ما إن يولد الإنسان ويشب عن الطوق ويستوي عوده، حتى يجد نفسه في صراع دائم مع الحياة ، وما تتطلبه من ماديات ومعناويات، وهذا حلال وهذا حرام ، وهذا صواب وهذا خطأ، ويجد نفسه محاصرًا بين نفسه الأمارة بالسوء من ناحية، و إبليس - لعنة الله عليه - من ناحية أخرى!! ولكن من كرم الله على الإنسان ورحمته به يجعله يتوقف - ولو للحظات - مع نفسه ويسألها: هل أنتِ من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة ؟ يا له من سؤال محير!! إجابته تحتاج إلى تفكير عميق، ولكن فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رضي الله عنه وأرضاه - توصل إلى طريقة سهلة تساعدنا على الوصول إلى إجابة سريعة لهذا السؤال المحير، فضرب لنا فضيلته مثالًا عبقريًا - كعادته - يوضح لنا من خلاله إجابة هذا السؤال الصعب فقال فضلته: "إذا دخل عليك من يعطيك شيئًا، ودخل عليك من يأخذ منك شيئًا، فإن فرحت بمن أعطاك أكثر من فرحك بمن أخذ منك فأنت من أهل الدنيا !! وإن فرحت بمن أخذ منك أكثر ممن أعطاك فأنت من أهل الآخرة !!". هل أنت من أهل الدنيا أم الآخرة؟ والشيخ الشعراوي يجيب