بدء تلقي طلبات التصالح على مخالفات البناء بالوادي الجديد    المركزي للمحاسبات يكشف الحكومة أمام النواب.. صرف مبالغ في غير الأغراض المخصصة.. استمرار تزايد الديون.. تكدس المخازن بالمعدات الكهنة.. و16 هيئة اقتصادية تتكبد 14.4 مليار جنيه خسائر    مسؤول إسرائيلى: سفر وفد إلى مصر لتقييم تنازل حماس عن مواقفها    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا    حلم الثراء ينتهي خلف القضبان، ضبط تشكيل عصابي للتنقيب عن الآثار بالخليفة    الصحة تحذر من الأبخرة المتصاعدة من السيارات: تزيد نوبات الربو    أسعار البيض اليوم 7 مايو    تباين أداء مؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات اليوم    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية إلى 25 ألف جنيه للمشتري اعتبارًا من أغسطس المقبل    وزير الإسكان: تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الغلق الآمن لمقلب السلام العمومي    بعد قليل.. النواب يناقش الحساب الختامي لموازنة 2022 - 2023    برلماني يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لمنع كارثة إنسانية جديدة في رفح    رئيس النواب يحيل اتفاقيتين دوليتين إلى لجنة الشؤون الدستورية    كريم شحاتة: كثرة النجوم في البنك الأهلي قد تكون سبب سوء النتائج    تين هاج: الهزيمة الكبيرة أمام بالاس مستحقة.. ولا أفكر في مستقبلي    انطلاق امتحانات نهاية العام لطلاب صفوف النقل ..غدا    الأرصاد الجوية: طقس اليوم مائل للحرارة نهارًا ومعتدل ليلًا    عاجل:- التعليم تعلن موعد تسليم أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024    قبل امتحانات الترم الثاني.. غرق مدرسة منشاة بغدادي بمياه الصرف الصحي بالفيوم "صور"    بالصور- ضبط 4 أطنان أسماك مدخنة ومجمدة مجهولة المصدر بالشرقية    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    ضبط المتهم بالاستيلاء على أرصدة البنوك بانتحال صفة خدمة العملاء    صحة الإسماعيلية توصي بغلق 5 منشآت طبية خاصة بسبب المخالفات (صور)    انضمام مدحت العدل وعلا الشافعي، المهرجان القومي للمسرح يعلن أعضاء لجنته العليا بدورته ال17    15 صورة ترصد أسوأ إطلالات المشاهير على السجادة الحمراء في حفل Met Gala 2024    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه.. وسبب لجوئه لطبيب نفسي    أبرز تصريحات عصام كاريكا مع عمرو الليثي.. "أنا في الأصل ملحن"    تعليم القاهرة: تحري الدقة والشفافية والالتزام بالمواصفات بامتحانات نهاية العام    7 عادات غذائية خاطئة تسبب نحافة الأطفال    إعلام أمريكي: إدارة بايدن أجلت مبيعات الآلاف من الأسلحة الدقيقة إلى إسرائيل    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدًا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية التجارة    بمشاركة 55 ألف طالب.. ماذا قدمت التعليم العالي خلال مبادرة حياة كريمة خلال عام؟    خارجية الاحتلال: اجتياح رفح يعزز أهداف الحرب الرئيسية    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    الرئيس الصيني يزور سلسلة جبال البرانس الفرنسية وصربيا    «الصحة» تحذر من أضرار تناول الفسيخ والرنجة.. ورسالة مهمة حال الشعور بأي أعراض    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    اليوم.. تنصيب بوتين رئيساً لروسيا للمرة الخامسة    لقاح سحري يقاوم 8 فيروسات تاجية خطيرة.. وإجراء التجارب السريرية بحلول 2025    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    ياسمين عبدالعزيز عن محنتها الصحية: «كنت نفسي أبقى حامل»    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفهوم الجهاد والقوات المسلحة المصرية

هناك سباق محموم فى ظل إيقاع سريع لسلسلة من الأحداث والتحديات المحلية والإقليمية والدولية بين سعى الدولة المصرية وفى القلب منها القوات المسلحة الباسلة لإقرار الأمن والعمران والاستقرار وتغليب السلام والخيارات الدبلوماسية و الشرعية الدولية ، وبين أفكار وجماعات ودول تتبنى سياسية تفعيل «العنف والحروب» كأسلوب لفرض أغراضها بأسلوب الهيمنة والتبعية مع استنزاف موارد البلاد ومكتسباتها البشرية والطبيعية.
إنها فى الحقيقة معركة فاصلة بين الحق والباطل على كافة المستويات ومختلف الميادين الفكرية والعملية؛ وفى سبيل ذلك استخدم أهل الشر عبر عدة عقود سابقة أدوات متنوعة كانت على رأس أولوياتها تقديم ودعم الخطاب الدينى المتشدد والمتطرف المتلاعب بالمفاهيم اختلالا واختزالا واحتلالا، نظرًا لما تمثله قضية المفاهيم من أهمية كبيرة فى الوعى والعلم واستقرار حياة الأمم.
نعم، إن مفهوم «الجهاد» كان هو الأبرز من هذه المفاهيم والأكثر حضورًا وطرحًا وتناولًا بطريقة ماكرة جعلته منحصرًا فى أنشطة هذه الجماعات وتلك الممارسات الإجرامية ومبررا شرعيًا لأفعالهم الشنيعة، ولم يدرِ هؤلاء أنهم بذلك يرسخون: «أن الإسلام قد انتشر بالسيف»، وأنه «دين يدعو إلى الحرب وإلى العنف»، وهى مقولات زائفة صنعت صورة مشبوهة لطالما سعى فى ترسيخها أعداء الإسلام. إن الجهاد مفهوم نبيل ورد فى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية بمعان ثلاثة: جهاد العدو الظاهر بشروط ومحددات، وجهاد الشيطان، وجهاد النفس، حيث قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[البقرة: 190]، وقال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)[الحج: 78]، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِى طَاعَةِ اللهِ» كما فى الحديث الصحيح الذى أخرجه الترمذى والحاكم.
كما تشمل هذه المعانى لمفهوم «الجهاد» حماية الحدود وتأمين الاتجاهات الاستراتيجية للدولة برًّا وجوًّا وبحرًا سواء فى حالة السِلم والأمن أو فى حالة الحرب، بل إن الشرع الشريف قد أرشد إلى أن إعداد القوة اللازمة لردع وإشاعة الرعب والخوف فى نفس من يريد الهجوم على الأوطان أهم من ممارسة القتال نفسه؛ لأنه عمل وقائى وخطوة للسلام وتحقيق الأمن والاستقرار، وفى ذلك يقول الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ)[الأنفال: 60].
والفقهاء متفقون فى الجملة على أن الجهاد بمعناه المنضبط لا يجوز أن يقع إلا تحت راية ولى الأمر وما يمثله من الجهات المعنية بواقع الأمور حربيًّا وسياسيًّا وواقعيًّا مع تقدير الحاجة من عدمها، ولا يترك للأفهام الخاطئة والرؤى الفردية الخاصة.
وهى حقائق ناصعة تهدم وبشكل مباشر ما تروجه جماعات الإرهاب والعنف من تشويه ل مفهوم الجهاد تارة، ولمز للدولة الوطنية بأن «الجهاد فريضة معطلة» تارة أخرى، والحق الواضح أن الجهاد فى العصر الحاضر أمر منظَّم بشكل محدد المعالم يُؤمَن فيه على القوات والأفراد المشاركة من الوقوع فريسة لأحد يستغل عواطفهم وحماسهم؛ لخدمة أهداف معادية تحت هذا المصطلح النبيل فى مفهومه وإجراءاته وأهدافه.
وهذا ما تحقق واقعًا من استغلال أهل الشر من الجماعات الإرهابية والمتطرفة للوقوف ضد إرادة الشعب المصرى من خلال إعلانها ممارسة العنف وبصورة علنية ضد الدولة المصرية خاصة القوات المسلحة والشرطة بعد ثورة 30 يونيو 2013م النقية، بل صاحب ذلك فى السنوات الأخيرة توسيع التحرك من أجل إعادة تشكيل وصياغة مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتحقيق أهداف وأغراض خبيثة من خلال فرض الهيمنة وسياسة الأمر الواقع.
وهيهات هيهات لهم أن ينالوا ذلك؛ لأنه مهما تكن الأخطار كبيرة ومختلفة فى طبيعتها فإن الدولة المصرية والقوات المسلحة الباسلة جاهزة وقادرة على حفظ أمن مصر القومى محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، ومواجهة مختلف التحديات على كل الاتجاهات الاستراتيجية وردعها ومكافحتها بأساليب ابتكارية متكاملة وبصورة شريفة تمتثل فيها بحقيقة مفهوم «الجهاد» الناصعة ومعانيه النبيلة وأحكامه الشرعيَّة والوطنية، لا الجهاد الزائف الذى تدعيه جماعات الإرهاب ومن يساعدهم.
نقلا عن صحيفة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.