قالت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني، التي استقالت من المجلس الوطني السوري، أمس الثلاثاء، إن المجلس الذي يضم تجمعات للمعارضة أصبح "منكبا أكثر مما ينبغي على المصالح الشخصية وينبغي تشكيل سلطة سياسية جديدة بدلا منه". وأضافت قضماني ل"رويترز" اليوم الأربعاء، إن المجلس لا يعمل ما فيه الكفاية لمساندة الانتفاضة التي اندلعت قبل 17 شهرا ضد حكم الرئيس بشار الأسد وتتخذ طابعا عسكريا على نحو متزايد. وقالت: "بينما الدور السياسي للمجلس الوطني السوري مهم فإن مصداقية وشرعية تحالف المعارضة يتعلق بفاعليته". وأضافت في مقابلة هاتفية من باريس: "كان شعوري هو أن المجلس الوطني السوري لم يكن قادرًا على مواجهة التحديات المتزايدة على الأرض ولم يكن قادرًا على الأداء بالشكل الذي كنت أرغب فيه". وكانت قضماني وهي من النساء القليلات في المجلس ترأس مكتب الشئون الخارجية به، ومع وصول القتال للعاصمة دمشق والمركز التجاري حلب تحرص دول غربية بدرجة متزايدة على ان تتفق فصائل المعارضة المتشرذمة على خطة يعتد بها لان تخلف حكومة انتقالية الاسد. وتم تشكيل المجلس الوطني السوري في اسطنبول العام الماضي كمنظمة جامعة توجه الانتقال الديمقراطي إذا سقط الأسد لكنه اتهم من جانب البعض بأنه يخضع لهيمنة الإسلاميين. وقالت قضماني، "الجماعات داخل المجلس لم تتصرف جميعا ككيان واحد في دعم مشروع وطني واحد. بعضها اهتم بشكل أكثر من اللازم بجداول أعمال حزبية واهتم البعض أحيانا بجداول أعمال شخصية. أدى هذا إلى ضعف شديد في التواصل عن قرب مع الجماعات على الأرض وتقديم الدعم اللازم بكل أشكاله". وقالت عضوة سابقة اخرى في المجلس الوطني السوري هي رندا قسيس في الثالث والعشرين من اغسطس اب انها فصلت من المجلس بعد ان عبرت عن مخاوفها من هيمنة الاسلاميين. وقالت قضماني "انضممت الى المجلس لدعم ثورة وليس لممارسة السياسة الحزبية، والمجلس أدى الغرض منه لكن يتعين تشكيل هيئة سياسية جديدة تضم الجيش السوري الحر.. انني لا اتحدث عن تسليح أو تمويل وانما التنسيق بمعنى ان السلطات السياسية والعسكرية على الارض تحتاج إلى التنسيق." وأضافت "أعتقد ان الجيش السوري الحر مستعد لان يصبح تحت سيطرة السلطة السياسية ورأيي هو اننا لم نفعل ما يكفي لكي نجعل هذا يحدث." وقالت قضماني انها ستعمل الان مع الشعب على الارض ومع المؤسسات والمشروعات التي تقدم اسهاما مباشرًا على نحو أكبر للوضع الراهن ومستقبل سوريا، وستركز جهودها ايضا على وصول المساعدات الانسانية الى البلاد وبناء الثقة بين القنوات المحلية والدول خارج سوريا التي كانت متشككة في الغالب في الجماعات المحلية.