انتشرت خلال الأيام الماضية بعض التحذيرات على مواقع السوشيال ميديا من تناول عقار "بروفين" المسكن للآلام، وعلاقته مع الإصابة ب فيروس كورونا المستجد، بدعوى أنه قد يسبب مسارا حادا لتطور فيروس "كوفيد 19" الناجم عن الإصابة ب فيروس كورونا ، مما تتسبب في حالة من الخوف والفزع للأشخاص الذين يتناولون البروفين لأسباب أخرى اعتقادا منهم أنه سوف يتسبب في إصابتهم ب فيروس كورونا ، وفي التقرير التالي توضح "بوابة الأهرام" حقيقة الأمر. خطورة "البروفين" كشف الدكتور عادل رياض رئيس قسم الأطفال وحديث الولادة الأسبق بمستشفى وادي النيل، حقيقية تسبب عقار بروفين في الإصابة ب فيروس كورونا ، وتسببه في تدهور الحالات المصابة بالفعل، مؤكدا أن هذا الكلام غير صحيح وعار من الصحة، وأن افتراض استخدام البروفين يؤدي إلى تدهور حالة مريض كورونا مبني على خرافات وليس له أي أساس علمي يربط بين هذه المجموعة من الأدوية ومرض "كورونا". وأوضح "رياض"، ل "بوابة الأهرام"، أن الانتشار السريع على وسائل التواصل الاجتماعي لبعض المعلومات الخاطئة قد أدى إلى شعور العامة أن هناك خطرا من استخدام هذه الأدوية مثل البروفين، على صحة الأطفال والكبار. وأكد أن جميع الدلائل العلمية من المواقع الدولية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ومركز مكافحة الأمراض(CDC)الأمريكي، و وكالة الدواء الأوروبية (EMA)، قد قامت بالرد على هذه المقولات، قائلة إن افتراض أن استخدام البروفين يؤدي إلى تدهور حالة مريض كورونا مبني على خرافات وليس لها أي أساس علمي. الصحة العالمية ترد ونشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا لها، مؤكدة من خلاله أنها لا توصي بعدم استخدام البروفين، وأن الأطباء الذين يتعاملون وقاموا بعلاج مرضى الكورونا ليس لديهم أي تقرير يفيد أن هناك تأثيرا سلبيا من استخدام "البروفين" على هؤلاء المرضى، وأن المنظمة ليست لديها أي أدلة علمية منشورة في هذا الشأن. كما قامت وكالة الدواء الأوروبية بنشر تقرير لها أيضا، موضحة أنها تدرك مدى انتشار معلومة خطورة استخدام أدوية البروفين على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنه في الوقت الحالي ليس هناك أي دليل علمي يربط بين استخدام البروفين وتدهور حالة مريض كورونا، وأنه عند البدء في علاج الحرارة أو الآلام لهؤلاء المرضى فيجب الأخذ في الاعتبار كل المتاح من البدائل العلاجية مثل الباراسيتامول والأدوية من مجموعة (NSAID) ومنها البروفين. وأكدت الوكالة، أنه تمشيا مع التوصيات العلاجية للاتحاد الأوروبي، فيجب على الأطباء والمرضى الاستمرار في استخدام أدوية هذه المجموعة (NSAID)، ومنها البروفين، خاصة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة والتي تستوجب استعمال البروفين لمدد طويلة، وأنه ليس هناك أي سبب يدعو للتوقف عن تناول هذا الدواء. إلحاق الضرر بالمرضى ومن هنا، يؤكد الدكتور عادل رياض، أنه ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي بكم هائل من معلومات غير علمية وغير دقيقة، يؤدي إلى إلحاق الضرر بالمرضى، وترسيخ مفاهيم خاطئة في عقول وقلوب الشعب، وتأكيدا من الهيئات العلمية الدولية، فإن البروفين ليس له أي تأثير ب فيروس كورونا ، ويجب الاستمرار في استخدامه. وشدد "رياض"، على ضرورة توخي الحذر والحرص عند تناقل هذه المعلومات، والرجوع إلى الهيئات العلمية المتخصصة للتأكد من مصداقية هذه المعلومات، كما طالب بوجود رقابة على ما يتم نشره لتفادي تبعاتها السلبية على المجتمعات.