كان أنيس منصور رحمة الله عليه يتباهى دائما ويفخر انه من أبناء مدينة المنصورة وكان يشاركه فى هذا الانتماء المستشار طلعت حماد الوزير الأسبق ود. فاروق العقدة محافظ البنك المركزى السابق وهما أيضا من أبناء المنصورة، وكان أنيس كلما اجتمع هذا الحشد يقنعنى انه منحنى جنسية المنصورة وكنت أقول إننى من أبناء محافظة البحيرة وأعتز بذلك وكان يقول إن المنصورة بلد آم كلثوم ورياض السنباطى وإبراهيم ناجى وكنت اقول إن البحيرة بلد توفيق الحكيم وكانت حلم المتنبى أن يكون محافظاً لها ولكن كافور بخل عليه بها .. كثيراً ما تعرضت لمقالب أنيس منصور كنت أشاركه فى إعداد مجلة أكتوبر عندما كلفه الرئيس أنور السادات بذلك وذات يوم كنا نتحدث معا وقال سوف أتناول الغداء معك غداً فى الأهرام وكان يومها رئيساً لدار المعارف ورحبت به وقلت أن الغداء سيكون فى الكافتيريا بالأهرام بالدور الثانى عشر .. وأعددت كل شيء على أساس أن الغداء سيكون لثلاثة أشخاص أنيس منصور ود. فؤاد إبراهيم وأنا وجاء من يخبرنى أن الأستاذ أنيس منصور قد وصل إلى الكافتيريا ومعه 27 شخصاً وأن الكافتيريا لا تكفى لأن فيها ضيوفاً آخرين .. وحين صافحت أنيس منصور ود. فؤاد إبراهيم قال لى لقد أحضرت معى جميع العاملين فى مجلة أكتوبر من المحررين والإداريين والسائقين ولم أترك أحداً وفى هذا اليوم اعتقد أن فريق ضيوف أنيس منصور شربوا كل ما فى الكافتيريا من المشروبات.. سألنى أنيس منصور وأنا أصافحه بعد انتهاء المقلب هل معك ما يكفى لكى تدفع حساب الغداء .. قلت ربما احتاج قرضاً حسناً .. كانت جلسات أنيس منصور من أجمل الأوقات متعة وكانت حكاياته لا تنتهى وكان قادراً على صياغة النكتة ببراعة شديدة هذا جيل من أجيال مصر العظيمة التى جمعت الثقافة والحضور والبريق ومازلنا حتى الآن نفتقد حضورهم وظل أنيس يطاردنى بحلم الجنسية الوهمية وأنا أعتذر لسبب واحد انه يكفى المنصورة أنها أنجبت أم كلثوم و أنيس منصور .. نقلا عن صحيفة الأهرام