عبدالمحسن سلامة يكتب: لأول مرة، نرى عيد « شم النسيم » دون جمهور، في الحدائق، والمتنزهات، والشواطئ، والشوارع. في « شم النسيم » كان الجميع يخرجون، وكانت الأماكن تكتظ بروادها منذ الصباح الباكر، لا فرق بين قادر وغير قادر، فالقادر يذهب إلى القرى السياحية، والفنادق، والأماكن الخاصة، وغير القادر يذهب إلى الحدائق العامة والمتنزهات والأندية والكورنيش والحقول الزراعية. الجميع كان ينتظر هذا اليوم الرائع للاحتفال به، فهو اليوم الذي يحتفل به جميع المصريين، مسلمين ومسيحيين على السواء، ومن الصعب أن تفرق بينهم في مظاهر الاحتفال؛ لأنه عيد مصري صميم، يَرجع إلى عصر الفراعنة، وتتوارثه الأجيال، ويحتفل به المواطنون - عقب « عيد القيامة » - بالبيض الملون والأسماك والبصل والليمون.. وغيرها. صحيح، هناك عادات غذائية خاطئة؛ خاصة بتناول الفسيخ والسردين والأسماك المملحة، التي تحولت إلى «منغصات» في هذا اليوم، لكن بعيدًا عن هذه العادات، يظل " شم النسيم " عيدًا مصريًا خالصًا، يوحد جميع المصريين. « شم النسيم » هو عيد الربيع ، الذي تتفتح فيه الأزهار، وللأسف، جاء هذا العام، وقد اجتاح « كورونا » العالم، وقلب الموازين رأسًا على عقب؛ مما جعل الحكومة تتخذ كل الإجراءات الاحترازية؛ للحفاظ على حياة المواطنين، ومنع انتشار المرض. أتمنى أن يلتزم المواطنون، اليوم، بالإجراءات الاحترازية، ومنع التكدس، والازدحام، حتى نتجاوز محنة « كورونا » بسلام - إن شاء الله. وأخيرًا، كل عام والمصريون جميعًا بخير، وبالصبر والتفاؤل والالتزام سوف نعبر الأزمة قريبًا بإذن الله.