تحقق من الزيارة أقوم بإلغائها وهو ما حدث بالفعل عندما نويت النزول لأحد الأحياء من أجل النظافة وقبل نزولى وزيارتى تم تنظيفه فألغيت الزيارة. وواصل: "الصورة ليست وردية بالمرة فى مصر، والتحديات كبيرة، ولكن الزيارات تعطينا فرصة للاتصال أكثر بالشارع لاتخاذ قرار يفيد المواطنين، وكانت هناك شكاوى من أن المسئولين يعيشون فى برج عاجى بعيدا عن المواطن، ويكون هذا الاتصال بالناس فى الشارع فى أوقات بعيدة عن أوقات العمل، فى منتصف الليل مثلا أو فجرا". وأضاف: حجم المشكلات والتحديات ليس به لبس، فهى تحديات اقتصادية واجتماعية فى الأمن والتموين والنظافة، وكل ما يهمنا هو وقف التدهور وأن نبدأ بالصعود ويجب أن نعمل ونجتهد لأن هذا طريق الثورة والتى قامت من أجل عيش، حرية، كرامة اجتماعية". وقال لذلك صممت على ترجمة اللقاء من أجل الاهتمام بالمعاقين فلهم حق علينا. وقال قنديل: الأمن أولوية أولى، وأحيى رجال الشرطة على المجهود الذى يقومون به، ولا أدع فرصة للتعرف على مشكلاتهم والنقاش معهم. واستطرد قائلًا "من التحديات التى نواجهها فى الأمن التوسع فى إنشاء بعض السجون الجديدة حتى يكون بالفعل تهذيب وإصلاح، ونطالب بحسن المعاملة لتحقيق العدالة الناجزة". وقال رئيس الوزراء هشام قنديل، إن الحديث عن الأمن وتحسينه يعني الحديث عن الطرق والمشروعات والمرور والكهرباء وشرطة المسطحات المائية والإجرام والنشاط الأمني والأمن المركزي وعودة النشاط الرياضي، منوهًا بضرورة وضع كل الأمور المتصلة بالأمن في الاعتبار. وأوضح أن الاجتهاد والعمل هو الطريق لتحقيق أهداف الثورة "ثورة 25 يناير"، "عيش حرية عدالة اجتماعية" من خلال الزراعة وغيرها، مشددًا على أن الحرية ليست معناها الاعتداء على حريات الآخرين، وأن الحرية هي حرية القول الحق الذي لا يكون فيه كذب ولا يثير الضغائن، وأن الحرية ليست الحصول على أجر دون عمل، أو قطع الطريق، لأن تلك الأمور جريمة يعاقب عليها القانون. ولفت إلى أن العدالة الاجتماعية تتطلب النظر إلى الفقراء والفئات المهمشة والمعاقين، لاسيما وأن نسبة المعاقين نحو من 10 إلى 15 % وإن كان الإحصاء الخاص بها غير دقيق. وقال قنديل إن الانتماء للتيار الإسلامي أو لأي حزب سياسي ليس جريمة، والتدين ليس عيبًا، منوها في الوقت ذاته بأنه لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو أي حزب سياسي، ولم يكن من الممكن تشكيل حكومة ائتلافية في الوقت الراهن، وليست وزارة حزبية، ورأي الرئيس مرسي أن تكون الحكومة ائتلافية حتى يمكن تحقيق برنامجه والدفع للأمام.