حَوت الأساطير والخرافات في الصعيد الكثير عن طائر الخفاش الذي يعيش بالأماكن المهجورة ويظهر ليلًا فقط مما دعا الأثريين في الأونة الأخيرة للمطالبة بمحاربة الخرافات وأساليب النصب والاحتيال التي وجدت طريقها لصفحات التواصل الاجتماعي والتي تجعل لمخلفاته وعشه قدرة على فك "اللقايا" أي الآثار المدفونة في باطن الأرض. وتنشر "بوابة الأهرام" حكاية طائر الخفاش مع الآثار المصرية بعد أن صار ذلك الطائر حديث عالمنا المعاصر بسبب الاتهامات التي وجهت ضده بسبب وباء كورنا المستجد، وتزامنًا مع قيام الأهالي بقتله في منطقة الحرانية بشبين القناطر خوفًا من تفشي فيروس كورونا. لم يتم تمثيل طائر الخفاش في الآثار المصرية إلا في مقابر بني حسن بالمنيا فقط، كما يؤكد الأثري والمؤرخ فرنسيس أمين في تصريحاته ل"بوابة الأهرام "، مضيفًا أن المصريين القدماء لم يقدسوا الخفاش الذي ارتبط عندهم أنه طائر الظلام، والذي أجبر الفراعنة القدامي على وضع تعاويذ سحرية في المعابد لإخافته وطرده حيث كانت له القدرة الغريبة والعجيبة لتلويث ألوان المعابد. حكاية الخفاش في مصر القديمة المؤرخ ديودور الصقلي والذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد وصف الخفاش في مصر، حيث لم يتواجد في مصر غير نوعين من الخفاش حتى العصر الحالي، فلم تكن مصر موطن خفاش نوع مصاص الدماء، وفي القرن التاسع عشر كانت الجبال والمغارات والمعابد هدف رحلة المزارعين لجمع فضلات الخفاش، بسبب قوته في تسميد الأراضي، مما جعل الحماية والاحتراز منه من أهم الأساليب فهم كانوا يرددون مقولة إن الخفاش إذا التصق بوجه الإنسان فلن يخرج منه إلا ب"الطبل البلدي" لذا هو ارتبط بالخوف والفزع. ويؤكد فرنسيس أمين أن الاكتشاف الذي حققه الأثري الكبير الراحل أحمد فخري في وجود صندوق في دهشور بها طائر خفاش كان من الاكتشافات الأثرية الغريبة حتى وقتنا الحالي، حيث إنه من المعروف أن الفراعنة لم يقدسوا الخفاش، وإن كانوا استخدموا دمه لعلاج العيون في الطب أو التعاويذ السحرية فقط. حكاية الخفاش في مصر القديمة وصفت معابد دندرة والكرنك وإدفو بأنها من المعابد التي تقطن فيها الخفافيش، وقد تسببت الخفافيش التي كانت تعشش بين زاويا الجدران إلي تشويه الأسقف مما جعل وزارة الآثار تقوم بعمل شبابيك من السلك في الزوايا لعدم دخول هذا الطائر في الفتحات. ويؤكد الأثريون أن معبد دندرة اكتمل بناؤه في العصر البطلمي وفي العصور الحديثة، ووقت التنقيب عن المعبد، كان المعبد مغطى بالرمال إلى النصف تقريبًا، وهو الذي حافظ الرسومات المنقوشة على جدران المعبد، كما حافظ عليها من النهب، ووجدت الغرف العليا في المعبد مسكونة، وعاش فيها أناس فترات طويلة، وكانوا يوقدون النار لطعامهم والتدفئة، وكانوا يبحثون عنه عن زبل الخفاش لاستخدامه في السماد وقد زاره عدد من رؤساء ووزراء مصر ورؤساء وملوك دول العالم مثل الملكة أوجيني في وقت الاحتفال بافتتاح قناة السويس عام 1869م، حيث تم إعداد مائدة للطعام لها داخل المعبد، كما تضم المتاحف العالمية الكثير من مجسمات أثرية من المعبد العتيق. حكاية الخفاش في مصر القديمة ويوضح عبدالحكيم الصغير مدير معبد دندرة في تصريحات ل"بوابة الأهرام إن سقف معبد دندرة كان مشوها رغم نقوشه البديعة حتى نجحت التركيبة الكيميائية المصرية المعروفة باسم "جي.أم.زد" وهي تركيبة مصرية من ابتكار العالم الأثري الدكتور جمال محجوب في إزالة السناج التي كانت نتيجة أدخنة متراكمة، وكذلك إزالة تشوهات طائر الخفاش وغيرها من الزوايا. الجدير أن الدكتور أحمد رزق، أستاذ مكافحة الحيوانات الضارة بوزارة الزراعة، أدلى بتصريحات إعلامية في قنوات إعلامية مصرية على انتشار الخفافيش بمنزل مهجور بقرية الحرانية بشبين القناطر، والتي أثارت رعب المواطنين بالمنازل المحيطة بعد أن هاجمت بعض هذه الخفافيش للمواطنين بأن الخفافيش ليست نهارية وتظهر وقت الغروب، مؤكدًا أن هذه الخفافيش كانت فى مستعمرة، ولم تظهر خفافيش مصاصة دماء فى مصر حتى الآن، وهذا الخفاش اسمه خفاش الفاكهة المصرى أو الثعلب الطائر.