لم يشهد العالم قبل الآن مثيلا لتداعيات أزمة مثل كورونا " والتي أثرت بصورة سلبية خطيرة على جميع" القطاعات حيث فرضت الحكومات تدابير وقيودا صارمة لتخفيف انتشار الفيروس وخاصة في قطاعى الطيران السياحة مما ساهم في تعرض العديد من الشركات للانهيار وارتفاع معدلات البطالة وفقا لأحدث تقرير مشترك صادر عن الاتحاد العربي للنقل الجوى " الأكو "والمنظمة العربية للسياحة عن تداعيات أزمة كورونا على قطاع الطيران و السياحة والذي يتضمن أيضاً توصيات للحكومات حول كيفية إعادة تحفيز النقل الجوي و السياحة . أشار التقرير إلى أنه بالرغم من الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها الحكومات لدعم الاقتصاد إلا أنه من المتوقع أن يسجل الناتج الإجمالي العالمي انكماشا بنسبة 30% بسبب كوفيد 19، وأن يتجاوز التراجع في حركة التجارة ما تسببت فيه الأزمة المالية العالمية وفق توقعات منظمة التجارة العالمية، ولكن أوضح أوضح التقرير أن التقديرات بشأن فترة التعافي غير مؤكدة حيث تعتمد النتائج على مدة تفشي الفيروس وفعالية التدابير المتخذه للتخفيف من أثره وعن تداعيات كورونا على قطاع الطيران العالمي والعربي، فمن المتوقع أن تصل خسائر إيرادات شركات الطيران العالمية إلى 314 مليار دولار وفقد 25 مليون وظيفة فى قطاع الطيران ، كما ستنخفض أعداد المسافرين بنسبة لن تقل عن 40% وإيرادات المطارات بنسبة 45% وفق تقديرات المجلس الدولي للمطارات. وستصل خسائر إيرادات المطارات إلى حوالي 96 مليار دولار، وبالنسبة للعالم العربي فمن المتوقع انخفاض أعداد المسافرين من وإلى وداخل العالم العربي بنسبة 40% حتى الآن، ولكن إذا طال أمد الأزمة فمن المتوقع مزيد من الانخفاض في أعداد المسافرين عالميا وعربيا، كما ستنخفض مساهمة قطاع الطيران في الناتج الإجمالي العربي بنحو 65 مليار دولار. وفيما يتعلق بتأثيرات كوفيد19 على تشغيل الأساطيل الجوية لشركات الطيران العالمية، فقد بلغ إجمالي عدد الطائرات التى توقفت عن التشغيل 19.321 طائرة وهو ما يمثل نسبة 57% من إجمالى عدد طائرات الأسطول العالمى المتاح للتشغيل ومع انخفاض الطلب على السفر يسعى قطاع الطيران لاستخدام الطائرات الصغيرة الحجم ، بينما بلغ إجمالي عدد الطائرات التابعة لشركات الطيران العربية الأعضاء ب الاتحاد العربي للنقل الجوي الرابضة على الأرض دون تشغيل بسبب كورونا 1.145 طائرة وهو مايمثل نسبة77.5 من إجمالى الأسطول المتاح للتشغيل أما بالنسبة لقطاع السياحة والسفر، أوضح التقرير أنه وفقا لتقديرات مجلس السياحة والسفر العالمي فإن العالم سيواجه فقد 100مليون وظيفة فى قطاع السفر و السياحة ومن المتوقع فقد 75 مليون وظيفة فى دول العشرين وحدها ومن المتوقع أن تتراجع مساهمة السفر و السياحة في الناتج العالمي ب 2.7 تريليون دولار أما عدد السياح الدوليين فمن المتوقع أن ينخفض ما بين 290 مليون سائح إلى 440 مليون سائح، بينما ستنخفض إيرادات السياحة ما بين 300 مليار دولار إلى 450 مليار دولار وفيما يتعلق بتداعيات كورونا على حركة السياحة والسفر عربيا، فإن مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج الإجمالي للعالم العربي ستتراجع بنحو 126 مليار دولار فى عام 2020 مما يعرض نحو 4 ملايين وظيفة للخطر كما سينخفض الاستثمار في قطاع السياحة والسفر العربي بنحو 25 مليار دولار، ومن المتوقع أيضا أن تنخفض إيرادات السياحة الدولية القادمة للمنطقة العربية مابين 50 إلى 60 مليار دولار. وعن تأثير الجائحة على الإقتصاد العربي فقد تأثرت الدول في العالم العربي بعاملين أديا إلى ضعف توقعات النمو العامل الأول هو سرعة تفشي الفيروس والثاني هبوط أسعار النفط والتي أثرت سلبا على عائدات أكبر الاقتصادات في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك ساهمت إجراءات إغلاق الحدود بسبب كورونا التي فرضتها عدة دول إلى خسارة الملايين من الوظائف خاصة في قطاع السياحة والسفر الذي يوظف نسبة كبيرة من القوى العاملة في العالم العربي. وعلى الرغم من تدابير الدعم التي اتخذتها الحكومات لتخفيف أثر الأزمة، فمن المتوقع وفقا للتقرير أن ينكمش الناتج الإجمالي في العالم العربي بنسبة. 2.7.% فى عام 2020 وعن التوقعات بشأن فترة التعافي، أضاف التقرير أنه بعد أزمتي 11 سبتمر وتفشي مرض سارس استغرقت عودة حركة المسافرين عامين لتعود إلى المستويات التي كانت عليها قبل الأزمتين أما بالنسبة لتأثيرات أزمة كورونا الكارثية والتي أدت إلى الركود الاقتصادي وفقدان ثقة المستهلك والحمائية فسوف تتزايد بسبب التحديات الموجودة مسبقا مثل النزاعات التجارية والجيوسياسية.ومن المتوقع ان يستغرق تعافي النقل الجوي ليعود إلى ما كان عليه قبل فيروس كورنا فترة طويلة قد تصل الى نحو 6 سنوات بينما من المتوقع أن تبدأ بعض الدول ذات أسواق السفر المحلية الكبيرة فى التعافى بشكل أسرع من تلك التي تعتمد على الأسواق الدولية. ولإستعادة نشاط النقل الجوي، قدم التقرير عدة اقتراحات منها ضرورة وضع معايير عالمية لإعادة إطلاق قطاع السياحة والسفر تضمن استعادة ثقة المسافرين والحرص على سلامتهم وسلامة العاملين وإنشاء فريق عمل على مستوى قطاع الطيران العالمي يضم "الصحة العالمية" والاتحاد الدولى للنقل الجوى ومنظمة الطيران المدني الدولي وحكومات الدول والمنظمات الاقليمية لإعداد معايير صحية موحدة تتضمن تدابير رئيسية لحماية الركاب والعاملين بما يضمن سلامتهم ويساعد على تعافي قطاع النقل الجوي.