يؤكد المؤرخون أن أول خبر صحفي تناول قرية "دندرة" ومعبدها الشهير في قنا بجنوب صعيد كان في زمن الحملة الفرنسية بين أعوام 1798-1801م، وذلك من خلال الصحف التي أسسها الفرنسيون في مصر، حيث امتلأت صحيفة "كورييه دوليجيت" بصفحات تخبر مايجري في الأقاليم وعادات وتقاليد الشعب المصري وأشهر المعابد في الأقاليم، ومنها معبد دندرة الذي يضم عدداً من السراديب. وكان الدكتور خالد عناني، وزير الآثار والسياحة، قد افتتح ثلاثة سراديب جديدة في معبد دندرة بمحافظة قنا، وقال وزير السياحة والآثار إن السراديب ضمن 12 سردابًا كانت مغلقة بالمعبد ماعدا واحد منها فقط موجود خلف قدس الأقداس كان مفتوحا للزيارة، أما ال11 سردابا الباقية مغلقة وتم الانتهاء من ترميم ثلاثة منها وافتتاحها للزيارة للجمهور. والسرداب الوحيد الذي كان مفتوحًا للزيارة لاحقته الخرافات، حيث نشر المؤمنون بلعنة الفراعنة أحاديث بأن الفراعنة توصلوا إلي اختراع الكهرباء، وقال عبدالحكيم الصغير، مدير معبد دندرة ، في تصريحات ل"بوابة الأهرام" إن معبد دندرة لجماله وروعته لم يسلم من خرافة أن الفراعنة اكتشفوا الكهرباء؛ حيث بدأت الخرافة بقراءة رسومات تمثل شكل احتفالات برأس السنة الجديدة عند الفراعنة، حيث يكشف الرسم عن رجل ضخم الجثة يحمل بيده شيئا أشبه ما يكون بغطاء زجاجي "كمثري الشكل" منتهية بسلك وهي الرسمة التي جعلت البعض يعتقد أنها لمبة كهربائية حديثة. وتضمنت أعمال الصيانة والترميم في المعبد إزالة السناج من على الأسطح الأثرية المشيدة من الحجر الرملى، عن طريق استخدام الكمادات الورقية لإزالتها، بالإضافة إلى مرحلة الترميم الميكانيكي الدقيق لإزالة ما تبقى منها وتثبيت الألوان واستكمال الفجوات المتواجدة بالجدران والأسقف واستبدال الاستكمالات القديمة. وأضاف الصغير أنه بقراءة الرموز بشكل علمي في السرداب الأول يؤكد أن الفراعنة كانوا يعبرون عن مظاهر الكون وكيف خرجت الكائنات للحياة من المياه، مشيرًا إلي أن الفراعنة لم يعرفوا الكهرباء وأن كافة الأقاويل التي تؤكد أن بالمعبد رمزا للكهرباء هي أقوال خاطئة، لافتا إلي أن عدم فهم اللغة الهيروغليفية ورموزها تجعل هذه الأقاويل الكاذبة تزداد شيوعا رغم عدم دقتها العلمية. قبل رحيل الحملة الفرنسية عن مصر عام 1800 أوردت الصحف الفرنسية خبرًا عن معبدي إسنا ودندرة، وأوردت أن معبدي إسنا ودندرة تعد من أحدث المعابد المصرية القديمة واسترسلت في الظواهر الفلكية الموجودة بالمعبد ومنها القبة السماوية وتواجد نقوش تمثل برج الأسد. ويؤكد الأثريون أنه تم انتزاع القبة السماوية من معبد دندرة والتي كانت منقوشة على حجرين والتي رصدتها الصحف الفرنسية إبان الحملة الفرنسية علي مصر، وتم نقلها في مغامرة مشهورة بالنيل، واستقبلت القبة في باريس استقبالا حافلا، كما شهد معبد دندرة مائدة طعام أعدها الخديو إسماعيل لضيفته الملكة أوجيني التي زارته بعد افتتاح قناةالسويس. في كتابه الرحلة الكبري للمسلة يذكر روبرت سوليه قصة مسلة الأقصر التي انتقلت بالباخرة إلي فرنسا لتوضع في باريس في زمن محمد علي باشا ،حيث يذكر ذكريات الباخرة التي قبعت في دندرة ويحكي سوليه نقلا عن الدكتور أنجلان قصة تمساح دندرة الذي كان من حظه أنه يوضع هيكله العظمي في الهيئة البحرية بفرنسا بعد أن قام الفرنسيون بصيده. أما في عام 1848، شهد معبد دندرة التقاط صور فوتغرافية للمصور الفوتغرافي مكسيم دوكان، ويؤكد المؤرخ والأثري فرنسيس أمين ل"بوابة الأهرام " أن المراكبي عبدالله كان هو الموديل الذي استخدمه مكسيم دوكان كي يصوره في معبد دندرة ، مؤكدًا أن مكسيم دوكان هو الذي التقط صورة الشاعر فلوبير فوق رمال معبد أبوسمبل بأسوان قبل إزالة الرمال عن المعبد. وأكد فرنسيس أن معبد دندرة لايمتاز بنقوشه الخلابة والرائعة فقط بل يمتاز أنه يحوي رؤية الوطنيين المصريين وتسجيلهم للحضارة المصرية، حيث كانت دندرة تماثل مدينة أون المدينة التي تعلم فيها الفلاسفة، مضيفًا أن الأعمدة الحتحورية لربة الحب والجمال عند الفراعنة في معبد دندرة اجتذبت الشهرة العالمية في العمارة، كما اجتذبت نقوشه المشفرة وقصصه المدونة في التاريخ كافة المحبين للآثار المصرية حتي وقتنا الحالي. معبد دندرة معبد دندرة معبد دندرة معبد دندرة