إن تعط مما تملك فإنك تعطى القليل أما إن تهب من نفسك فهذا عين العطاء.. بهذا المبدأ تفكر الطفلة الجميلة "جنى مصطفى زمزم" التى لم تتجاوز الخمسة عشر عاما ولكنها قررت أن تهب حياتها ووقتها لعمل الخير واستغلت موهبتها فى الرسم لتكون سبيلها لذلك ولكنها لم يخطر ببالها أن رسوماتها البسيطة الهادئة ستمهد لها الطريق الذى كانت تبحث عنه وذلك عندما عرض والدها لوحاتها بالصدفة على صفحته عالفيس بوك فقام رجل أعمال بشرائها بمبلغ خمسة عشر ألف جنيه وبالرغم من أنه طبيعى لطفلها فى عمرها أن تفرح بأول مبلغ تحصل عليه من مجهودها ورسوماتها وتحاول أن تسعد به نفسها قررت أن تتبرع بالبلغ كله لصالح أطفال مستشفى 57357 .. عن السبب الذى دفعها لذلك ولماذا اختارت 57357 تحديدا كان لنا مع الجميلة الصغيرة هذا الحوار. دعينا نتحدث أولا عن موهبتك فى الرسم ومتى بدأت ؟ أنا بدأت أرسم منذ أن كان عمرى أربع سنوات تقريبا ولأنى كنت صغيرة جدا فلم أكن أدرك طبيعة ما أرسمه ولكن كل ما أتذكره أننى كنت أبقى أمام الورق والألوان بالساعات وكنت لا أشعر بالسعادة فى اللعب والجرى مثل باقى الأطفال وإنما ما كان يسعدنى حقا هو الرسم وكنت كلما كبرت سنة يزداد حبى للانغماس فى عالم الألوان والرسم لدرجة أنى لم أكن أطلب شيئا من والدى ووالدتى سوى كراسات الرسم والأقلام والألوان والحقيقة أن والدتى لها دور كبير فيما وصلت إليه لأنها كانت تشجعنى على تنمية موهبتى وطلبت من والدى إلحاقى بمعهد خاص بتعليم الرسم . وكيف جاءتك فكرة عرض رسوماتك للبيع؟ الموضوع جاء بالصدفة عندما قام والدى بنشر بعض لوحاتى على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك فأبدى أحد أصدقائه وهو رجل أعمال إعجابه بها وطلب منه شراء هذه اللوحات وعرض عليه مبلغ 15000 جنيه. لوحات "جنة زمزم" هل كنت تتخيلين أن تباع لوحاتك بهذا المبلغ؟ إطلاقا ولا عمرى كنت أتخيل أن لوحاتى ستباع من الأساس وأننى يمكن أن أتبرع بعائدها . طبيعى أن طفلة أو شابة صغيرة فى عمرك تفرح بهذا المبلغ .. فلماذا قررت التبرع به؟ لأنى أجد سعادتى فى العطاء وليس الأخذ فأنا طوال حياتى ومنذ أن كنت طفلة صغيرة وأنا أذهب مع والدتى الى دور رعاية الأطفال وكنت أتأثر جدا بما أراه هناك خاصة السعادة التى كانت تولد فى عيون الأطفال عندما يشعرون بالحنان والمحبة وبالرغم من أنى كنت صغيرة جدا إلا أننى كنت أتمنى أن أقدم لهم أشياء أكبر بكثير من الهدايا وأظن أنه لايوجد هدية أكبر ولا أعظم من الحب فهو الوحيد القادر على أن يشعر هؤلاء الأطفال بحقهم فى الحياة وأنهم لاينقصهم شيئا ليندمجوا فى المجتمع مثل أى شخص طبيعى كما أننى كنت أرى أعمال الخير التى يساعم فيها والدى وكنت أتمنى أن أصبح مثله . جنة زمزم ولماذا قررت التبرع بالمبلغ باكامل لصالح أطفال مستشفى 57357؟ أنا عمرى ما ذهبت الى مستشفى 57357 ولكنى مثل كل الناس كنت أشاهد إعلاناتها فى التليفزيون وكنت أتمنى زيارتها ومساعدة الأطفال هناك لذا أول ما أتيحت لى الفرصة التى كنت أحلم بها لم أتردد لحظة واحدة فى التبرع بالمبلغ بالكامل لصالح مستشفى 57357 وقررت أن أى فلوس سأحققها فى حياتى سأتبرع بجزء منها لهذا الصرح العظيم لربما كانت سبب بسيط فى شفاء طفل من أطفال 57357. وماذا عن شعورك عندما ذهبت إلى هناك لأول مرة؟ لم أصدق نفسى ولم أشعر أننى فى مستشفى من أساسه ولكنى شعرت أننى فى مكان مختلف بعيد عن كوكب الأرض فكم الاهتمام والرعاية الطبية والإنسانية التى يلقاها الأطفال داخل هذا المستشفى العظيم كفيل بأن يدفعنا جميعا أن نقف بجانبه وأنا من خلال جريدة الأهرام أطالب جميع الأطفال والشباب بأن يذهبوا الى هناك لأنهم سيشعروا بالعزة والفخر أن بلدنا مصر بها مثل هذا الصرح الطبى الكبير وأنهم لابد أن يكونوا جزءا من هذا الصرح. لو أتيحت لك فرصة أخرى ببيع لوحاتك.. ماذا ستفعلين بعائدها؟ سأتبرع به أيضًا لصالح مستشفى 57357 لأنها تستحق كل الدعم وجمعيات رعاية الأطفال.